Sunday, March 30, 2008

Tuesday, March 25, 2008

عن المتجمد


خيمته كباقي الخيم المتوزعة في الفلاة

من الخارج فحسب

أما من الداخل .. فقد كانت قلعة للسخط

*

كان يكره أن يترك تأثيرا على أي أحد

سواء كان تأثير سئ .. أو جيد

كان يكره أن تحضر سيرته على أي لسان

كان يلدغ من الداخل اذا ما تم ذكره أثناء أي حديث

كان يحسب مائة مرة حساباته قبل أن يخطو خطوة

فهو لا قبل له بالكلام و لو قليل عن نفسه

أو فعله

أو رأيه

كان يمقت توجيه الحديث اليه

كان يتمني لو استطاع

بشكل ما

أن يكون في كل جلسة بمثابة غير موجود

أن يستمع للحديث المدار بعناية

ولكن بلا مشاركة أو مساهمة من أي نوع .. و لو حتي بنهنهة أو همهمة

كان يخشي الدخول في أي حوار

أو بدء أي فعل

أو انهاء أي شئ سار

لم يكن عن خوف

بل مجرد رغبته الجارفة في المشاهدة

في ملاحقة الحياة من العمق

الانصات المكثف

رؤية الطرق و هي تحفر أمامه

لمس الخيوط وهي تحاك أمامه

لم يرد أن يعطل أي شئ

و كان يخشي المساهمة بأي قدر لكي لا يكون طرف في ادارة ما أمامه

ليقينه بأن ما يند عنه

أقل بكثييييييييييير

مما سيند عن من هو سواه

*

و أخفي نيته عن الجميع

و اذا ما سئل عن صمته المتصل

أو عزوفه عن الحوار

تعلل بشتي الحجج

*

و درج في مجتمعه البدوي البسيط

أسلوب مثير لتقييم الناس

و هو آثارهم في الرمال أمام خيمهم

و تمادي البعض

و آمن أن لكل قدم .. بصمة معينة على الرمال

فبات مجال التقييم أوسع

و لقي هذا الطراز من التقييم استحسان الكثير

فهو يسهل الحكم على المتقدم للتكاح

و المريض عند مطببه اذا أراد أن يتقصي عن أسباب المرض

و القاضي اذا ما أراد تحري العدل عند حكمه

و الكثير من أوجه الحياة في القبيلة

*

دخل خيمته ذات يوم

و ترك قناعه السعيد بالخارج كالعادة

و ركل الحصاة هنا و هناك كبداية

لوح بقبضة يده في الفراغ من الغيظ

و عض على أسنانه من الحنق

و أصدر هذا الصوت الغاضب الذي ترسله حمرة وجهه

و راح يفكر في طريقة للقضاء على قبيلته الغبية

التي تسعي على الدوام لغيظه

التي كرست نفسها لدفن راحته

التي تقابله كل يوم ببراز فكرها و عفن تجلياتها

أي أحمق أرعن شديد العته روج لمثل هذه العادة البائسة

أي خطوات باتت تيسر على الناس حياتها

أي رمل أهوج قبل أن يحمل هؤلاء المخابيل

ثم شعر بضغط رهيب يطأ صدره

شعر بأن القبيلة كلها

رجالها و نسائها

شيوخها و عيالها

وحوشها الضارية التي تسكن الليل

و حيواناتها النافعة التي تسكن الخيم

كلهم سينصبوا رؤوسهم على أكفهم في انتظار عد خطواته هو

و أن الزيجات ستتوقف

و التداوي سيتمهل

و القضاة سيعطلون

و الكون سيمتنع عن الاستمرار

حتي يمن عليهم بخطواته

*

الأيام تمر

و العادة الجديدة تتوغل

و بدأت تثبت كأمر طبيعي

و أصبح من الصعب عليه

أن يجلس مع القوم

دونما السؤال عن الخطوات لدي الجالسين

فأصبح مضطرا اضطرارا

الي الكلام عن خطواته

و بصمتها على الرمال

و ساءه الأمر بشدة

و كانت تدهمه حالة قرف مستحكمة

كلما جاء الدور عليه للكلام

