Monday, January 30, 2012

عن العلاقات الزوجية : لغات الحب الخمس .. الجزء السابع


يبدأ الكاتب مباشرة بتساؤل وجيه : اذا توصل كلا الطرفين الي لغة الآخر .. كيف يمكن لكل طرف منهم ان يطبق كل ما قيل اذا ما كان ملئ بالجروح النازفة و الكراهية الكامنة .. التي ربما تنجم من اخفاقات ماضية سببها كل طرف للآخر .. سؤال شرس .. و بلا مقدمات تنمقه .. و الاجابة كذلك .. الاختيار .. هي سمة البشر .. كما فعلنا من قبل عندما اخترنا التصرفات الجارحة .. تكلمنا بالنقد الهادم .. و أتينا أفعال سيئة .. لا نفخر بالطبع بهذه الاختيارات .. و لكنها كانت اختيارات مبررة وقت اختيارنا لها .. اختياراتنا السيئة في الماضي لا تعني ابدا اننا يجب ان نعيد اختيارها في المستقبل .. مازال امامنا على الدوام اختيار "أنا آسف" .. "أعرف أني آذيتك" .. "و لكني أحب أن أجعل مستقبلنا أفضل" .. "أريد أن أحبك بلغتك" .. " أجعلك راضية " .. لقد شاهدت زيجات كثيرة ينقذها الاختيار الواعي قبل ان تسقط في حفرة الطلاق .. فالحب لا يمحو الماضي .. و لكنه يعيد تشكيل المستقبل .. عندما نخاطب شريكنا بلغة حبه .. فيصل الحب اليه بالشكل الذي يلائمه .. نتغاضي عن مشاكل الماضي ..

ذات مرة حضر الي زوج .. بناء على طلبي .. لأن زوجته وفدت الي في الاسبوع الذي يسبقه تبكي و لا تقوي على التحكم في انهمار دموعها .. شكت الي ان زوجها انسان ممتاز .. و مر على زواجهم اثني عشر عاما .. و لكنه أخبرها منذ يومان أنه لم يعد يحبها و أنه سيتركها .. كيف يفعل ذلك بي .. انه زوج مثالي و أب ممتاز .. فكيف تأتي له أن يفعل بنا هذا .. و عندما حضر الرجل .. أعرته أذناي .. و كانت القصة المعتادة .. تزوجا للتويج قصة حب ملتهبة .. و في بداية حياتهم الزوجية تكبدوا بعض المشقة ليتكيف كل طرف على الآخر .. ثم استمر حبهم و معه الهناء في العيش .. حتي تلاشت مشاعر الحب نهائيا و حلت الحياة العادية .. كان يحسن اليها على الدوام .. فكان تانك حبها دائما مملوء و لا تستشعر مشكلة .. أما هو فكان تانك حبه قد خلي و لم يعد به شئ .. فتولدت عنده الرغبة في تركها .. قال لي : لم أعد أحبها .. أصبحت علاقتنا خاوية .. لم أعد أستمتع بالتواجد معها .. لا أدري ما حدث .. كنت أتمني ألا أنتهي الي ما انتهيت .. و لكن الحقيقة هي أنني لا أكن لها أي مشاعر الآن .. لقد كان يمر هذا الزوج من وجهة نظري بمشكلة معتادة بعد أعوام من الزواج .. و تبني عقلية "لم أعد أحبها" .. و هي عقلية تحرره عاطفيا من الارتباط و تسمح له بالبحث عن الحب خارج بيته و بعيدا عن زوجته .. و يحدث نفس الشئ أيضا عند بعض الزوجات .. الآلاف من الزواج و الزوجات وصلوا الي مرحلة الخواء العاطفي .. لا يريدوا أن يأذوا بعضهم البعض .. و لكن لديهم رغبة عاطفية في انهاء علاقتهم .. تكمن المشكلة في عدم التفرقة بين تجربة " ان تقع في الحب " و " احتياج ان تكون محبوب " .. الأفلام السينيمائية و المسلسلات العاطفية و المجلات و القصص يساهمون في الخلط بين الاثنين .. انهما في الحقيقة مختلفين كل الاختلاف

الوقوع في الحب .. أمر لاارادي .. لا نختار سلفا من نقع في حبه .. انه شعور يحدث بين ذكر و أنثي بلا مقدمات و أحيانا بلا سبب واضح .. و الوقوع في الحب أيضا عمره قصير .. لا يزيد في حال من الاحوال عمره عن عامين .. و من وجهة النظر البيولوجية البحتة .. الحب يخدم الطبيعة لربط ذكر و أنثي لفترة تكفي للمعاشرة من اجل استمرار النوع .. النقطة الهامة هي أن تجربة الوقوع في الحب ترضي مؤقتا المحب في رغبته ان يكون محبوب .. الوقوع في الحب يمنح الشعور أن هناك من يهتم بنا .. من هو معجب بنا .. و يقدرنا .. مشاعرنا تمتلأ و تفيض عندما نعلم ان هناك انسان يضعنا في المرتبة الاولي في حياته .. و لكن للأسف كل هذا يتناقص مع الوقت .. و نعود للواقع .. و يتلاشي الوقوع في الحب .. عندئذ .. اذا لم يتعلم شريكي كيف يرضيني عن طريق معرفته بلغة حبي و العكس .. سوف تهرب العاطفة لأنها لن تجد من يعيد ملئها و يبقيها راضية ..

ان تعلم و تتعلم لغة حب شريكك .. هو حتما اختيار .. ان تستخدم ما علمت و تطبقه .. سيضمن لك ان الحب سيبقي .. و عندئذ .. عندما يقل الهوس المسمي بالوقوع في الحب .. لن يشعر أحدهم لأنهم دائما يسعون لارضاء بعضهم البعض و سيظل الحب بينهم ..

