Friday, December 9, 2011

قالوا


لماذا الجزع يا قلبي
أما ودعت الاحباب من قبل
أنسيت أن الموت أقرب اليك من حبل الوريد يجيئك من حيث لا تحتسب
كأنكتمنيت ان يبقي بعدك
يرثيك و يترحم عليك
كان اوثق صلة بربه
و اصفي روحا
و ابلغ دعاء
فيا ليته ظل ، و أنت ذهبت
و لو كان الموت يقبل المفاداة
لكانت تلك قسمة عادلة
انما الله قاهر فوق عباده
و مشيئته لا ترد
فالحمد لله
جاءك الخبر الفادح على غفلة
فزعزع اركانك
واحسرتاه
من لي بعدك بتلك الابتسامة المضيئة
و ذلك الوجه الرضي
كأنه مرآة مجلوة تعكس دخيلة قلب يفيض بالخير و المحبة و تقوي الله
كان تاج السر محمد نور أخي و صديقي
ابن عمتي و صهري من بقية النفر الابرار الذين مشوا على الارض هونا
و نادتهم الحياة و نادوها بلسان المحبة
الاصفياء الذين صابروا و رابطوا في الحميو ظلت نيرانهم موقدة
ولد في السراء فلم تبطره السراء
و حين تحول الزمان لم يأس على تحول الزمان
مثل الجبل الأشم
يمر به السحاب و تهب الأعاصير
ما اوسع الحزن و ما اضيق الكلمات
و هذا عدل نفسي بالحق
ألا يعزيك ان تعلم انه رحل عن الدنيا قرير العين راضي النفس
اما كان دائما كأنه على اهبة السفر
لم يتريث للوداع
لم يلوح بيده
لم يتلفت وراءه
كان ذاهبا الي لقاء ربه في صلاة الجمعة
مقبلا اليه بكليته
على اهبة الاستعداد للسفر
في الطريق ثمة
ناداه الصوت الذي تبعه منذ البدء
استجاب له ببساطة
بلا جلبة ولا ضوضاء
كان مقدرا ان يتم الامر على هذه الصورة
فقد عبد الله في خفية
عبد الله بخشية و خفية
فلا تكاد تعرف طول عبادته
ولكن سره كانت تفضحه الانوار التي تلمع على وجهه
نشأنا معا منذ طفولتنا
فقد كنا من سن واحدة
يصغرني بعام
كان الزمن جميلا
فتقاسمنا حلاوة الزمان
و حين تغير الزمان
كان بعضنا يشد أزر بعض فلم نكترث لتغير الزمان
أولئك اخوتي في العهد الاول
هو و علوب و سيد اراهيم عباس مد الله في اعمارهم
و كان هو اسرعنا بذلا
و أصدقنا قوله
و أمضانا عزيمة
و أرجحنا عقلا و أكثر مرحا
و أصبرنا على الشدائد
كانت فيه غبطة و فرح داخلي
كأنه يتكتم نبأ سار
و تلك السكينة لأنه أبدا و لم يجرب الاحساس بالذنب
و من أين يجيئه الاحساس بالذنب
نشأ في طاعة الله
أطاع الله ببساطة
و كأنه لا يبذل جهدا
و كأن سبل الحياة المحيرة قد سدت كلها عليه
و انفتح امامه طريق واحد
هو طريق الخير و الصلاح
فسلكه
و ظل يسير فيه الي لقائه الموعود بربه يوم الجمعة
من اين يجيئه الاحساس بالذنب
لقد اوفي بالعهود كلها و اكثر
بر بأبويه و وصل أرحامه
ورضي عن الناس و رضوا عنه
استقبل القادمين و ودع المسافرين
و عاد المرضي و دفن الموتي
وفي بنصيبه و نصيبي ايضا
يسد كل ثغرة اغفلتها
و ينهض بكل واجب تركته
يقبلني على علاتي
و يغض الطرف عن هفواتي
رجل ثابت في زمان متقلب
كنت اغيب العام و العامين
و حين اعود اجده كما عهدته دائما
داره تتسع قليلا
و أثاث بيته يتحسن قليلا
انما ابدا لا تجد عنده آثار نعمة طارئة او ثروة مفاجئة
و الدار ابدا عامرة بالناس
عشيرته و اصدقاءه
لا يكادون يتغيرون على مرور السنين
عمل في مصلحة الجمارك و هو دون العشرين من عمره
و ظل يرقي الدرجات بفضل اخلاصه و جده
و ذكائه الخارق
و تلك العناية الالهية التي كان تقود خطاه
حتي وصل الي ارفع المناصب
و اصبح من قلة يضرب بهم المثل في الكفاءة و عفة اليد
كان يقول انه قطع عهدا على نفسه
ألا يطعم عائلته من المال الحرام
و ما كان اكثر المال الحرام
ظل من الصابرين المرابطين في الحمي
مرة سافر الي بعثة دراسية في معهد الجمارك في الاسكندرية
و مرة ذهب معارا من حكومة السودان الي اليمن
و خرج مرتين لأداء فريضة الحج
غير ذلك لميبرح السودان ابدا
و انا و امثالي نضرب في البلاد و نجوب الآفاق
شجرة وارفة تتفيأ ظلالها و تأكل من ثمارها
تجلس اليه فتغرف من نبع لا ينضب
كان قوي الذاكرة بشكل عجيب
يحفظ القرآن و الحديث و الشعر الفصيح و شعر الدويت و التاريخ و الأنساب و الملح و الطرائف
يغمرك بروحانيته
و ينسيك عنت الحياة
يجعلك تحس انك افضل مما انت في الحقيقة
تحس ان مجرد وجوده في الدنيا يجعلها اكثر خيرا و اقل عدوانا
رجل مصباح
يكون قدوة و يضرب به المثل
جاد به الزمن في لحظة من لحظات أريحيته النادرة
فرف مثل طيف جميل
مثل الغيث في الربيع
ثم مضي على عجل و يا للحسرة
و لما استرد الخالق وديعته
فكأن الزمان عاد بخيلا كعهده
رحيله و رحيل الصالحين من امثاله
علامة كما جاء في الاثر
مضي الي حياة افضل ان شاء الله
مع الصديقين و الابرار
و انا لي الله
لأنه أغني حياتي بحياته
و أفاض على من بركاته
فانه برحيله قد أفقرني جدا
و تركني أقل مما كنت
و أنا قليل أصلا في ميزان الحق
أف للدنيا
تعطيك هباء يحسبه الناس هبات
و الذي تحبه يذهب و لا يعود
و لا عزاء
رحم الله تاج السر محمد نور
و صبر جميل و الله المستعان
*
الطيب صالح