بدأت الحالة تدفعه دفعا الي تفضيل العزلة

و الابتعاد عن أي خيمة يشتبه تجمع القوم أو نفر منهم فيها

*

حمد القوم ربهم

على يسر الحياة

و سيرها في مسلك وادع

و كانت الأعين كلها مسلطة

على المطلب الجلل

كان الناس راضون عن حالهم

و الاستقرار باد على المعاملات

و الأوبئة امتنعت عن الظهور

و الأطفال بخير

و النساء على ما يرام

و الرجال يرفلون في قصائدهم كعهدهم

و الماعز و النعاج و النوق تأكلن علفهن في دعة

لولا أن الماء بدأ ينقص

و السماء كظمت مياهها

*

و تساءل أين التواضع المزعوم اذا

لو أن كل واحد عددوا عليه خطواته

فكيف يتواري المرء و عمله عن الأنظار

و وجد في هذا مخرجا

و أخذ يستعد لهدم عادتهم

و راح يخطط لكيفية نشر حجته

حتي سمع أن من يريد التواضع

كان يمشي و من وراءه قطيع من الغنم

حتي تنمحي آثار خطواته

*

اجتمع العلية في خيمة

و دعي العلية كل من هو مهتم

ان الماء لا يقتصر على أحد

فحضرت القبيلة كلها تقريبا

في خيمة أحدهم

و تدارسوا الأمر

بعد الاعراب عن الهم

و عرض المخاوف

و التنبأ بالمصاعب القادمة

تقرر اقامة صلاة استسقاء

يؤمها واحد من أخير الناس في القبيلة

و كان من البديهي أن يتم اختيار الامام

بناء على خطواته

*

الأمر يفتت طمأنينته

يخترق خصوصيته

يفضح ضعفه

ما كان يفر منه على الدوام

يربض امام خيمته

يجوسون في الليل

كعفاريت مجنونة

يحسبون الخطوات

و يسربون الأعداد النهائية لكل فرد في القبيلة

ان أراد أن يسكت طيلة عمره

لن يستطيع

سيبرز الكلام عن خطواته

الخوف يجمد أطرافه

و يمسح ما في رأسه

يتركها فارغة

*

و تم اختيار الامام

و تمت الصلاة

و بفضل الرب

هطلت الأمطار

هطلت بشدة

لدرجة جعلت الناس يسخروا من شدة ورع الامام التي أنزلت كل هذا الماء

و جعلتهم يفكروا في خطوة جادة لمسح أرض القبيلة لعل أي خسائر طالتها

*

قعد و تربع على أديم خيمته

و حدق الي مخرج الخيمة

و كل ما يراه .. أشخاص سيلهثون وراءه

سيسئلوه عن خطواته

و ينهروه لقلتها

و يتهموه بالصمت

نعم

هم بلا شغل سواه

نعم

*

و تمخضت الاجتماعات عن مسح كامل لأرض القبيلة

خيمها و آبارها الجافة التي فاضت الآن و أسواقها و كل شئ

فكلف البعض بالمرور على الخيم للتأكد على سلامة من بداخلها

*

صدق من قال

أن من خاف من عفريت وهمي

تجسدت له الجان

كم تسمر أمام مخرج الخيمة

الآن هو يسمع بنفسه

انهم يقتربوا منه

ينتشرون كالظلام عند الغروب

سيطعنوني بخناجر أسئلتهم

سأنزف دماء حمراء ساخنة من العجز

وقف فجأة

و أراد أن يهرب

أن يتبخر اذا لزم الأمر

و لكن ثمة شعور غريب اجتاحه

فتح فمه عجبا .. فلسانه لم ينطق

و اتسعت عيناه كذلك

*

شملت الجميع بهجة

ألم تستقم حياتهم

و ذابت مشاكلهم

و كللت مساعيهم بالمطر

الذي سيفي باحتياجهم و أجيال من بعدهم

فركب الجميع حماس غير عادي

حتي البسطاء الذين كانت كل مهمتهم في هذا اليوم

المرور على كل خيمة

و التأكد من سلامة قاطنيها

و اشاعة البهجة فيها

و عون أهل كل خيمة في شئونهم

و تلبية أمر عز عليهم تحقيقه