و لأن كل انسان لديه عاطفة .. و كل انسان يتحدث لغة من اللغات الخمس .. اذا لم تستخدم لغة حب شريكك لارضائه .. فعندما يقل الهوس المسمي بالوقوع في الحب .. لن تجد العاطفة من يجدد حيويتها و شغفها القديم .. و سيعاني الشريكين من فتور و نقص عاطفي جاهلين السبب مستنكرين ما وصلوا اليه .. سيما قوة علاقتهم في البداية .. و المشكلة الكبري .. هي ان بمرور الوقت و العاطفة خاوية بين زوجين .. نجد ان احدهما او كلاهما يهمان بالبحث عن النشوي القديمة في علاقة خارج الزواج .. و تبدأ الحكاية من جديد ..

عادة .. عندما يصل الرجل الي درجة الخواء العاطفي .. يظل حريص على استمرار الزواج حتي يعثر على مرشحة أخري لعواطفه .. عندئذ ينسحب من الزواج .. بحجة أنه وجد السعادة في قلب امرأة أخري .. و في مقابل الهوس الكيميائي الذي يحدث أثناء الوقوع في الحب يتغاضي الزوج عن أي أمور هامة فيترك أبناءه مثلا غير مكترث .. مع العلم ان الاحصائيات تؤكد ان 60% من الزواج الثاني ينتهي بالطلاق ..

الحب الحقيقي الذي يرضي عواطف الزوجين و يبقيهم في ود و رحمة هو حتما اختيار .. اختيارك انت

هكذا قلت للرجل الذي حضر الي يشكو خواءه العاطفي من زوجته .. بعد ان شرحت له لغات الحب الخمس .. و اكتشفت أنه بالفعل ارتبط عاطفيا بامرأة اخري .. و بعد ان نصحته بألا يخوض التجربة الجديدة لأن الحب سيفني عاجلا أو آجلا أصر قائلا أنه لم يعد يستطيع العيش بدون حبيبته الجديدة .. و بعد مضي شهور .. حضر الي من جديد و هو مذهول و مرتبك .. أخبرني ان حبها بدأ ينقص كثيرا و بدأت تلاحظ فيه عيوب كثيرة و أنه مصدوم من هذا التطور .. عندئذ اقتنع بما قلته له .. و وافق على ترك حبيبته الجديدة و وافق ايضا على ان يخضع هو و زوجته للاستشارة في عيادتي .. و في أثناء تسعة أشهر كانوا يترددون فيها عندي .. خضنا في اختلافات كثيرة فيما بينهم و خلافات لم تحل من قبل و تركت حتي استفحلت .. و كان أهم عامل في حل كل هذا هي معرفة لغة حب الزوج و الزوجة و استعداد كل منهما ان يرضي الآخر بطريقته .. و بعد الانتهاء .. أقر لي الزوج أنه يشعر بالرضا يرفرف من فوقه كما أعلن أن زوجته أكثر امرأة سعيدة في العالم ..

و يطرح بعض الناس سؤال كثيرا ما تردد .. ماذا لو كانت لغة حب شريكي شاقة على و لا يمكنني تطبيقها بسهولة .. اجابتي هي على الدوام .. اختر أن تطبقها .. ببساطة .. لأن الحب الدائم اختيار واعي .. الحياة الهانئة المليئة بالود لا تحدث بالصدفة أو عن غير ارادتنا .. انها تحدث باختيارنا الواعي لها .. الي جانب .. اذا كانت لغة حب شريكك شاقة عليك و رغم ذلك شرعت في تطبيقها .. سوف يستقبلها شريكك بضعف وزنها .. لأنك تكبدت جهد أكبر مما تعودت عليه .. أذكر ذات مرة ان زوج انبري في احدي محاضراتي و أعلن أنه يعلم ان لغة حب زوجته هي اللمس الجسدي .. و لكنه لا يحب اللمس بصفة عامة .. لم يعتاد عليه في بيته .. لم ينشأ في عائلة تعتاد الأمر .. حتي أهله و اخوته لم يكونوا من النوع الذي يحضن .. فتساءل ماذا أفعل اذا .. قلت له بهدوء .. هي حقا لغة صعبة عليك .. و لكن اذا مددت ذراعيك و وضعت شريكتك في المنتصف و مارست هذا النوع من اللمس يوميا كلما أتيح لك الأمر .. أراهنك أن اللمس الجسدي لن يعود شاقا عليك

في الحقيقة .. الراحة في ممارسة لغة حب سريكك ليست المعضلة .. المعضلة في أن الحب هو أمر تفعله لغيرك .. و ليس أمر تفعله من أجل نفسك .. هذا المبدأ غير مفهوم عند الكثير .. هناك أمور عديدة نفعلها كارهين مرغمين .. كالاستيقاظ من النوم و ترك الفراش .. الراحة تملي علينا ان نبقي و نكمل نوم .. و لكننا نقاوم كل يوم لأننا نعلم ان هناك امور تستحق ان نفعلها في هذا اليوم .. و عادة في نهاية اليوم لا نندم أننا نهضنا .. كذلك الحب و لغاته .. ان أرغمنا أنفسنا على استخدام لغة الحب الخاصة بمن نحب سواء كان الأمر يسير او احتاج جهد و مقاومة للنفس .. ستكون العوائد مجزية .. أقل مكافأة .. هي ان حبيبك سيبادلك الأمر نفسه .. و سيبذل أقصي ما عنده لارضائك أنت بلغة حبك أنت