Thursday, December 8, 2011

عن العلاقات الزوجية : لغات الحب الخمس .. الجزء الخامس


نتناول في هذه التدوينة اللغة الخامسة و الأخيرة في كتاب لغات الحب الخمسة و هي اللمسة الجسدية
*
نعلم ان التلامس الجسدي بعيدا عن ممارسة الجنس هي احدي التعابير عن الحب .. و تتجلي فوائد التلامس الجسدي بشدة من نتائج الأبحاث العديدة التي أجريت على الاطفال .. فالطفل الذي يداوم أبويه على لمسه .. سواء بالحضن أو الطبطبة .. ينمو أكثر صحة من نظيره الغير ملموس .. كما يتميز عاطفيا و نفسيا على مستوي السلامة مقارنة بنظيره .. لذلك فالتلامس بين المحبين له نفس القوة مقدارا و تأثيرا .. كتشابك الأيادي و القبلات الحانية و الضم بحنان الي جانب ممارسة الجنس .. و للبعض .. التلامس الجسدي يمثل لغة الحب الأساسية .. أي بدونها لا يشعرون بأن شريكهم يحبهم .. أما بتطبيقها فيشعرون بالحب .. و يمتلئون بالأمان في هذه العلاقة
قديما قالوا .. أقصر طريق لقلب الرجل .. معدته .. و على اثر هذه المقولة يطعم الرجال حتي تفشي ظاهرة الكرش .. و سبب هذه المقولة الاعتقاد بأن معدة الرجل هي مركز اهتمامه العاطفي .. و تدعم هذه المقولة و ممارستها أن في عائلاتنا القديمة يقوم الرجال باستحسان طبيخ زوجاتهم و اعلان حبهم المفرط لهم عند أكله و كثرة مديح نكهات زوجاتهم و نفسهم .. في البيت و في العلن .. فتقع بعض المحبات في هذا الفخ و يتقن الطبخ .. و لكن الزمان تغير بالاضافة الي انهم لم يتزوجوا من آباءهم ! .. المحبين من الذكور الآن اختلفوا .. ما أسهل طلب الطعام .. ولكن ما أشق الحصول على متعة الجنس .. فعندما تكون الزوجة بالغة الاهتمام بالمطبخ و بعيدة الاهتمام عن المعاشرة .. فيؤثر هذا سلبا على حب الزوج .. الزوج لا يكره وجبة زوجته الشهية و لا يستصغر مجهودها .. و لكن كل هذا لا يعوض احتياجه لاستجابتها للمعاشرة .. و ربما لا يشعر الزوج بأنه محبوب
المعاشرة الجنسية لهجة من احدي لهجات لغة التلامس الجسدي
فحس اللمس .. احدي أهم الحواس الخمس .. لا يقتصر على ممارسة الجنس .. الجلد في البشر هو أكبر عضو لدي الانسان لأنه ببساطة هو الجسد الخارجي كله .. عندما يتم لمس هذا الجلد او الضغط عليه بأي صورة أو كيفية .. ترسل على الفور تنبيهات عصبية الي المخ .. و المخ يقوم بتبيان الملموس .. دافئ أم بارد .. صلب أم ناعم .. يسبب ألم أم متعة .. و من ضمن التفسيرات في المخ .. اللمسة محبة أم كارهة .. الي درجة أن لمسة قد تصلح علاقة اثنين متزوجين أو تفسدها .. يمكن للمسة أن ترسل الحب أو الكراهية .. و خاصة اذا كان الشخص لغته التلامس الجسدي .. فاللمس له تأثير أقوي بكثير من أية ألفاظ متاحة .. فمثلا الصفع لا شك مضر نفسيا و عاطفيا و جسديا .. و لكنه كذلك لمن لغته الاولي في الحب التلامس الجسدي .. كارثية و مدمرة .. و على الجانب الآخر .. الحضن الحنون مفيد نفسيا و عاطفيا و جسديا .. و لكنه لمن لغته الاولي في الحب التلامس الجسدي بناءة و موصلة أكثر من أي لفظ في الدنيا
و بين المتزوجين .. التلامس الجسدي يمكنه اتخاذ أكثر من هيئة .. نظرا لوجود الجلد في كل مكان .. فلمس المحبوب في اي مكان على جسده هو له الحب .. و لكن هذا ليس معناه أن التلامس في اي مكان يتساوى .. فبعض اللمسات في بعض الاماكن يجلب الاحساس بالحب اكثر من اماكن اخري .. أفضل مرشد لأفضل نتيجة هو شريكك .. و مفتاح النجاح في التلامس .. لا تلمس في المكان الذي تعتقد أنه لمحبوبك جيد و لا تنتقي انت الوقت حسبما تعتقد .. لأنه بعض التلامس في بعض المناطق قد يكون له تأثير سلبي .. و اصرارك على لمس هذه المناطق قد ترسل عكس ما تريد ارساله .. كما انه يرسل أنك لست مهتم بما يرضيها .. و لاتقع في الخطأ المنتشر الذي يفترض أنك عندما ترتضي لمس مكان معين يرضيك أنه يرضيها طالما انت مرضي .. بل اسأل و تأكد و اسعي
و اللمس قد يكون خارجي و يتطلب تركيز .. كالمساج و دعابات ما قبل الجنس .. أو داخلي .. لا يتطلب وقت و تركيز .. كوضع اليد على الكتف و تشابك الايدي و احتكاك الاجساد اثناء السير .. بالطبع اللمس الخارجي يتطلب مجهود و وقت .. ليس في اللمس فحسب .. بل ولا تنحصر قيمة اللمس الخارجي في آلية اللمس فحسب .. انما تكمن قيمته في الوقت المبذول منك و الفهم الذي تجتهد فيه بأن تلمس شريكك بأسلوب ليس من الضروري هدفه الجنس و لكن هدفه الأكبر ايصال الحب اليه ماديا .. و مع ذلك ان كان شريكك كانت لغته التلامس الجسدي و لهجته المعاشرة الجنسية .. فبالتأكيد القراءة عن المعاشرة و مناقشة ما يمتعه و السعي لتنفيذه يوصل الحب له ماديا .. أما اللمس الداخلي .. فيتطلب وقت أقل ولكن فكر أكثر .. و بالأخص ان كانت لغتك بعيدة عن التلامس .. فعلي سبيل المثال .. الجلوس امام التلفزيون لمشاهدة برنامج ما يمكن ان يكون فرصة مواتية لتوصيل الحب لشريكك اذا احسنت التفكير فاستغلال الموقف .. او الحضن البسيط و القبلة الخاطقة قبل النزول الي العمل صباحا .. لا وقت متاح و لكن بالفكر فالاسلوب تستطيع ان تضبط مزاج اليوم كله
