Sunday, December 20, 2009

قالوا


روي أبو نعيم أن رسول الله صلي الله عليه و سلم لما خرج من مكة مهاجرا الي الله قال

الحمد لله الذي خلقني .. و لم أكن شيئا

اللهم أعني على هول الدنيا .. و بوائق الدهر .. و مصائب الليالي و الأيام

اللهم اصحبني في سفري .. و اخلفني في أهلي .. و بارك لي فيما رزقتني

و لك فذللني .. والي الناس لا تكلني

و انت رب المستضعفين و انت ربي

أعوذ بوجهك الكريم الذي أشرقت له السموات و الارض .. و كشفت به الظلمات .. و صلح عليه أمر الأولين و الآخرين

أن تحل علي غضبك .. و تنزل بي سخطك

و أعوذ بك من زوال نعمتك .. و فجاءة نقمتك .. و تحول عافيتك .. و جميع سخطك

لك العتبي على خير ما استطعت

و لا حول ولا قوة الا بك

*
(المسافات و النقط بتصرف من المدون)

نقلا عن عامود الكاتب أحمد بهجت بجريدة الأهرام 20-12-2009

عن

سيدنا محمد

صلي الله عليه و سلم

Friday, December 18, 2009

عن المرقص


في موعده المنضبط يوميا دخل .. هبط الدرجتين اللتين لا تعكسان قدر هبوط المكان عن العالم خارج الباب الفضي .. استقبلته الانوار الخافتة القريبة من الظلمة .. هدأت دقات قلبه .. سار حتي البار و سعد ان كرسيه العالي الذي على حافته ينتظره .. استقبله الساقي بالنظرة الباردة نفسها .. ثم صاح في الساقي بنفس المشروب اللعين .. قدح بالغ الصغر من المشروب و ليمونة الي جانبه .. قدح محتواه صغير يستطيع ان يتخلص منه خلسة في قدح المخمور الجالس الي يساره و في نفس الوقت سعره باهظ يسمح له باطالة الجلوس بدون ان ترشقه الانظار باي شكل يضايقه .. اتسقت ضوضاء المكان مع ما يعتمل في صدره .. فهدأت دقات قلبه أكثر .. تنزه بصره بين الأضواء المسلطة بعناية على ساحة الرقص و الجالسين و التي تستجيب لايقاع الضوضاء .. جلس وحيدا يرمم ما تساقط من نفسه طيلة اليوم مستمتعا بكرسيه العالي الذي يشعره انه جالس في الهواء لا يلامس الارض و لا يصطدم بالسحاب .. حتي لمحها .. كانت منضبطة ايضا .. سارت حتي استقرت على طاولة قريبة من ساحة الرقص .. تتبسم للراقصين كأنها أمهم .. لم تشاركهم يوما .. على أقل منذ بدأ يتوافد على هذا المرقص بانتظام .. كانت دقات قلبه قد انتظمت و حل الصفاء أخيرا بباله حتي ألفي شفتيه تنفرجا متبسمتين .. نظر للساقي نظرة ود ثم غادر كرسيه و سار حتي طاولتها .. توقف ثانية .. التفتت له مندهشة و لم تقطب .. جذب كرسي و جلس أمامها .. زايلتها دهشتها و بدأت تتخير التعبير الملائم للوضع الجديد .. و لكنه لم يمهلها .. بدأ يتحدث

"أتعلمين أني لا أستطيع أن أرقص"

انفصل انتباهه عنها و بدأ يشرد

" اذا لماذا آتي .. أنا آسف ان لم اتمكن من الرقص .. و لكن فكرة ان اترك جوارحي هكذا بدون ضابط تلهو في الهواء مع ايقاع ما مخيفة .. أتمني أن أجلس منفردا مع كل هؤلاء و أسألهم كيف تمكنوا من ذلك .. انه حقا تجربة بارعة .. انظري اليهم "

راح يوزع نظراته على الراقصين .. تعالت في المكان أغنية يعلمها و تسحره .. رمقها مستبشرا

" هذه الأغنية جميلة جدا .. أحبها جدا .. تنقلني الي اجواء اخري .. أينما كنت "

قالت متخلصة من الريبة التي لازمتها طيلة حديثه

" و انا ايضا "

قال

" انا عادة لا اتكلم .. احب السكوت و السكون .. لماذا .. لا أدري .. و لكني أحب الاماكن المزعجة .. لماذا .. لا أدري ايضا "

و ضحك في خجل .. و هي ضحكت ضحكة رائقة

" انا لا اعلم لماذا لا استطيع الرقص .. انا اجهل كيف يرقص هؤلاء "