Friday, January 27, 2012

قالوا


You are too concerned with What was and What will be
There is a Saying
Yesterday .. is History
Tomorrow .. is a Mystery
But Today .. is a Gift
That is why it is called the Present
*
Master Oogway talking to Po
Movie: Kung Fu Panda I
*
ترجمتي
*
أنت تقلق كثيرا حيال ما كان .. و ما سيكون
يقولون
البارحة .. ماضي غابر
الغد .. لغز حائر
أما اليوم
فعطاء حاضر
لذلك يسمي بالحاضر
:)


Sunday, January 15, 2012

عن المريض النفسي


لا يدرون كيف يفكر .. و ان عزموا و شحذوا النوايا الحسنة لسبر اغواره .. فهو ماهر في جعلهم يتيهون في دوامات من الثرثرة .. و وديان من الغموض .. و سهول من الخداع .. و ان رزم الأمر .. أمطرهم بالغضب و صب عليهم ويلات حنقه .. و لكن في النهاية .. لا نهاية مثمرة ..

في بادئ الأمر كانت السخرية .. الضحك من أمر ملفت .. ثم مع استمرار سلوكه وفد الاستغراب و أقام .. و عندما بات في صدورهم أرقهم .. و بدأوا يتساءلون .. و عكفوا على البحث عن أطباء في الشئون النفسية الداخلية التي يصعب عليهم فهمها .. أساءوا التقدير فزجوا به الي عيادة طبيب أعصاب شهير .. كان طبيب طاعن في السن و لكن عميق العلم و الحكمة .. طردهم شر طردة .. و أنكر أن يكون به عيبا عصبيا .. نهجوا السؤال .. القريب .. البعيد .. الجار .. مصلي الزاوية .. الزملاء في العمل .. عزفوا عن الشيخ الذي يتلو آيات محكمات بحجة طرد المارد الساكن أو لتسخير آخر .. و لكن بالهم لم يهدأ .. و كيف يهدأ و هم يشهدون في حياته تردي تلو تردي .. لا يفلح في الاختلاط مع من حوله .. لا يريد النطق .. يأبي الضحك .. يشرد دائما .. ناهيك الصمت الملازم .. و كأن أحدا لم يفقهه ما جدوي الفم و فيم يستخدم .. اذا ألح عليه الحاحا شديدا مستميتا ان يدلي برأيه .. انشقت الشفتان عن كلمات مقتضبة بائسة تحزن من أراد السلوي و تبكي من أراد الطمأنينة .. و لكنهم في النهاية اهتدوا الي التخصص الملائم لهذا الغلام .. أطباء من ذوي الأعمار الكبيرة .. الأربعين ربيعا على أقل تقدير .. مرت بهم أعينهم على شاشات التلفاز من قبل .. فيهم الأسماء المعروفة الرنانة .. التي يشهد لها الجميع بالحلول في العالم الغامض المطبق الغموض الي حد الانفصال عن السماء و الأرض التي نحيا بينهما .. و تنجب كليتين هذا النوع من الأطباء .. و لكل طبيب نهج .. منهم من يصرع المرض بالعقار الكيميائي .. غير مبالي بمعاناة المريض جراء هذا .. و منهم من يصعق المرض كهربائيا .. فيذهب المريض الي عطلة جسدية يعود منها سالما .. و منهم من ينقب عن أصل و فصل المرض حتي ليغرق في التنظير .. و منهم من يشرح المرض سلوكيا و يقود حرب ضروس عليه .. تفتك بالمرض او المريض .. و لكن و يا للعجب .. كل نهج ناجع .. و صارت حياتهم أوقات ما بين زيارتين يقضونها في الترقب و التربص ..

أما هو فكان هانئ مرتاح البال .. لم يستقر على هذا الحال سوي مؤخرا .. لقد كان في البداية حائرا تعصف به الحيرة عصفا غير هين .. كان ينوء بهم لا يعلم ما مصدره .. و يرزح تحت أصفاد لا يعلم لها مخرج .. كانت تباغته مشاعر تجعله مذهولا .. ك الماء الصاقع على الجسد البارد .. في خلسة من وعيه كان على يقين أن به أمر غير طبيعي .. و لكن وعيه كله كان مشتتا في محاربة الخواء الذي يباغته .. و لكنه اطلع .. قرأ .. طالع .. حتي بدأ يفهم .. و لكنه لأمر عصي على ادراكه حتي هذه اللحظة تلذذ بالبلاء المفجع الذي أصابه .. ربما لا تسرد الكتب كل شئ .. ففهمه و وعيه .. و استطاع أن يبني من حوله سور شاهق عظيم الارتفاع .. كائن من كان لا يقوي على اجتيازه أو حتي معرفة نهايته .. و أتقن الصنعة .. رمم السور .. دججه بالألغام .. لفه بالأسلاك الشائكة .. فما زاد الا سوءا في مرضه و ما ازداد من حوله الا خيبة فيه .. كان يطاوعهم و يصاحبهم الي كل طبيب .. و اذا ما دخل جلس على كرسيه .. حدق في المكان بعناية .. ثم لزم الصمت التام .. لا يحرجه الحاح من قبل الطبيب .. و لا يمل من وصدة شفتيه .. التزم هذا النهج مع ما ينيف عن العشرات منهم .. حتي يئسوا منه من اللقاء الأول .. حاول أحدهم ذات مرة أن يتحداه .. فكانا يجلسان ساعة كاملة كل أسبوع .. لو زلت قدم نملة من تحتهم لأحدثت دويا جللا .. و لكن كل منهم تمسك بموقفه .. حتي هزم الطبيب .. تحولت الساعة الي قيلولة .. هم كانوا على دراية برأسه الصلبة .. فلم يقنطوا في البداية .. ثابروا .. و صدقا تمنوا لو لان هذا الرأس .. و لكن اللين لم يطرق هذا الرأس و لا منه اقترب ..