عندما تكتشف ان لغة حب شريكك هي التلامس الجسدي .. حدودك خيالك .. طبق كيفما يشاء فكرك .. و لا يخفي أن هناك ما يليق و ما لا يليق في اللمس .. و يرشدك فيما لا يليق شريكك .. و تتجلي قيمة التلامس عند الأزمات الطاحنة التي تملأ حياتنا .. كفقد عزيز .. فاللمسة الدافئة تغني عن عشرات الكلمات الحانية
*
باب التلامس الجسدي باب واسع و عريض يحضرني فيه ذكر الكثير .. أضيف مما أعرفه الآتي
اولا : على مستوي سيرة النبي محمد صلي الله عليه و سلم
في اعتقادي الشخصي .. النبي محمد صلي الله عليه و سلم هو النموذج الذي في اتباعه كل الفلاح .. و في سيرته كل كبيرة و صغيرة .. وجدت في سيرته تطبيقا للتلامس الجسدي .. فعلي سبيل المثال
مع الاطفال
روي عن البراء أن النبي صلي الله عليه و سلم أنه كان يأتي فاطمة و يطلب منها ان ترسل ولداها و هما الحسن و الحسين فيضمهما الي صدره .. و روي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه و سلم كان يضم الحسن و الحسين الي صدره و يقول عنهما أنهما ريحانتي في هذه الدنيا .. و روي عنه صلي الله عليه و سلم أنه اذا حضر في بيت فاطمة كان ينادي حفيده فيأتي مسرعا و يتعلق به فيقبله .. و من المعروف ان للنبي صلي الله عليه و سلم ولد و كان اسمه ابراهيم و لكنه توفي صغيرا .. و لقد روي عن النبي صلي الله عليه و سلم أنه عندما كان يزور ابنه ابراهيم في بيت مرضعته .. كان يهم بحمله في حضنه و يمسح على رأسه و يضمه و يقبله
أما مع زوجاته
فمن أشهر الحديث النبوي: انك لن تنفق نفقة الا اجرت عليها حتي اللقمة ترفعها الي في امرأتك (او كما قال) .. و بالطبع نجد التطبيق المستمر للتلامس الجسدي بين المتحابين : محمد بن عبد الله صلي الله عليه و سلم و عائشة بنت أبي بكر زوجته و حبيبته .. ثبت في صحيح البخاري أنها أحب زوجاته اليه .. و لقد سئل النبي محمد صلي الله عليه و سلم : أي الناس أحب اليك .. قال عائشة .. و كان المتعارف وقتئذ أن من أراد أن يهادي النبي فليختار اليوم الذي يكون فيه عند عائشة تقربا له لعلمهم بحبه لها .. هناك رواية شديدة التردد و هي أنه صلي الله عليه و سلم كان يقبل عائشة زوجته و اذا شربت عائشة من اناء أخذه و وضع فمه موضع فمها و شرب .. و كان يتكئ في حجرها و يقرأ القرآن و رأسه في حجرها .. و كان يقبلها وهو صائم .. و كانا يغتسلا في اناء واحد .. و في موقف .. نزل الدم من أنف عائشة فقام صلي الله عليه و سلم و غسل عنها الدم من وجهها و ثوبها .. و من أحاديثه أيضا : انك لن تنفق نفقة الا اجرت عليها حتي اللقمة ترفعها الي في امرأتك .. و كانت نتيجة هذا الحب الممتزج بالتلامس الجسدي أن النبي صلي الله عليه و سلم مضرب المثل فب الحب و الحنان .. رغم مسئولياته الجمة في تبليغ رسالة ربه الي العالمين .. عندما حان وقت وفاته استأذن زوجاته ان يموت عند عائشة .. و دونا عن أي عمل يختاره النبي في آخر لحظاته .. اختار النبي الرجل العظيم الأفضل على الاطلاق .. ان يموت -كما تقول كتب السيرة - مضطجعا على حجر عائشة
صلي الله عليه و سلم
ثانيا أضيف: على مستوي الكتابات الغربية العصرية و أبحاثهم
أما الكتاب الاول
تذكر احدي هذه الابحاث أنه قام الباحثون باجراء اختبار على 1000 يتيم في دار ايتام .. فتم تقسيم العدد الي قسمين .. النصف الاول لا يقوم المربين في الدار بالمداومة على لمسهم سواء في الاطعام او غيره .. و النصف الثاني تقوم المربيات بالمداومة على اللمس .. و استمر الاختبار لعامين متواصلين .. و كانت النتيجة المذهلة .. اذ وجد النصف الاول في حالة ضعف جسماني ملحوظ و النصف الثاني في حالة جسمانية افضل بكثير .. و في بحث آخر تم ممارسة المساج ثلاث مرات يوميا على رضع لمدة 10 ايام .. و تمت المقارنة بين هؤلاء الرضع و الرضع الآخرين .. وجد أن الرضع الذين خضعوا للمس بصفة مداومة .. أكثر انتباه و نشاط و استجابة و نومهم اعمق و ازداد وزنهم بشكل أسرع .. و في بحث آخر وجد ان الاطفال الذين ينشأون في بيت اللمس بين الآباء و أبناءهم متداول ينمون الي اشخاص اجتماعيين و اكثر سعادة و لديهم اصدقاء اكثر قربا و زيجات اكثر نجاحا .. و وصل الامر في بعض الابحاث على مستوي الشعوب ان الشعوب