*

و في اثناء عملية المسح

مر مساحان

على خيمة

هتفا كثيرا أمامها

ليخرج لهم من داخلها .. فيستأذنوه .. فيدخلا

و لم يجيب أحد

فخبطا على الخيمة لكي تهتز فيستيقط أو يتنبه من بداخلها

و لم يستجيب أحد

تبادلا نظرة حيرة

شهر الحج فات

و قوافل التجارة وصلت و استقرت

و لم يسمعا بأي اقتتال قريب يشغل محاربي القبيلة

اذا أين صاحب هذه الخيمة

و لما اعتراهما قلق

دخلا

أجالا بصرهما بالخيمة

يذرعان كامل مساحتها

فلم يجدا سوي

تمثال بالحجم الطبيعي

لرجل يفتح فمه

و عيناه متسعتان

فاستنكرا أن يتواجد في قبيلتهم تماثيل كالأصنام

فأخرجاه .. و حطماه

و انصرفا

*

اللهم لا تجعل شخصنا السئ يهزم شخصنا الحسن

اللهم أعنا على ذكرك و حسن عبادتك

Monday, March 24, 2008

قالوا


غير أن قصر الأمر على الادانة ليس هو الحل .. لأن الحادث في العالم الآن تحكمه القوة و ليس الحق .. فالاقتصار على الكلام وحده على أساس أن الحق معنا لا يمنع القوة من أن تفعل ما تشاء

*

البابا شنودة الثالث

Friday, March 14, 2008

عن بغداد


هناك تواريخ

لا يمكن للمرء أن ينساها

تواريخ فارقة في حياته

أو في حياة آخرين

و لكن تأثيرها عليه جلل

*

2003

العشرون من مارس

حتي

الأول من شهر مايو

عملية الصقر الأسود

بوابة الدم

تحالف بن بوش مع بن بلير

لأكبر عملية سرقة في التاريخ

و أوسع عملية عسكرية ظالمة

لاستكمال أكبر مشروع لعدم الاستقرار

بغداد العراق .. مسقط رأس نبي الله ابراهيم

هل تتذكرون هذه الأيام؟

هل تتذكرون الأعين المحدقة

الي شاشات الجزيرة .. لمتابعة ليالي بغداد

هل تتذكرون الرغبة العارمة

في الالتحاق بأي نوع من الجيش

للقتال جنبا الي جنب مع عراقنا

*

ها هي العراق

أخذت موقعها

في الشريط السفلي في القنوات الاخبارية

في سكونها الأشبه بالقبور

*

كنا طلبة

و كطلبة .. فارت الدماء

و هاجت الأقلام

و كنا نحاول اختلاس

أي فرصة لطبع مجلة

تعبر عن الجحيم المعنوي الذي احتوانا

*

مصطفي محي

الطالب الذي يكتب المقال

استطاع أن يحصل من

هشام سمير

الطالب الذي يكتب الشعر

على قصيدة

كما استطاع أن يستلم مني

الطالب الذي يكتب القصة

على قصة قصيرة

فسارع مصطفي محي في تجميع النثر و الشعر

و طبع بجهوده الذاتية

مجلة بغداد

*

هل تتذكرون أي قلق أمني في هذا الوقت؟

كلا

أنا لن أنسي

المجلة لم توزع

داخل الكلية

فرحنا نهديها الي الأصدقاء بشكل غير رسمي

*

العراق الآن

بسم الله ما شاء الله

أربيل في الشمال

بعلم و ادارة مستقلة

و باقي العراق يخضع حاليا

لخطة التقسيم

التي تتخفي في عباءة الفيدرالية الخادعة

و الحقيقة أنا لا أعلم هل هذا مفيد عمليا للعراق أم لا

انا لست ضليع في نظم ادارة البلاد

و لكني على يقين أنه لو لم ينقض الصقر الأسود

لما وجدت المشكلة الحالية

التي يخطط لحلها بأسلوب

يهدد الشعب العراقي بالانفراط في دول العالم

أو ابادة الباقون

*

تري

هل لنا من هذا الغزو نصيب؟

أكيييييد

الذنوب تستجلب المصائب

و أما بعد الغزو المظفر

........