هم لا يدرون كيف يفكر مريض نفسي في مثل حالته المتأخرة .. هم قد يكونوا قرأوا من قبل عن الذكاء .. المكر .. الحيلة .. الدهاء .. أما أن يرون هذه الكلمات مطبقة أمامهم .. فهذا ما لم يرونه .. لقد مرت به أيام مضنية .. تمزق فيها فكره حتي تفتقت عن الحل الأوحد .. فلقد كانت معضلته واضحة .. هو يريد التخلص من روحه و فصلها عن جسده .. و لتذهب الروح الي حيثما تشتهي و ليبلع التراب هذا الجسد ليستريح من مأزقه الدائم .. و لكن كيف .. لقد نشأ في بيت يعلو فيه صوت الأذان على كافة الأصوات .. مما يعني أن مسعاه سيبوء بنار جهنمية يخشاها .. فكيف له أن يفصل روحه عن جسده بلا أي يؤول به المآل الي الجحيم الأبدي .. لقد سخط على الذي استوي فوق العرش و سواه بشرا .. لماذا .. لماذا يحشر كيانين متنافرين في بوتقة واحدة تأسي من هذا الالتحام القسري .. فخاصم صلاة الجمعة .. و صم أذنيه عن الأذان و ما يمت له بصلة .. هو العند .. فلتزل به صاعقة من السماء للتكفل بفصل روحه عن جسده .. و بالغ في العند .. فقاسي ليال تتخللها نوبات سعال و أيام يذهب فيها وعيه كاملا و أنهك جسده في سيارات ملاكي و طفح لسانه بما يعيب .. و لكن ظلت روحه في جسده .. و ما ازدات روحه الا عذابا و جسده الا تعبا .. و لكنه اهتدي الي الحل السليم .. مريح للروح .. محافظ على الجسد .. و سينتهي به الي القبر حتما .. فلقد قرأ في احدي الكتب المعننة أن من علامات يوم الفصل أن يزهق العلم .. لا عن طريق اختفاء العلم .. و لكن بقبض العلماء .. بقبض أرواح الطيبون تعرف قرب ميعاد اليوم .. اذا .. فليكن أطيب الناس و أطهرهم قلبا و أغزرهم علما .. سينحت الكلمات الأثيرة في ذاكرته .. سيلوك لسانه كلمة المشايخ .. سيدع لحيته على سجيتها .. و قد كان .. لقد حصد الشهادات و الاجازات .. قبل يد المعمم و قبل يده معممون أخر .. لمع في العلم .. حتي ذاع صيته .. و كله يقين أنه اقترب .. و بذلك يفوز الجميع .. هو و روحه و جسده .. و بالفعل بدأت تنهال أخبار عن رحيل فلان طيب القلب .. و الحجة القديمة الجازمة : أصل الطيبين مش بيكملوا في الدنيا ..و تترامي الي مسامعه أنباء وفاة علان الشيخ العالم الورع .. فتزداد عينيه اغروراق .. سيلحق بهم لا محالة .. هم لا يدرون أبدا كيف يفكر المريض النفسي .. لقد ابتهجوا و سعدوا .. ظنوا أنه تماثل للشفاء .. و أن ما به قد فارقه .. و أنه سيملأ عليهم حياتهم بالخير العميم .. و هو قد أصبح هانئ مرتاح البال و الضمير ..

و عندما رسخت الأقدام في الميدان الأشهر .. لم يتأخر عن تلبية نداء الحق .. فكل شعار ينادون به يتفق تماما مع جلبابه .. فوهب نفسه لكل مليونية .. و وزع نفسه بالتساوي على كل خيمة .. لم يبرح أيام عديدة .. تلقي الهراوات بسعادة .. هتف مع الهاتفين .. و سار مع من ساروا .. و رسخت قدمه مع من رسخوا .. و لكنه بدأ ينزعج .. منذ أن مر حافر جمل أمام وجهه .. و شاهد الدواب تشرذم الجمع و تسحق الشريف .. لأنه كان دائما يغنم سلامته .. حتي و ان عرف التاريخ بهذا اليوم العجيب .. و وصلته أخبار مؤكدة عن موت أحباء له من الميدان .. اثر الحوافر نفسها .. انزعج بشدة .. ما الأمر .. لماذا دائما ينجو .. لماذا يفضل الهلاك أن يقتنص الآخرون و يأتي عنده فينصرف .. ألا يدري الهلاك أنه يكرس نفسه من أجله .. فقرر أن يعود بيته .. و عاد رغم البلبلة الشديدة .. و رغم الأسوار الحديدية التي هدت .. و مكث في بيته يفكر .. و راح يشاهد أي أحداث جللة عاصرها و نجا منها .. كل هذه الأيام .. و لم يحجز له صورة مثل هذه الصور التي باتت تعرض مرارا و تكرارا أمام مرآه .. و لبث أمام التلفاز يفكر .. حتي سمع صوت أذان الفجر .. فبرق الفكر .. و تذكر الجمهرة الصغيرة المحيطة ببيته .. و استعاد ما سمع من أن الهاربين يعيثون فسادا في الشوارع .. و انصت الي اصوات الموتوسيكلات الرائحة و الغادية .. و أنصت أكثر .. فسمع صوت طلقات نارية و صراخ يأتي من الجمهرة .. فقام ليتوضأ متمتا "من صلي الفجر في جماعة فهو في ذمة الله"

Monday, January 9, 2012

عن ابراهيم أصلان


توفي الي رحمة الله الأديب ابراهيم أصلان

*

حقا أمر محزن و باعث للألم أن تشهد رحيل الجمال أمام عينك .. أن تصلك خبر وفاة شخص جميل .. أن تقتات العذوبة من قلم ثم تحضر فناءه ..

