Friday, August 29, 2008

عن الحريق


الحريق المروع الذي أمسك بمبني مجلسي الشعب و الشوري .. لقد أخافني و أنا مستريح على كرسي وثير في مقهي على بعد عشرات الكيلومترات من مكان الحادث .. لقد سول لي خيالي في بعض اللحظات و أنا أرقب الدخان الأسود الكثيف المتصاعد في شراسة أنه يتخد شكل الجان .. ربما تأثرت من الفولدر المعروف الذي كان متداولا بشدة بين كمبيوترات عامة الشعب من أمثالي في فترة سقوط برجي التجارة العالمي و هو الذي كان يعرض الدخان في حالة فريدة حيث يتخذ أشكال بالفعل بالجان أقرب وبالعفاريت أشبه .. بالطبع مشكوك في مصداقيتها و صحتها .. أبسط سبب : لأنها تعرض ما تعرضه و هي ثابتة .. صورة ثابتة .. والصورة الثابتة أسهل ما يمكن فبركته و تجزيئه و الاضافة اليه و الحذف منه و تغيير ألوانه الخ الخ .. و لكن الكره الدفين لتصرفات الحكومة الأمريكية تدعم الوهم و تمسح عليه آي الحقيقة الدامغة

الحريق المصري أفزعني لأنه في وسط البلد .. و وسط البلد في ظني يحبه كل المصريين .. حب فطري .. مجبول عليه كل منا .. كما يولد المصري محب للنبي محب للأسكندرية محب للفول .. فهو كذلك محب لوسط البلد .. يأبي أن يطلق عليها التحرير أو عبدالمنعم رياض أو اسم آخر يحجم من وقع المكان في نفسه .. أهذا المكان يحترق؟ .. كده عيني عينك .. و الحريق كما يعلم الجميع الآن بدأ تحت عين الشمس و استمرت حتي مل الليل من التمركز في السماء .. كنت متأكد أن سيناريو الفوضي هو الذي تم .. عشرات سيارات الاطفاء سارعت للمكان و لكن كل منها تجهل أين توجه خراطيمها .. مع افتقاد روح الجماعة .. توجه كل فرد الي مكان و ساد التشتت .. أظن أن هذا حدث .. و من لا يتفق معي عليه أن يقنعني لماذا أخذت النار تشتعل كل هههههذذذذذذااااا الوقت

علاء الأسواني كتب يوم الأربعاء في الدستور أن المصريين اثناء حرب أكتوبر كانوا على أهبة الترقب و انتظار أي خبر يفد عن الجند المصري و تطورات الأمر لديهم .. و عندما يهل خبر مفرح كان الناس (مصريين زمان يعني) يستوقفون بعضهم بعضا في الشوارع للتحية و المباركة .. يعني شخص مصري يمشي في أمان الله تفيض السعادة من داخله اثر تلقيه خبر مفرح و يشعر بالسماء قد اتسعت من البهجة فيهم بمصافحة المصري الذي يمشي الي جواره لأن ما بداخله أصبح رحبا .. فيجد المصري الذي بجانبه يتلقفه بحضن كبير لأن شعور مماثل قد حضره لأن نفس الخبر وصله .. و كذلك قال أن في هذه الفترة لم تسجل فيها أقسام البوليس جريمة واحدة .. أهو ميل الأفئدة عن اثارة الشغب و المشاكل لعلمهم بأمر كبير يدور على حدودهم؟ .. أما الحريق الذي اشتعل في القريب .. فلقد هنئ الجميع بعضهم بعضا باحتراق هذين المبنيين و تصافحوا و مش بعيد زغردت النساء في المناطق البسيطة .. و حمدوا ربهم انتهاء المبني و أكاذيبه .. و استكثروا من الشماتة .. و تفجرت المفاجأة في صحف المعارضة التي تنبأ باحتراق مماثل في أكثر من ألف مبني (آه و الله أكتر من ألف أنا عديت الوحايد عشان افتكرت نفسي اتلخبط و هما مية مثلا) تحت ظل استعدادت السلامة الحالية .. القاهرة التي اتضح لواحد من عامة الشعب زيي في هذه الأيام (اكمن الجرايد كلها ابتدت تنبش في أصل موضوع الحريق ده غير الجرايد اللي أصلا شايلة من الحكومة و مستنية غلطة علشان يعرضوا ملف كامل لحرائق القاهرة) أن القاهرة كمحافظة حفلت بالكثير من الحرائق التي غيرت مجريات الأحداث محليا .. بصراحة معنديش فكرة عن التفاصيل .. لكن اللي غاوي أنصحه بأخبار الأدب و الدستور ده غير المانشيتات السخنة لكل الجرايد في اليوم التالي للحريق