أنا شخصيا قرأت مقال

مضمونه خطة مستقبلية لتقسيم مصر

و ذلك بخلق كيان بدوي

و تدشينه كدولة اسمها سيناء

*

للاطلاع على تفاصيل تقسيم العراق


*

للاطلاع على تقسيم مصر


*

للاطلاع على مجلة بغداد

و أغنيتين جديدتين لهشام سمير


*

اللهم ارزقنا الخير رغم أنوفنا الكارهة

و ارزقنا القبول به ولو لم نكن نفهمه

قالوا


لا يمكن أن أعود كما جئت .. ان لم أفز بشئ سيصيبني ولو جرح صغير .. ان لم أنجح سيكون لدي أسباب للفشل

*

ابراهيم عبد المجيد

Friday, March 7, 2008

عن الإسلام


لو أحضرنا فرداً

خالي البال

غير منحاز لأي فكر

و عرضنا عليه فكرة الموت

سينتهي الي أمرين

أولهما .. الاستخدام الأمثل للحياة

ثانيهما .. الرغبة في البحث عن سبب للقرار القهري بالابادة

*

هذا الفرد

الخالي البال .. غير المنحاز

سينتهي بفكره لوجود ثمة صانع

ثمة خالق لكل ما حوله

*

هذا الفرد .. من النقطة التي انتهي اليها

سيبدأ في البحث عن دين

*

هذا الفرد الذي اختار عقله كدليل

و استعان بالخالق في بحثه

لابد

سيصل للاسلام

لييييه؟

*

المعلومات في كل مكان

و لن يخفي عليه شئ

سيري أن المسيحية تؤمن بالنبي عيسي

و أن اليهودية تؤمن بالنبي موسي

و أن البوذية تؤمن ببوذا كنبي

و سيجد أن الاسلام

يؤمن بعيسي و موسي

و يردد أن بوذا قد يكون نبي ولكن قومه حرفوا ما أنزل عليه فألهوه

و يؤمن الاسلام كذلك بمائة أربعة و عشرين ألف نبي و رسول

هل سيجد دين آخر يؤمن بكل هؤلاء؟

*

هذا الفرد

سيتخطي المعلومات المتناثرة في كل مكان

و سينقب في كتب التاريخ

عن أزمان مضت سجلها معاصريها

سيقرأ بعينه .. أن الزمن الذي ساد الاسلام فيه

ازدهرت فيه العلوم الطبيعية

و عم الناس سلام اذا ما قورن بما قبله فاز

*

هذا الفرد

سيفهم مع توسع اطلاعه

ان الاسلام ليس ما أنزل على النبي محمد

بل هو ما نزل به آدم

و مر على نوح و ابراهيم و موسي و من بينهم

حتي وصل الي النبي محمد

عليهم جميعا السلام و الصلاة

*

هذا الفرد

سيذهل من هذا الدين

الذي يحرضه على اعمار الأرض

و يضمن له ما بعد الموت مكافأة له

فمن سروره سيشيع بين الناس أمر هذا الدين