كيف عرفت ابراهيم اصلان كاتبا .. من كتاب ألفه .. عثرت عليه عيناي أثناء المرور على العناوين ذات زيارة الي مكتبة .. شدني بشدة العنوان .. "خلوة الغلبان" .. ثم شدني كذلك وجهه .. شعر ضخم أشعث .. و شارب كثيف متروك على أعلي الشفة .. و لكن كان في وجهه طيبة .. لم أشتري الكتاب .. و لكني بدأت أتقصي الاسم .. فاندهشت لما عرفت أنه مؤلف فيلم الكيت كات .. أحب دراما هذا الفيلم .. و لكني اندهشت لأن عيني لم تعثر على عنوان كهذا أثناء تجولها في عنواين كتبه .. تقصيت أكثر .. ان الكتاب يحمل عنوان آخر .. "مالك حزين" .. فاشتريت الكتاب .. الرواية .. لم تعجبني كثيرا .. وجدت فيه سرد لا يروق لي كثيرا .. و لكني قررت أن أعطي "خلوة الغلبان" فرصة .. فوقعت في أسر كلماته في القصص القصيرة تحديدا .. لا أكاد أصدق عيني .. لا توجد حبكة .. بالكاد يوجد أحداث .. لا توجد كلاكيع أدبية .. فقط استرسال لمواقف .. استرسال بسيط و لكنه عجيب .. لا استطيع شرح جماله .. كل ما عساي ان أقوله .. هو أنه مبدع و عذب و جميل .. يعطي المواقف التافهة قيمة جمالية تغري العين بالقراءة .. كأنك تتلذذ بالماء .. هو حقا عبقري .. سيما شكله

أنا أومن تماما أن مثلث الأدب العظيم القامة كان .. نجيب محفوظ و يحيي يحقي و يوسف ادريس .. ثم بعد ان مات هؤلاء .. أومن تماما الآن أن مثلث الأدب المصري العظيم القامة الجديد .. هم .. ابراهيم اصلان و ابراهيم عبد المجيد و محمد المخزنجي .. الآن رحل أصلان .. راحت أحد أضلع المثلث .. حقيقي خبر مفجع .. سأفتقد كلماته بشدة .. كان يكتب في الاهرام كل يوم ثلاثاء .. خاض بقلمه في ثورة 25 يناير .. ظل عذبا في الكتابة عنها .. كتب عن الانتخابات .. و حكيه كما هو عذب .. سأفتقد بشدة هذه العذوبة

ولد ابراهيم اصلان 3 مارس 1935 بشبشير الحصة التابعة لطنطا التابعة لمحافظة الغربية (والتي ارتدت السواد حزنا عليه كما جاء في الأنباء) ثم ذهب و نشأ و تربي في حي امبابة بالقاهرة .. و قضي بها طيلة عمره حتي نقل مسكنه مؤخرا الي المقطم .. و توفي 7 يناير 2012 اثر وعكة صحية نقل على اثرها الي القصر العيني .. وحصل أصلان على عدة جوائز أبرزها جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام ( 2003 – 2004)، وجائزة "كفافيس" الدولية عام ( 2005)، وجائزة ساويرس في الرواية عن "حكايات من فضل الله عثمان" عام 2006، ورشح قبل أيام لنيل جائزة النيل، وهي من أرفع الجوائز المصرية تقدمها أكاديمية الفنون

قالوا عنه

الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة : مصر خسرت برحيله واحدا من أهم أعمدة الأدب بها

الشاعر اللبناني عباس بيضون : اذا كان للوداعة و اللطف و الأريحية اسم آخر سيكون ابراهيم أصلان

الشاعر الفلسطيني غسان زقطان : أية خسارة أيها الجميل

عماد أبو غازي وزير الثقافة السابق : خسارة كبيرة لمصر و الثقافة كلها

الناقد صلاح فضل : أحد أبرز الكتاب الموهوبين من جيل الستينيات، وقد تميز بقدرته الفائقة على تجاوز ظروف نشأته البسيطة وعمله المتواضع في مصلحة البريد في مقتبل حياته عندما كان يسكن في حي الكيتكات بامبابة، ثم استطاع بعصاميته وتثقيف نفسه وقراءاته المعمقة أن يجعل هذه الحياة تعبر إلى ذاكرة الأدب العربي بأكمله، وتتجسد في أعماله القصصية المركزة وإبداعاته الروائية القليلة

الناقد والكاتب محمود الورداني : رحيله مصاب كبير لأننا فقدنا واحدا من أهم رموز الأدب، إذ تعد أعماله أيقونات مشغولة بحرفية فنية وشجن

ابراهيم عبد المجيد : منذ بدأ وهو كاتب كبير، وقيمته الأدبية ليست محل جدل .. فكانت مجموعته القصصية الأولي "بحيرة المساء" فتحاً جديداً في التجديد في مجال القصة القصيرة وكان مقلاً في أعماله لأنه كان نحاتاً في اللغة يبحث عن مفردات جديدة لكل عمل يكتبه فكانت تأخذ منه هذه العملية وقتاً طويلاً

محمد السلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر : فقدناه فى وقت نحن أشد ما نكون فى حاجة ماسة لمثل هذه القامات التنويرية الكبرى

الروائى فؤاد قنديل :فقدناه لتفقد مصر والعالم كله عذوبة "أصلان".