التي تحتوي على ثقافة اللمس عندها معدلات جريمة اقل من الشعوب الأخري .. يضاف الي ذلك أن اللمس هو أول حاسة تنشأ في الانسان و آخر حاسة في الزوال .. كما يصف هذا الكتاب حالة تصيب الازواج تدعي "الجوع الجلدي".. و هي حالة من انعدام التلامس الجسدي .. ليس المقصود المعاشرة الجنسية .. بل قد تكون المعاشرة الجسدية موجودة .. و لكن دونها لا يوجد تلامس .. انما التلامس مطلوب و له صور كثيرة مثل الحضن و الطبطبة و التدليك و ما الي ذلك .. بمعني آخر .. كل التلامس الجسدي الذي لا يهدف للجنس .. و يذكر هذا الكتاب ان الرغبة في هذا النوع من التلامس الجسدي لا يفني مع تقدم العمر .. بل هناك بحث اجري على من هم فوق الستون حيث تم منحهم لدمة ثلاث اسابيع مساج بصفة منتظمة و كانت النتيجة أنهم اصبحوا اقل اكتئابا و اجهادا و قللوا زياراتهم لأطبائهم و باتوا اكثر اجتماعيا
و على رأس كل وسائل التلامس الجسدي .. يجزم الكتاب أن الحضن هو القمة .. اذ انه في وقت السرور و الحزن و الفخر و التسامح و الألم فالحضن لغة عالمية للمشاركة .. أيا كان نوعك او ثقافتك او جنسيتك .. الحضن يعبر عن الاهتمام .. و للأسف .. يقول الكتاب ان المكان الذي يباح فيه الحضن دون قيود هي اماكن العزاء فحسب .. ان الحضن يزيد من قدرة الجلد على تنفس الاكسجين بنسبة خمسين بالمائة .. و حتي اللمسة الدافئة البسيطة تستطيع ان تخفض نبضات القلب و تهدئ من ضغط الدم .. و المساج يدعم جهاز المناعة و يحسن من القدرة على التركيز و يقلل من القلق .. و العلاقات الزوجية أمثل مكان للأحضان .. فحضن شريكك هو الملاذ الوحيد في العالم لك
اما الكتاب الثاني
يستهل ببحث اجري على القرود الصغيرة .. الفرق بين فريق كان يمارس عليه التلامس بصفة منتظمة و أخري لم يمارس عليها .. و مجددا جاءت نتائج مذهلة .. فالمجموعة الذي لم يمارس عليها التلامس الجسدي اصيبت بالاحباط و المرض و وصل الامر الي حدوث نسبة وفاة لا يستهان بها .. كما اجري بحث آخر على الرضع بعد الولادة بعشرة أسابيع حتي الشهر السادس فوجد ان هؤلاء الرضع الذين لديهم امهات يداومن على التلامس لهم معدلات اصابة بالبرد و الزكام و القئ و الاسهال أقل بحدة من غيرهم .. و في دراسة أخري وجد أن السيدات اللاتي يتعرضن للاكتئاب يتعافين سريعا اذا ما تم ضمهم من قبل ازواجهم بصفة منتظمة .. و المفاجأة أن فترة التعافي اعتمدت على فترة الضمة الواحدة .. فكلما زادت مدة الضمة اصبح الشفاء أقرب .. و تم التوصل في دراسة في هذا الكتاب الي نفس النتيجة للدراسة في الكتاب السابق : المجتمع الذي ينشأ أطفاله بالتلامس الجسدي لديه معدل جرائم أقل .. و هناك دراسة أخري أثبتت أن المتحرشين جنسيا بالأطفال كانوا هم أنفسهم أطفال لم يتمتعوا بالجنان و بالأخص التلامس الجسدي
يسرد الكتاب بعض الحقائق قائلا أن الجلد هو أكبر عضو في جسم الانسان لأنه ببساطة هو الجسم الخارجي كله .. و يحتوي هذا العضو على مجسات عديدة .. فهناك 2،800،000 مجس للألم و 200،000 مجس للبرودة و 500،000 مجس للاستجابة للمس و الضغط .. جلد المرأة أكثر حساسية من جلد الرجل بعشرة أضعاف .. و تؤكد الأبحاث ان أكثر الذكور حساسية في الجلد أقل من أقل أنثي حساسية في الجلد .. أما خشونة جلد الرجل فترجع الي تواجد طبقات دهنية أكثر للتحمل .. أما الهورمون المسئول عن الاحساس باللمس فيسمي الأوكسي توسين .. و هناك بحث فريد أجري على الفئران .. فوجد أن الفئران الصغيرة الذين تلمسهم أمهاتهم بصورة منتظمة .. يزداد وزن أمخاخهم و ينموا أكثر ذكاء من غيرهم من الفئران
أما في الفروق بين النساء و الرجال .. فالرجال تحت ضغوط الحياة و عند التعرض للأزمات .. يفرون من اللمس و يلوذون بعوالمهم الداخلية في أذهانهم و يصمتوا .. أما النساء فيبدأون بالتودد الجسدي لأزواجهم .. ليس رغبة في المعاشرو الزوجية .. و لكن لرغبتهم في التلامس الجسدي .. و ذلك لأهمية التلامس بالأخص لدي النساء .. لذلك تجد الزوجة الغاضبة الساخطة على زوجها تعبر عن احساسها هاتفة : لا تلمسني .. أما الرجال فلديهم طبقات في جلدهم كثيرة .. لذلك تنمو تجاعيد وجههم أسرع من النساء .. و من باب السخرية يقول الكاتب ان الرجل لديه نفس حجم الحساسية الذي عند المرأة و لكن متركز في مكان واحد فقط .. بعكس المرأة الذي ينتشر مناطق احساسها في جسدها كله
*
في نهاية هذه التدوينة أقول ان التلامس الجسدي نعمة عظيمة تمنح للمتزوجين يمكنها صنع المعجزات .. يمكنها ان تزيد الحميمية بينهم .. فتصفو أذهانهم .. و تصير حياتهم أجمل في جميع الجوانب .. و من أبرزها كما عرضت الكتب السابقة .. الصحة
*