و بذلك يكون أتم الثلاث أهداف الكبار

*

هذا الفرد

سيكتشف ان الاسلام

في الواقع .. لا يقر جديدا

لا يقر الا الواقع

الاسلام خالي من الاختراعات

الاقرار الطبيعي أن الرب خلقنا

فبالتالي هو الهنا

و بالتالي نحن عباده

بس

*

لن يفوت هذا الفرد

ملاحظة أن الكتاب الاسلامي

القرآن

ثابت بشكل غريب

ألف و ربعمائة سنة و يزيد

و لم تتبدل فيه جملة

بل حرف

بل تشكيلة حرف

*

عندما يقرأ هذا الفرد

آية مثل "وما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون" .. و

يقرأ في أحد التفاسير

أن "يعبدون" معناها

يتعرفون فيحبون فيطيعون

سينبهر

*

سيدخل هذا الفرد

الي عالم كل نبي

لن يجد كل هذه الوفرة في المعلومات عن نبي

مثلما سيجد عن النبي محمد - صلي الله عليه و سلم

فمعروف أين دفن

و أقواله مدونة بالكامل و أنشأ لها علم للتمحيص

و أفعاله كلها مسجلة

و حياته بالتفصيل مكتوبة لدي العديد

و كل هذا يندر وجوده لباقي الأنبياء

و اذا وجد فتعوزه دقة

*

هذا الفرد

مع دخوله عالم الاحصائيات

سيقرأ أن الذين دخلوا في الاسلام

على عهد النبي

بسبب خلقه

أكثر من الذين دخلوا

بسبب معجزاته

*

الحقيقة سيفشل هذا الفرد

في الايمان بالاسلام بعقله

و لكن قلبه سيطير الي الايمان به طيرا

و سيتمني لو أن الناس كلهم يرون ما يراه

و سيحاول شرحه

و لكنه سيخفق

لأن الايمان كما قال النبي الخاتم محمد

ما وقر في القلب

و صدق عليه العمل

*

اللهم اغفر و اعفو و اصفح

يا رب بقوتك قونا

قالوا


تلاقي الجمال و القبح ذات يوم على شاطئ البحر ، فقال كل منهما للآخر : هل لك أن تسبح .. ثم خلعا ملابسهما ، وخاضا العباب .. و بعد برهة عاد القبح الي الشاطئ و ارتدي ثياب الجمال ، و مضي في سبيله .. و جاء الجمال أيضا من البحر ، ولم يجد لباسه ، وخجل كل الخجل أن يكون عاريا .. و لذلك لبس رداء القبح ، و مضي في سبيله .. و منذ ذلك اليوم و الرجال و النساء يخطئون كلما تلاقوا في معرفة بعضهم البعض .. غير أن هنالك نفرا ممن يتفرسون في وجه الجمال ، و يعرفونه رغم ثيابه .. و ثمة نفر يعرفون وجه القبح ، و الثوب الذي يلبسه لا يخفيه عن أعينهم