المهندس أبو العلا ماضي : إبراهيم أصلان أحد رموز الأدب في مصر وهو قيمة مصرية

الناقد الأدبي شعبان يوسف: كل كلمات الأسى لا تكفي لتوديع إبراهيم

الإعلامي جمال الشاعر: إبراهيم كان يكتب كأنه يتعبد ويصلي

Monday, January 2, 2012

تهنئة واجبة


في ظروف غامضة و أحداث مبهمة
قرر صديقي العزيز محمود علاء
المعروف في مقاهي المعادي الجديدة
بمحمود يونس
أن ينشأ مدونته الخاصة
ألف مبروك
و نورت المجتمع الالكتروني يا واد
:)

قالوا


I'll Be Standing Here
For The Next 1000 Years
*
ترجمتي
سأكون واقفا هنا
للمائة عام القادمين
*
Singer: Bon Jovi
Song: Next 100 Years
Album: Crush

Sunday, January 1, 2012

عن العلاقات الزوجية : لغات الحب الخمس .. الجزء السادس


بعد ان شرح الكاتب لغات الحب الخمس .. يتطرق الي جزئية في التطبيق .. و هي كيف تتعرف على لغة الحب الخاصة بك

*

يقول

من المهم ان تتعرف على لغة الحب لدي شريكك لكي تستطيع ان تبقيه في حبك عن طريق ملئه بالحب الذي ينشد .. ولكن قبل هذا .. دعنا نتأكد من أنك تعرف لغة الحب الخاصة بك .. بعد ان تعرفنا على لغات الحب الخمس .. كلمات توكيد المحبة .. قضاء الوقت سويا بكامل الاهتمام .. تلقي الهدايا .. خدمات محبة .. و اللمس الجسدي .. قد تكون تعرفت عليها بمجرد ان تعرضت لها بالقراءة .. بل و لغة شريكك .. و لكن قد تكون هناك صعوبة لدي البعض

فربما عندما تقرأ تعتقد ان هناك لعتين بالنسبة لك اساسيتين و متساويتين .. مثلا عندما تعتقد ان اللغتين المناسبين لك هما اللمس الجسدي و كلمات توكيد المحبة .. فتأكد من أنك لا تقصد بلغة اللمس الجسدي المعاشرة الزوجية .. فهناك رجل عرفته عندما عندما عرضت عليه لغات الحب الخمس أبدي رأيه و قال انه يعتقد ان لعتيه هما اللمس الجسدي و كلمات توكيد المحبة .. و لكن بعد ان حادثته و تعمقنا فيما يقصد من كل لغة .. ظهر امر لافت .. في لغة اللمس الجسدي .. هو يحب المعاشرة الزوجية بالاساس .. اما في كلمات توكيد المحبة فهو يحبها كلها .. اي كلمة توكيد محبة تقال له في اي وقت و اي مناسبة و بأي صيغة .. و ذكر انه عندما تقول له زوجته اي تعبير ينقل له انها تحب مظهره او معجبة بجهده في العمل او مبهورة بذكائه او عندما تقدر ما اشاركه بها في اعمال المنزل او تبدي تعليقات ايجابية عن تمضية بعض من وقتي مع اطفالنا .. عندما تقول ببساطة "أحبك" .. كل هذه الكلمات حقا تعني لك الكثير .. فطرحت عليه السؤال التالي .. اذا افترضنا أن زوجتك تلبي حاجتك الجنسية على الدوام .. و كيفما شئت .. و لكن في المقابل .. دثرتك بكلمات سلبية .. و ملأت سمعك بالنقد السلبي .. و تعمدت احراجك امام الآخرين .. هل ستشعر بأنك محبوب .. لا أظن .. أجاب على الفور .. أعتقد أنني سأشعر بالجرح الشديد أضاف .. و أعتقد أني سأحبط .. قلت له موضحا .. أعتقد أنا أننا تأكدنا من أن لغة حبك الأولي هي كلمات توكيد المحبة .. أضفت .. المعاشرة بالغة الأهمية لا شك .. و لكن كلماتها أهم بكثير لك على الجانب العاطفي .. فهي و ان استجابت لمتطلباتك الجسدية دائما و لكن كانت على الدوام سلبية اللسان .. في السر و العلن .. حتما سيأتي وقت و لن تشعر تجاهها بالحب الذي بدأت به العلاقة .. ناهيك عن نفورك منها جنسيا .. لأنها ستكون بالنسبة لك مصدر ألم

هو اذا لم يقترف سوي ما يقترفه معظم الرجال .. و هو الافتراض بأن اللمس الجسدي هو لغة حبهم الأولي .. لأن حاجتهم و رغبتهم الجنسية شديدة و متأججة .. في الحقيقة .. المعاشرة الزوجية للرجال حاجة جسدية فقط لا غير .. بمعني علمي .. الحاجة الجنسية لدي الرجال تدفع بها تركيبهم البيولوجي الذي ينتج على الدوام الحيوانات المنوية التي عندما تبدأ في الزدياد تتولد رغبة شديدة عند الرجل في التخلص منها عن طريق افرازها أثناء العملية الجنسية .. فهو بيلوجيا لا يعرف طريقة أخري للتخلص منها .. و كيميائيا لا يجب أن تظل هذه الكائنات بداخله والا سببت له أمراض .. فكما ترون .. الجنس للرجل حاجة بيولوجية ملحة .. كالطعام و الشراب .. جذورها عنده في تركيب جسده .. أما عند النساء .. فجذور الحاجة الجنسية في عاطفتها .. لا يوجد لديها كائنات تنمو و تتكاثر بداخلها حتي اذا ما ازدادت أرادت التخلص منها .. فرغبتها تكون بناء على توجه قلبها و عاطفتها .. فاذا شعرت بأنها محبوبة و محل اعجاب و تقدير من زوجها .. عندئذ تشتعل عندها الرغبة الجنسية .. و لكن بدون هذا الاشتعال العاطفي لن تشتعل رغبتها .. و لذلك لكل ما قيل سالفا .. يعتقد الرجل بأن لغة حبه الأولي هي اللمس الجسدي لهجة المعاشرة .. و لكن مفتاح الحقيقة يكمن في السؤال التالي .. اذا كان لا يستمتع عاطفيا باللمس في أوقات أخري غير وقت المعاشرة و بطريقة لا تؤدي الي المعاشرة .. فلغته بعيدة كل البعد عن لغة اللمس الجسدي .. فالرغبة الجنسية مختلفة تماما عن الرغبة في الشعور بأن المرء محبوب ..