صمت .. و بدا ان البهجة التي كانت مفروشة على وجهه انصرفت

" انا ارتاد نفس المكان .. و احب نفس الاغاني .. و اشاركهم نفس الشراب .. و احسب اني من بني جنسهم .. و لكني أعجز عن تأدية ما يؤدون .. لماذا .. لا أدري "

بانت مسحة حزن عميقة على وجهه و زاد اهتمامها

" انا عادة لا اتحدث .. افضل السكوت و السكون .. ماذا يجني المرء من الكلام على اية حال "

أخذ نفسا عميقا و عاد ينتبه للأغنية التي تسحره .. و احتل الجد ملامحها هي

" انا لا استطيع الرقص .. و لكني ارقص على هذه النغمات عندما انفرد بنفسي .. ثم اسخر من نفسي .. اذا كنت استطيع ان ارقص وحيدا .. لماذا لا استطيع ان ارقص هنا "

انتهت الاغنية التي تسحره و عاد لشروده .. هي زحف عليها الضجر

" انا لا استطيع الرقص .. و لكني عندما كنت طفلا لم اكن اتورع عن الرقص امام الجميع .. كانت ايام استهانة بكل شئ .. كنت ارقص بجسدي و كان وجههي يشاركني المرح فأصنع تعبيرات في شدة الغرابة و الطرافة .. و كنت أصيح و أهتف و أركض و أضحك .. اما الآن .."

سكت ثم همس

" انا عادة لا اتحدث .. افصل السكوت و السكون "

ثم سدد نظرة متفحصة عليها .. لم يجد في وجهها ما كان يعثر عليه كل مرة اذا راقبها من بعيد .. انتابه قلق .. و لكن عزمه قد انتصب .. قرب كرسيه من كرسيها .. تلاشي كل شئ من حوله شيئا فشيئا .. لم يعد يدرك ضوضاء و راقصين و أضواء .. بل هالة تحيط بوجه .. فرت الكلمات من رأسه .. و تخلت عنه ملامحه و تركت صفحة جامدة .. استوحشت ارادته من قفر صدره و قلبه و عقله .. فهم بيدها خشية ان يتراجع .. تناول يدها في رفق .. لم تبدي استغرابا ظاهرا من برودة يده .. تنبأ هو ان عند هذه اللحظة سيستقبل اهانة فاضحة او اعراض مؤلم .. و لما لم يند عنها شيئا سوي نظرات متأهبة للمجهول زادت حيرته في امرها .. و اشتد التصحر داخله .. فقد التحكم في وجهه فلم يعد يدري ماذا يبدي .. و لكن عزمه أنذره من قبل بكل هذا و حذره ان يتخاذل .. فوقف موليا صدره ساحة الرقص .. ويدها الدافئة في يده الباردة .. عاد يدرك ما حوله .. هجمت عليه الحقائق من حوله و تسمر امام هولها .. ابتلع ريقه في صعوبة .. و رغم ان عينيه على الحشد الراقص الا انه لا يري شيئا .. و احس بسخونة تلفحه من حيث لا يدري .. و انهالت عليه كل خواطره السيئة و ذكرياته الرديئة و افكاره المجهضة و افعاله الكريهة .. سيل عارم متدفق يسوده من الداخل .. و هو واقف يتلقاه بصمت من يواري الثري .. حاول ان ينظر اليها .. و عندما وجدها أشفق عليها .. فحرر يدها من يده .. و استدار ناويا الرحيل

" اناعادة لا اتحدث .. افضل السكوت و السكون .. كما انني لا استطيع الرقص .. و هؤلاء كلهم يستطيعون .. و هؤلاء كلهم يتحدثون "

مسح جبهته التي تجمعت عليها حبيبات من العرق .. و تغلب على ركبتيه التي تودان الانهيار و قال

" ربما كان هذا يوم غير مناسب .. على أن أغادر "

ثبت بصره عليها حتي اكتفي

و حث قدميه على الخطو الي الباب دون انتباه لشئ حتي انه لم يشعر بذراعه و هي ترتطم باحدهم .. و لا بصوتها الذي كان يناديه

Thursday, December 17, 2009

قالوا


فليس هناك جمال بلا حب .. و ليس هناك حب بلا جمال .. فالشئ الجميل هو الذي يشعرنا بالجمال و الحب .. فالفن اذن هو الذي يشعرنا بالجمال و الحب .. فما هو الجمال و ما هو الحب .. لا يمكن ان نعرف الجمال تعريفا معينا له قواعد ثابتة و خطوط محدودة .. فالجمال نسبي و قد يختلف باختلاف الزمان و المكان .. على اننا نعرفه تعريفا عاما بانه ذلك الذي يحوي من التناسق المادي او الروحي ما يشعرنا بلذة و سرور حين رؤيته

*

محمود تيمور