*

جبران خليل جبران

Saturday, March 1, 2008

عن الصانع


من فضلك

اقرأ التدوينة السابقة

لأن ما ستقرأه الآن

هو استكمال لما فات

معلش .. انا عارف انه طلب رزل

*

اذا التفكير في الموت

ناهيك عن الموت نفسه

يضخم الاحساس بالنهاية

أليس هو انقطاع في الأجل؟

و يدفع شعور بالشكوي من وجود نهاية

ولكن .. لأن ليس هناك مفر

تنبعث رغبة متأججة في حسن استغلال الحاضر

حسن استغلال الحياة

الموت

يرسم سؤالا عن ما بعد الموت

يرصف طريقا للجوء الي دين

*

الموت هو اختفاء الشخص

بعدما كان ملء اللحظات

بعدما صنع الأحداث

بعدما حرك ناس

بعدما شفط من حوله

و سقي آخرين حوله

ولكن

ماذا عن اختفاء الشخص

قبل موته؟

قبل حياته؟

*

الدنيا .. للرجل المذكور في البوست السابق

بدأت 1808

و انتهت 1908

و نحن شهدنا الدنيا تستمر

وهو لم يشهد

ماذا عن ما قبل 1808

لم يشهدها هو

و لم نشهدها نحن

ولكن كانت هناك دنيا

و ماذا لو أمسكنا بهذا الخيط

ماذا لو أخذنا نرجع بالزمن للخلف

للخلف

*

كيف بدأ الكون

فبدأنا

هذا الانتشار المستمر الكثيف للبشر

اتفق الكل على أنها شجرة

لها أصل

سواء كان بشرا أو ما سوي ذلك

*

اذا وصل كل رأي

الي أصل مختلف

السؤال موجه لكل رأي

ماذا كان قبل هذا الأصل؟

*

كان الكون

بلا الأصل

بلا أول الشجرة التي جئنا منها و بعدها

الدنيا بلا سكان

البحور بغير سابحين و لا سفن

المساحات المترامية الممتدة

بلا ساكن أو معمر

*

كيف بدأ الكون؟

*

مع نفسه

يدعي البعض

أي

كده هو

صدفة

أو .. بلا سابق تدبير

أو .. بعد اجراءات علمية مزبلحة قادها الفراغ

*

واحد من الأئمة الأربع

(مش فاكر أنهي واحد .. أول لما أعرفه حرجع اذكره)

أخذ من بعض المؤمنين بمبدأ "مع نفسه" موعدا ليتخاطبا

و كان يفصل بينهما ثمة نهر

فتأخر عنهم الامام قليلا

و عندما وصل

دهموه باتهامه بالتأخير

فقال لهم حسبكم

هلا سألتم عن سبب ذلك

سألوه .. فقال

و أنا في انتظار ما يقلني اليكم عبر النهر

اذا بقارب كبير خلق نفسه من تلقاء نفسه

و أقبل على .. فركبت عليه

القارب قاد نفسه و كأنه على دراية تامة بالطريق

حتي أوصلني الي هنا

أنكروا عليه قوله .. و هتفوا به

أقارب يصنع نفسه بنفسه

بل و يقود نفسه بنفسه

و هنا

قال لهم الامام

أتستكثرون على قارب أن يصنع نفسه و يقود نفسه

و تقولوا على الكون أنه صنع نفسه و يقود نفسه

*

هناك من يقول أن الكون بدأ من تلقاء نفسه

مجرد ذرات كيميائية هائمة في الفراغ

سابحة في الفضاء

أخذت تتفاعل مع الوقت

حتي وصلت

من تلقاء نفسها أيضا

الي تركيبة الماء و الأوكسجين و النيتروجين و و و

؟؟

نحن نتكلم عن ملايين الذرات

و احتمالات اتحادها

لتصل الي هدفها الذي نراه حتي الآن

موووستحيييييل

كيف؟

مثلا

لنفترض أن هناك مجموعة حروف

هائمة في ورق

سابحة في غير نظام أو شكل

حروف مدلوقة بلا نظام

سؤال

ما هو احتمال توصل حرف الألف الي حرف الميم

لتكوين كلمة أم

احتمال بسيط؟

ماشي

احتمال تكوين الكلمة و تقابلها مع كلمة أخري

لتكوين جملة مفيدة من كلمتين

احتمال بسيط؟

ما هو احتمال ان تتجاور الجملة

مع جملة أخري مختلفة

و تبدي معني

هل بدأت البساطة تهجر الاحتمال؟

فكر في الاحتمال الآتي

تجاور كلمات ذات معني

في صفوف منظومة

من يقرأها يجد أنها تابعة لبحور الشعر

و تحمل معني من الجمال في قمة

هاااااااا؟

هل هناك ظن

أن شوية الذرات تكون كل ما نراه الآن من طبيعة؟

كده هو

*

اذا هناك من صنع

من نظم الكلمات

من وفق الذرات للاتحاد

و حدد الاشكال الموجودة

هناك من خلق هذه الذرات من الأساس

مش كده؟

*

هناك الصانع

الخالق

الذي كون الكون

هناك الذي بدأ

و لا شئ قبله

الآخر

الذي لا شئ يليه

*

هناك الخالق

هو غير موجود

هو

واجد

أوجد كل شئ

و لم يوجده أحد

*

مش مهم الدين

ما دينك أو ملتك

هناك من صنعك

*

*

عذرا

يستكمل الاسبوع القادم

*

اللهم لا تجعل الدنيا تسرقنا من ديننا

اللهم أوصلنا بك و لا تقطعنا عنك