Wednesday, November 2, 2011

قالوا


يا تكون قد الحياة
يا تعيش وحيد
وسط الدروب
*
مدحت صالح

Thursday, October 6, 2011

عن الخيانة الزوجية


يستاء كثيرا اذا لم تستجيب الولاعة من اول ضغطة .. على استعداد هو ان يلقيها على اسفلت الطريق و يشتري واحدة جديدة مهما كانت تحتوي .. اشعل سيجارته المفضلة عندما استجابت .. ازداد استياءه في الايام الاخيرة ازاء توافر نوع سجائره المفضل بالاسواق .. اصبح شحيح .. يقولون ان صاحب الشركة المصنعة من فلول النظام السابق و يبادر بافراغ مخازنه .. اشعل سيجارته المفضلة .. و سار في النهار الخالي .. وحيدا .. و الافكار تأبي الهروب مع الدخان المنفوث .. هل يخون زوجته.. حقا .. هل يعد هذا خيانة زوجية .. هو يعلم جيدا ما معني الخيانة الزوجية .. من اصحاب اللحي و ارباب الكئوس .. من الشرع و العرف .. من اهل الريف و مستعمري الحضر .. من القريب و البعيد .. الخيانة الزوجية هي الزنا .. و الزنا هو تلامس الفرجين .. و الله وحده يعلم أنه لم يلامس فرج آخر .. لم و لا يريد و لا يتمني و لا يشتهي و لا حتي يقترب تفكيره من اي مناطق سفلية .. و ربما هذا ما يكد تفكيره .. و لكن حقا .. هل هذا يعد خيانة زوجية .. لا لا
هذه هي الحياة .. لا اكثر و لا اقل .. اسأل الناس .. الورع والفاسق .. سيحدثونك عن احداث ما بعد الزواج .. انتفاخ كرش الزوج .. عادة شرقية اصيلة .. اخشوشان يد الزوجة .. عادة مصرية قديمة .. و ما يتبع هذا و ذاك من جفاء .. غير متعمد .. و غلبة الالتزامات اليومية .. غير مقصودة .. يحل الشخير محل القبلات .. و الاوامر بشراء المستلزمات محل الرومانسيات الصغيرة .. و طبعا الرائحة .. سحقا للرائحة .. رائحة الفم عند الصباح كمثال .. و الرغبة العارمة في الهروب .. التي كانت اشواق تتحرق للقيا .. و لكن حقا .. هل يعد هذا خيانة زوجية
مع كل حياة ما بعد الزواج التي لم تحذر منها الافلام المليئة بالورود و الاغاني المليئة بالتنهدات بدأت اشياء صغيرة تتسلل حياته .. بدأ يعتادها .. حتي باتت عادة .. عادة .. هل حقا اصبحت خيانته لزوجته عادة .. لا لا .. هل حقا يعد هذا خيانة زوجية .. لماذا يكويه ضميره .. لماذا يمارس هذه العادات خلسة .. ماذا حدث لها .. و له .. ايخونها حقا .. لا لا
مستحيل .. هو لا يخونها .. ام يخونها .. الخيانة .. عبر جميع اللحظات التي يشتري فيها سجائر في السر و يدخنها متفكرا في اشياء تؤلمه لم يتنبأ قط بأنه سيحاور نفسه سائلا اياها هل يرتكب مثل هذا الجرم ام لا .. و لكن هذا لا يعد خيانة زوجية .. ام يعد
لا لا .. ما الضرر في كل عاداته الحديثة المختلسة .. ما الضرر في ان مديرته بالعمل تضحكه اكثر منها .. لا شئ .. نكتة او اكثر لا تحدث الضرر العظيم .. ما العيب في تبادل الحديث اليومي مع زميلته في العمل .. لا شئ .. يفطران سويا في العمل كطقس من طقوس المكان .. لا يستطيع التخلف .. و احتكاكه بها على مدار اليوم .. لقد فطنت الي مفاتيحه .. تعلم متي يكون مستاء فتواسيه .. سعيدا فتحييه .. حيرانا فترشده .. لا عيب في هذا .. ما المشكلة في حبه بالتواجد حول صديقه .. لا شئ .. هو يعلم تحديدا كيف يفكر و كيف يسلك اي درب اذا ما كان يروم امرا .. لا مشكلة البتة .. ما الازمة في تمسكه بزيارة ابيه و امه كثيرا .. لا شئ .. معهم يشعر بالراحة .. ما من ازمة .. و ما الضير في اهتمامه بزيارة اقاربه البنات .. لا شئ .. هن يخبرنه جيدا جدا .. يشعر معهم انه بازاء اناس حقا يعنون بامره .. يلمس معهن الحنان .. لا ضير ابدا .. ما الاذي في حبه المنجرف لاخته .. لا شئ .. هي تكفيها منه نظرة .. لتسرد كيف يشعر و ما يريد .. هو كتاب مفتوح لها .. لا اذي مطلقا .. ما العيب في ميله لجاره القديم .. كان اخيه الذي لم يحظي به حقا .. لا ينساه مطلقا .. و لا ينسي شئ يخصه مطلقا .. حتي لو فرقت الحياة بينهم لاعوام .. لا يزال يتذكر اين توقف بهم الحديث .. لا عيب على الاطلاق .. هل يعد هذا كله خيانة زوجية .. لا لا .. هو لا يمنح جسده الا لها .. و لا يشتهي جسدا سواها .. لا لا .. هو لا يخونها .. هذا لا يعد خيانة زوجية .. ام يعد
انتهت سيجارة .. وهم باشعال اخري .. يستاء كثيرا اذا لم تستجب الولاعة من اول ضغطة .. يعلم صديقه هذه المعلومة .. ولكن هي لا تعلم .. و لكن هو لا يخونها .. لا يعد هذا كله خيانة زوجية .. ام يعد