الحريق في القاهرة .. الحريق في مجلسي الشعب و الشوري .. طال أو قصر .. ضر أرواح أو رحل ساكتا .. ينطفأ .. ولكن الحريق الحقيقي .. الذي لا يطفأه الماء .. و لا يصدر دخان .. و يقتل كمدا .. رغم أنه يحيي آخرين و يغرقهم في نعيم .. هو حريق قلوب المصريين

*

اللهم ردنا الي دينك مردا جميلا رقيقا

Tuesday, August 26, 2008

قالوا


انما العبرة بالخطأ و الصواب و الحق و الباطل .. فالخطأ خطأ و لو اتبعه أهل الأرض جميعا .. و الصواب صواب و لو لم يهتد اليه أحد

*

محمد قطب

Friday, August 15, 2008

عن مصر


منذ أن قامت ثورة يوليو

دعونا نبدأ من هنا

ليس لأن مصر لم تكن مصر قبل ذلك

و لكن لأن هذا التاريخ

هو ذو التأثير الأكبر على واقع الأمور اليوم

*

الحالة الحالية للشعب المصري

لا تسر

فقراء بنسبة تتجاوز 50% كلهم

تحت خط الفقر

لا يجدون الرغيف

و لا يحصلون على الماء النظيف

و آخرون في الساحل هائمون

يفاضلون بين الشاليه المناطح للسحاب

المطل على منظر البحر الممتد

بملايين الجنيهات المصرية

و بين الفيللا المشرفة على الخضرة الواسعة

القريبة من الشاطئ بلا سيارة

بملايين الدولارات الأمريكية

*

القنوات الفضائية التي تبث الكليبات

ليل نهار

هي أشد دليل على تردي وضعنا

هل نتذكر كليب نانسي عجرم؟

"أخاصمك آه"