بعد ان انصت الي قال .. معك حق .. كلمات توكيد المحبة هي فعلا لغة حبي الاولي .. اذ انني عندما أتلقي منها كلمات سلبية بالفعل أنفر منها و أتخيل نساء بألسن أفضل أتمني الوجود معهم ..

ما هي لغة حبك الأولي .. ما أكثر شئ يجعلك تحس بأنك محبوب من قبل شريك حياتك .. و يجعلك تتأكد من أنه ولهان بك و يأبي أن يبدلك بالعالم كله اذا ما دان له .. ما الذي تشتهيه من شريك حياتك أكثر من أي شئ ..

من المفيد أحيانا النظر الي النقيض الغير مرغوب .. فذلك أحيانا يوضح لغة حبك اذا عجزت عن الوصول اليها .. فمثلا .. ما الذي يفعله أو يقوله شريكك و يؤلمك بشدة .. فاذا كانت الاجابة بأن أكثر الأشياء ايلاما من شريكك هي كلماته السلبية .. فتيقن من أن لغة حبك الأولي هي كلمات توكيد المحبة .. مفاد الأمر أنه اذا استخدم سريكك لغة حبك الأولي بالضدية .. و آلمك هذا أكثر من أي شئ يؤلمك منه .. فهذه هي لغة حبك الأولي .. لأنه ليس فقط يتجاهل تزويدك بها ايجابيا و انما يستخدمها للهجوم عليك

أسلوب آخر للتعرف على لغة حبك الأولي .. هي التأمل العميق في علاقتك بشريكك و البحث عن أكثر شئ طلبته منه .. فأكثر شئ طلبته منه و ألححت عليه في فعله هو غالبا لغة حبك الأولي ..

منهج آخر للكشف عن لغة حبك الأولي هو التركيز فيما تفعله أنت أو تقوله لتعبر عن حبك لشريكك .. لأن هناك احتمال كبير في أن ما تقوم به أنت تتمني لو أن يقوم شريكك به .. فمثلا .. الشريك الذي يجلب الكثير من الهدايا قد تكون لغة حبه هو الأولي تلقي الهدايا و يريد هو أن يتلقي الهدايا و عندما أراد أن يعبر عن حبه .. عبر باللغة التي يعلمها جيدا ..

و للتلخيص .. هناك ثلاث طرق للتعرف على لغة حبك الأولي .. ألخصهم لك في ثلاثة أسئلة

اولا .. ما أكثر الأفعال أو الأقوال ايلاما لك التي تستقبلها من شريكك

ثانيا .. ما أكثر طلب تكرر طرحه من قبلك الي شريكك

ثالثا .. ما هي الطريقة التي تعبر بها عن حبك عادة الي شريكك

و ان وجدت لغتين تشعر بأنهم متساوين لديك .. فربما أنت متعدد اللغات .. لا بأس .. لا توجد قاعدة بأن يجب أن تكون لك لغة واحدة .. بل انك تجعل الأمر لشريكك أسهل .. فالآن أصبح لديه وسيلتين ليعبر لك عن حبه لك .. و الوسيلتين بنفس القوة ..

أقترح عليك أن تشرع في كتابة ما تظن أنه لغة حبك الأولي .. ثم قم بكتابة اللغات الأربع الأخر بترتيب أهميتهم لك .. ثم قم بنفس الشئ و لكن بما تظنه يخص شريكك .. ثم اجلس مع شريكك و قم بالتأكد مما كتبت .. عدلا عليها و حسناها حتي تصلا الي الحقيقة .. أنصح دائما بممارسة هذه الجلسة ثلاث مرات اسبوعيا لمدة ثلاث اسابيع .. و أحب دائما أن أنصح بلعبة طريفة توضح أكثر لغات الحب لدي الشريكين للشريكين .. و هي كالتالي .. قم ذات مرة بسؤال شريكك كيف تقيم درجة امتلائك بالحب .. و ضع رقم من صفر الي عشرة .. بحيث يمثل الصفر أقل درجة و العشرة الأعلي .. ثم قم بسؤال شريكك .. ماذا في وسعي فعله أو قوله ليزداد هذا الرقم .. و تحاول قدر استطاعتك أن تنفذ اجابته .. ثم تعود فتسأل نفس السؤال لتقارن الرقم قبل و بعد .. عندما يلعب هذه اللعبة الشريكين معا تتضح أشياء كثير .. و عادة يدمن هذه اللعبة من يحسنها