Wednesday, August 10, 2011

قالوا




فلا تكتمن الله ما في نفوسكم *** ليخفي ومهما يكتم الله يعلم
يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر *** ليوم الحساب او يعجل فينقم
سئمت تكاليف الحياة و من يعش *** ثمانين حولا لا أبا لك يسأم
و أعلم ما في اليوم و الأمس قبله *** ولكنني عن علم ما في غد عم
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب *** تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم
و من لم يصانع في امور كثيرة *** يضرس بأنياب و يوطأ بمنسم
و من يجعل المعروف من دون عرضه *** يفره ومن لا يتق الشتم يشتم
و من يك ذا فضل فيبخل بفضله *** على قومه يستغن عنه و يذمم
و من يوف لا يذمم و من يهد قلبه *** الي مطمئن البر لا يتجمجم
و من هاب أسباب المنايا ينلنه *** و ان يرق أسباب السماء بسلم
و من يجعل المعروف في غير اهله *** يكن حمده ذما عليه و يندم
و من يعض اطراف الزجاج فانه *** يطيع العوالي ركبت كل لهذم
و من لم يذد عن حوضه بسلاحه *** يهدم و من لا يظلم الناس يظلم
و من يغترب يحسب عدوا صديقه *** و من لم يكرم نفسه لم يكرم
و مهما تكن عند امرئ من خليقة *** و ان خالها تخفي على الناس تعلم
و كائن تري من صامت لك معجب *** زيادته و نقصه في التكلم
لسان الفتي نصف و نصف فؤاده *** فلم يبق الا صورة اللحم و الدم
وان سفاه الشيخ لا حلم بعده *** و ان الفتي بعد السفاهة يحلم
سألنا فأعطيتم و عدنا فعدتم *** و من أكثر التسآل يوما سيحرم
*
من معلقة الشاعر العربي
زهير بن ابي سلمي

Saturday, August 6, 2011

قالوا


اعلم ان الارادة لها تسعة مظاهر في المخلوقات
الاول هو الميل أي انجذاب القلب الي مطلوبه
فاذا قوي سمي ولعا .. وهو المظهر الثاني
و اذا اشتد سمي صبابة
فالقلب اذا استرسل فيمن يحب
فكأنه انصباب الماء اذا أفرغ لا مفر من انصبابه
و اذا تفرغ له بالكلية
سمي شغفا .. وهو المظهر الرابع للارادة
واذا استحكم في الفؤاد
سمي هوي .. وهو المظهر الخامس
فاذا استوفي حكمه على الجسد
سمي غراما .. و هذا أشد العذاب
قال جل شأنه
ان عذابها كان غراما
ثم اذا نما و زالت العلل
الموجبة للميل سمي حبا .. وهو المظهر السابع
ثم اذا هاج حتي يفني المحب عن نفسه
سمي ودا .. و هو المظهر الثامن للارادة
ثم اذا طفح حتي أفني المحب و المحبوب
سمي عشقا
و هنا يري العاشق معشوقه فلا يعرفه
كما روي عن مجنون ليلي
مرت به ذات يوم
فدعته اليها لتحدثه
فقال لها دعيني
فاني مشغول بليلي عنك
و هذه آخر مقامات الوصول و القرب
حيث لا عاشق ولا معشوق
ولا يبقي الا العشق وحده
الذي لا يدخل تحت رسم او اسم
و لا نعت و لا وصف
*
جمال الغيطاني