و الجلبة الهائلة و الضجة

حتي أن الأمر طرح على مجلس الشعب

و الكليب مقارنة بما يحدث الآن .. قمة البراءة

لماذا تزداد سرعة خلع الملابس في الكليبات

و من الذي نص على ضرورة التلوي رقصا

لنجاح الكليب

و لماذا لم يفكر أحد من المتظاهرين أو الناشطين

في الاعتصام أمام المقر الاداري لهذه القناة و تلك

علما بأن مقر ادارة قناة مزيكا

أمام مطعم روستري نادي الصيد بالمهندسين

أم أن الوضع الحالي عاجب

*

المواطن يطغي على حديثه

أحداث الدوري المصري

و تسكن أغلب الأفواه

السيجارة

و تحتل الألسن

السب

*

ان كل انسان

تغذيه بمعطيات

و تتركه يشربها

و تمنحه الوقت

و يلفظ لك

كيانه

و يكون طبعه عامل مساعد

فان قابلت أحدهم

و لم يعجبك كيانه

فتأكد أن الأمر يرجع لمعطياته

و جزء من المسئولية يقع على طبعه

و العكس صحيح

من ترضي كيانه

تحمد معطياته

و تثني على طبعه

*

كيف أري معطياتنا و طبعنا

كالآتي

الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

ظل يناضل من أجل الحرية

و العزة و الكرامة لكل مصري

رددها في كل خطبه

و جاهد من أجلها في أغلب فترة حكمه

و الرئيس الراحل أنور السادات

وهب الأغلب من فترة حكمه

لحبك خطة الحرب

الذي أرادها سند القوة للحصول على السلام

و أعلنها في خطبة الكنيست

أنه يسعي للسلام

و الرءيس الحالي محمد حسني مبارك

من الصعب تحديد ما أراد منا

و لكن .. و لنقل أنه يحاول ترسيخ الديموقراطية

و حرية الصحافة و الرأي

كل هؤلاء ما ربوا الشعب المصري

لم يرزق أحد منهم بعد النظر

ولا حتي السادات الذي وصف بأنه الرئيس المصري البعيد النظر

لم يخلو أحد منهم بنفسه و يفكر

لم يريد الحصول على ما يهتف به؟

لم يريد ناصر الحرية؟

لم يريد السادات السلام؟

لم يريد مبارك الديموقراطية؟

ماذا بعد الحصول عليها

لم يطرأ على بال أحد منهم أي من هذا

هو ما نعاني الآن

*

حصلت مصر يا ناصر على الحرية

تم جلاء البريطانيين من مصر

فازت يا سادات مصر بالسلام

و أصبحت مصر على صلة مستقرة باسرائيل

و لكن ماذا بعد

ماذا فعل المواطن المصري بعصارة جهدكم

في النهاااية .. بعد الخطب المجلجلة

بعد الصراعات و الحروب و الاستراتيجيات

حصلت مصر على حرية من استقلال عسكري

و ابلتيت باحتلال اقتصادي

فازت مصر بالسلام و ابتعدت عن جو الحرب

لتنسحب من دورها العربي

و لتنشغل بأمور الصعلكة و العربدة

محاولات ترسيخ الديموقراطية

أسفرت عن شراء الكبار لأصوات الأغلبية

فنامت الدولة و مواردها في جيب الكبار

*

نحن شعب لم يتربي

*

الوضع الأمثل

كمثال على المثالية

وضع زمن النبي عليه الصلاة و السلام

الذي ربي الصحابة

فبعد أن مات

لم يناموا على أعتاب الكعبة

أو يتعلقوا بقبر النبي عليه الصلاة و السلام

مع أنهم أعلم الناس بثواب الحرمين

و لكنهم هبوا داعين لدين الله في الأرض

في الأرض .. أي العالم

و قبورهم تشهد عليهم

لهم قبور هنا في مصر و هناك في الهند و أوروبا

هذه هي التربية

أما نحن

فعندما غنمنا ما كافح من أجله رؤساءنا

فعلنا مثل المدلل الذي ورث مالا كثيرا

فراح يضيعه على ملذاته

*

طبعا .. التعميم خطأ

و لكن فئة كبيرة ينطبق عليهم ما قيل

*

اللهم ارحمنا فوق الأرض

و تحت الأرض

Monday, August 11, 2008

قالوا


هذا جمال عبد الناصر .. يتكلم اليكم .. بعون الله .. بعد أن حاول المغرضون .. أن يعتدوا عليه .. و على حياته .. حياتي فداء لكم .. و دمي فداء لكم .. أيها الرجال .. أيها الأحرار .. ان جمال عبد الناصر .. ملك لكم .. و ان حياة جمال عبد الناصر .. ملك لكم (هتاف جماهيري في نفس الوقت : نحن فداء لك يا جمال) .. أيها الناس .. أيها الرجال .. ها هو جمال عبد الناصر .. ها هو جمال عبد الناصر .. بينكم .. أنا لست جبانا .. أنا خفت من أجلكم .. و من أجل حريتكم .. و من أجل عزتكم .. و من أجل كرامتكم .. أيها الناس .. أيها الرجال .. أيها الأحرار .. أيها الأحرار .. أنا جمال عبد الناصر .. منكم .. و لكم .. دمي منكم .. و دمي لكم .. و سأعيش .. حتي أموت .. مدافعا في سبيلكم .. و عاملا من أجلكم .. من أجل حريتكم .. و من أجل كرامتكم .. و من أجل عزتكم .. أيها الأحرار .. أيها الرجال .. أيها الأحرار ..ثم يهتف لشخص بجانبه : إوعي .. أيها الرجال .. أيها الأحرار .. ثم يصيح منهكاً: سيبوني .. فليقتلوني

*

جمال عبد الناصر

في خطبة بالأسكندرية أطلق فيها عليه ثمان رصاصات