عن 2012 الذي بدأ


كلما أقبل عام جديد أتذكر كم أبتعد عن الصغر و كم أقترب من نهاية الطريق .. كنت أتمني في الماضي أن تمر الأعوام .. لأكبر .. لأستخرج بطاقة شخصية .. لأحصل على رخصة قيادة .. لأنفي النعت البغيض .. انت لسه صغير .. و كنت أعتقد ان مجرد مرور الوقت و ازدياد الرقم الذي يشير الي عمري سيجعلني أشفي من جروح داخلية كثيرة .. و سيجعلني أكثر حكمة و علم بالدنيا بل و بالآخرة .. ولكن تكشف لي ما ينفي ذلك
اذا عام جديد ميلادي جاء و بدأ .. أهلا .. تري ماذا تحمل لي ..
ولكن مهلا
لقد تعلمت أن العام و الوقت و النتائج التي تستعرض في نهاية هذا العام .. هي في الواقع .. تكمن في
ماذا أحمل أنا للعام الجديد
و الحق أني أحمل أماني ضارية .. عنيفة .. حاسمة .. فعام 2012 بالنسبة لي .. أنوي أن أجعله احدي الأعوام الأميز في عمري .. و لكن بالطبع أحب أن أذكر نفسي .. أن ما على العبد الا السعي .. و الرب يبت في النتائج .. فاللهم كلل سعيي بالنتائج التي أشتهي و ما هو أفضل و لا أعلمه .. حتي لو كنت كارهه .. أنت العليم الحكيم
أنا مستاء بشدة و غير راضي عن نتائجي في 2011 .. و ربما يعود ذلك الي تقصيري في سعيي .. و لكن بالرغم من كل النتائج الغير مقنعة و العراقيل العظيمة و المصاعب الجمة التي تواجهني .. فأنا ممتن بشدة لله .. فبالنظر الي حياتي .. و بتأمل عميق .. وجدت أنني أسير في طريق لا بأس به مطلقا ..
فمنذ وعيت على الدنيا و قد تكفل ربي بمنحي الراحة العقلية .. القراءة .. أحب بل و أعشق القراءة .. و أنا شاكر بشدة الله سبحانه و تعالي على منحه اياي هذه النعمة .. حقا هي نعمة كبيرة جدا .. أنا أدعي أنني بفضل هذه النعمة كسبب لن أشيخ أبدا .. سأظل شابا حتي لفظ أنفاسي الأخيرة .. طالما أن الله لم يسلبني احدي النعمتين .. الابصار و عشق القراءة .. نعم لن أهرم أبدا .. فالقارئ .. كالطفل الذي لا يتقدم في العمر .. و الكتب .. كالملاهي التي لا تنتهي أبدا .. فنعم الطفل لنعم الملاهي .. الحمد لله
ثم تدخل الله في حياتي في فترة حرجة من عمري و رماني في طريق مسجد ما به جماعة ما .. وبذلك قد رزقني الراحة الروحية .. الدفء على مستوي الايمان .. هذا الاحساس المهيب بأن هناك ذات عليا فوقك .. تنظر اليك دائما بعين الرحمة .. تكافئك اذا أحسنت .. أو حتي فكرت أن تحسن .. و تتلهف لتوبتك اذا أخطأت .. و تتوعد لك بالعذاب اذا سولت لك نفسك بالانزلاق في الخطأ .. تنظر اليك على الدوام .. لا يشغله شاغل عنك .. دائم الانتباه لك .. يسمعك اذا صرخت أو همست .. و يسمع ما لا تنطق و يجول في صدرك و خاطرك .. و يفهمه .. الله يفهمك و يتفهمك .. إله عظيم في ممتلكاته .. في سيطرته .. في جلاله .. في قدرته .. و مع ذلك يستقبلك أينما شئت و وقتما شئت .. و اذا أخلصت له .. سخر لك الكون .. و اذا تماديت في سخطه .. فاحذر ..
ثم أراد الله عز و جل بدون أدني ارادة مني أن يمنحني الراحة العاطفية .. راحة القلب .. دفء الحنان .. و نعيم السكن و السكون .. فعثرت على شريك لي في الحياة .. عثرت على ملاذ .. عندما تعصف العواصف و يبرق البرق .. عندي مخبأ .. عندي صدر يضمني .. و أنامل تقطر حبا و حنانا و رعاية .. و في الوقت نفسه .. راحة القلب الذي يريد ان يحنو على نصفه الآخر .. و قلما تجد في هذه الحياة من يستحق أن تسكب عليه الحب بلا حساب .. وجدت الفتاة التي آمنت أنني لن أجدها الا في الجنة .. ما يكفيني و يملأ عيني من الجمال .. ما يطربني من الدلال .. ما أشتاق اليه من حنان .. ما أفتقده في نفسي من صفات .. و الرأس المثقل بالعقل .. من يستحق .. حتي أنني أعجز عن وصفها .. لعدم تصديقي الي هذه اللحظة أنها حية بين البشر
اذا وهبني الله ثلاث راحات .. بدأ هذا منذ 2001 .. مازلت أبحث عن الراحة الجسدية .. لم أصل بعد الي الجسد الذي أنشده .. و مازلت أجهل كيف أصل اليه .. و لكني قمت بمحاولات مشرفة .. و لكن دون نتيجة .. مازلت أفتقد الراحة العملية .. مازلت أعاني من بعد حلمي و تضخم طموحي و تقلص امكانياتي .. مازلت أحاول الوصول الي الراحة العائلية .. و لكن مازلت متذبذب
و لكني أحمل لعام 2012 .. أحلام جد قوية .. و أتسلح فيها بوسائل عديدة أبرزها الراحات الثلاث .. و أعتقد أنه لو وفقني الله فيما أرسم في مخيلتي .. سأبدأ في .. لا أدري كيف أصفه .. و لكني سأبدأ
أدعو لكل قارئ أن ينال الراحة التي يريد .. و أن يبدأ .. و أن يحقق كل نتائجه التي يتمناها
كل عام و أنتم بخير