Thursday, June 2, 2011

عن العلاقات الزوجية : لغات الحب الخمس .. الجزء الرابع



اللغة الرابعة في كتاب لغات الحب الخمس الرائع هي لغة الأفعال الخدمية





*





الأفعال الخدمية معناها الاقدام على أفعال -و فعلها- تعرف أن شريكك يحب أن تفعلها من أجله بالخصوص .. و تعرف أيضا أنه يحب أن تفعل من أجله في العموم .. هو السعي لاسعادهم عن طريق خدمتهم .. هو التعبير عن الحب لهم بفعل الأشياء لهم .. أسياء تعد بسيطة و صغيرة .. كاعداد الطعام .. تجهيز طاولة الطعام .. غسل المواعين .. الكنس .. ازالة الشعيرات من المصارف .. اخراج القمامة .. العناية بمتطلبات الرضيع .. و غيرها كثير هي أفعال خدمية .. و كل هذا يحتاج من فاعله تفكير و تخطيط و وقت و مجهود و طاقة .. و لو تم فعلهم بروح ايجابية فهي تصل للشريك صاحب هذه اللغة على أنها تعبير عن الحب





يشرح الكاتب كيف توصل الي هذه اللغة .. يحكي كيف التقي بأصدقاء له قدماي متزوجان .. قابلهم ذات مرة و اشتكي له الرجل عن حقيقة استمرار الحب و بقاء الزواج .. و سأل الصديق "هل من الممكن أن يستمر الزواج حتي لو لم تكون هناك قواسم مشتركة" يقول الكاتب .. فعرفت أنه يعاني مشكلة في زواجه و عمدت الي تغيير مجري الأسئلة من العام الي الخاص .. فقلت له .. منذ متي و أنتما متزوجين .. قال الصديق " عامين .. و نحن غير متفقين في أي شئ " .. قلت أعطني مثالا .. قال الصديق أنه يحب الصيد فيذهب بصفة دورية و هي لا تحب ذهابه للصيد .. هو يذهب للكنيسة صباحا و لا يحضر الأمسيات .. هو لا يشترط عليها الذهاب في وقت معين و يترك لها حرية اختيار الوقت .. و هي تقول أنها تحب أن تذهب في الأمسيات و يكون هو غير موجود و هذا مزعج لها .. و أضافت أنها بالفعل مخيرة في توقيت الذهاب و لكنها كلما ذهبت لا ينفك يشتكي من تغيبها عن البيت .. هو دائما يشتكي و يتذمر كلما خرجت من البيت لأفعل أي شئ .. يستاء كثيرا عندما أزور أهلي أو أذهب للتسوق .. يحتج الزوج قائلا أنه لا يمانع في ذهابها لزيارة أهلها أو للتسوق .. كل ما في الأمر أنني أود كلما أعود للمنزل بعد العمل أن أجد المنزل نظيف و مرتب .. أري أنها تهمل في الحفاظ على البيت .. و أحيانا عندما أصل البيت لا أجد الطعام جاهز و هذا يسيئني كثيرا .. أنا أعمل بكد و تعب و أحب أن أعود لبيتي و آكل .. الي جانب أني أراها غير مرتبة .. تنتشر الأشياء على الأرض بكثرة في اهمال .. أنا آسف أنا لا أحب ذلك .. قد يكون المنزل ليس بالقصر الفخم و لكن العناية به ستوحي بذلك .. ترد الزوجة أن و ماذا عنه .. انه لا يساعد في اي شئ .. انه يعتقد ان الزوج يجب ان يجلس بلا عناء ليجد كل شئ على ما يرام .. انه يتوقع مني فعل كل شئ .. كل شئ .. عند هذه النقطة قرر الكاتب أثناء الحديث البحث عن حلول بدل من التنقيب عن المشاكل .. فسأل ماذا عن الوقت الذي كنتما فيه تتواعدا قبل الزواج .. قال الزوج أنه كان يذهب للصيد في الصباح كما يحلو له و لكن دائما يراعي الحفاظ على الليل من أجلها .. يلتقيا .. في الخارج أو في بيت أهلها .. و اذا أكل عند أهلها كان يقضي معها الوقت كله حتي أثناء غسل المواعين .. كانا يغسلانها سويا .. و في هذا الوقت كانت طالبة و كان هو يساعدها في مذاكرتها و ينجزان سويا ما هو مطلوب منها .. أصبحت تفتقد كل ذلك .. سألها الكاتب ما الذي جعلها تعتقد في هذا الأوان أنه يصلح ليكون شريك حياتها .. قالت الطريقة التي كان يساعدني بها .. كانت لديه رغبة شديدة في مساعدتي .. لم أجد هذه الصفة في أي رجل قبله .. و كنت أومن أنها تنبع من قلبه .. كان ساعتها أعظم رجل رأيته .. ولكن بعد الزواج كل هذا تغير .. لم يعد يساعدني في أي شئ .. فسأل الكاتب الزوج .. لماذا كنت تفعل ما تفعل قبل الزواج .. لا أدري .. لقد بدا الأمر طبيعيا لي في أوانها .. انها الأشياء التي كنت أتمني أن تحدث لي عندما يحبني أحد .. سأل الكاتب و لماذا توقفت بعد الزواج .. لا أدري .. ربما توقعت أن يصبح الحال كما كان في عائلتي .. أبي يعمل و أمي ترعي المنزل .. ثم قال ضاحكا .. لم أر أبي يكنس من قبل قط .. لا أتذكر أنه كان يشارك في أي شئ في الرعاية بالمنزل .. كان يعمل طيلة الصباح و أمي في البيت .. تغسل و تطبخ و تمسح هكذا .. أعتقد أني توقعت نفس المنوال بالنسبة لزواجي .. سأله الكاتب و ماذا تعتقد في الكلام التي قالته عما جعلها تختارك أنت .. أعتقد أنها اختارتني لأني كنت أساعدها و أشاطرها مسئولياتها .. سأل الكاتب .. أتري الآن المبرر في اختلاف معاملتها لك الآن .. هز الزوج رأسه موافقا .. قال الكاتب .. من السهل أن تتبع نفس منوال الزواج الذي رأيته في أبوك و أمك .. كلنا قد نقع في ذلك .. و لكن الاختلاف قبل الزواج عن بعد الزواج كان صادما لها .. الشئ الوحيد الذي ميزك في نظرها اختفي .. ثم سأل الزوجة .. ماذا تعتقدين في كلام زوجك .. ذكرت أنه قال أنه كان يبدو طبيعيا وقتها .. أضاف الكاتب و قال زوجك أيضا أنه ما يتوقعه أن يحدث له اذا ما أحبه أحد .. هو كان ينتظر منك أفعال لتعبري بها عن حبك له .. و عندما لم يري أي مما توقع هل تفهمين الآن الاختلاف الذي يشعر به ناحيتك .. هزت رأسها موافقة هي الأخري .. ثم قال الكاتب .. السبب الذي تعتقدون أنكما لا تستطيعا أن تستمرا في هذه الزيجة يكمن في أن كل منك لا يعبر عنه حبه للآخر باللغة المناسبة .. وافقا .. فطلب منهما الكاتب أن يذكر كل منهم للآخر ثلاثة طلبات لو حقق كل طرف طلبات الآخر سيشعر حينها بالحب .. كانت طلبات الزوج : ترتيب الفراش يوميا و الاعتناء بالرضيع جيدا و ترتيب أشياءها و منعها من البعثرة قبل أن يصل المنزل .. علق الكاتب قائلا .. اذا انت تعني أن زوجتك لو اختارت ان تقوم بهذه الطلبات سوف تصل لك على انها تعبير عن الحب .. قال الزوج نعم .. ثم كانت طلبات الزوجة : الاعتناء بالرضيع اذا كنت منشغلة في تجهيز الطعام و كنس البيت بأكمله مرة في الأسبوع و غسل المواعين .. فسألهما هل الطلبات تبدو لكما منطقية و قابلة للتطبيق .. وافقا .. ثم قال للزوج .. لا ينبغي عليك فعل طلباتها .. و لكن اذا اخترت أن تفعلهم ستكون وسيلة تعبير عن حبك لها .. ثم قال نفس الكلام للزوجة .. ثم اقترح عليهم أن يبدآ من باب التجربة في تطبيق هذه الطلبات لدة شهرين ثم يقيما النتائج





في هذا الموقف اكتشف الكاتب هذه اللغة .. و انبهر من حقيقة تواجد زوجين لهم نفس لغة الحب .. يقول الكاتب ان الافعال البسيطة الخدمية تنقل مشاعر كبيرة و عميقة لأهل هذه اللغة





ثم يسأل الكاتب اذا كان لدي هذين الزوجين نفس لغة الحب .. فلماذا اختلفا .. بعد التحليل يصل الكاتب الي نتيجة .. هي أنهما قد يكونا لديهما نفس اللغة و لكنهما يتحدثانها بلهجات مختلفة .. فشأن كل لغة حب هناك لهجات متنوعة .. مع التركيز و تحديد طلبات معينة وضحت اللهجات .. كالكنس و ترتيب المنزل .. وهذا يدل على أهمية معرفة اللهجة و ليس اللغة فحسب .. و هكذا يختتم الكاتب هذا الفصل





*





يحضرني بقوة شيئين قرأتهم من قبل تذكرتهم أثناء الكتابة عن هذه اللغة





أولا





النبي محمد صلي الله عليه و سلم الذي أري أنه القدوة في كل شئ من الخراجة بدئا من الشكل حتي الداخل وصولا الي القلب .. روي عنه أنه قال "خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي " و هناك رواية أخري لنفس الحديث تقول "خيركم خيركم لنساءه" .. و أحاديث أخري .. مثلا .. وصفته زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها بأنه كان في مهنة أهله .. كان صلي الله عليه و سلم .. و هو الني الخاتم .. و الرسول المصطفي .. باني دولة الاسلام .. قائد أكير زعامة روحية في التاريخ .. صاحب أفضل الاخلاق .. المحارب في الغزوات .. الفقيه اذا ما سؤل .. الحنون الذي كان يطبطب على الشجر .. الرقيق الذي كان أحفاده يمتطوا ظهره أثناء الصلاة .. كان صلي الله عليه و سلم يصلح نعله و يكنس بيته و يحلب الشاة



ثانيا



صحابة الرسول الذين اهتدوا بهديه .. أسرد هنا حكاية في شدة الرقي و الطرافة



روي أن رجل جاء الي عمر بن الخطاب رضي الله عنه و كان في أوانها أمير المؤمنين .. و كان الرجل يريد أن يشكو زوجته لسيدنا عمر .. فسمع الرجل زوجة عمر تستطيل عليه بلسانها و تخاصمه و عمر ساكت لا يرد عليها .. فانصرف الرجل راجعا .. و قال لنفسه



ان كان هذا حال عمر مع شدته و صلابته و هو أمير المؤمنين فكيف حالي



و هم بالانصراف فرآه سيدنا عمر فناداه قائلا



ما حاجتك يا رجل



فقال الرجل



يا أمير المؤمنين .. جئت أشكو اليك سوء خلق امرأتي و استطالتها على .. فسمعت زوجتك كذلك فرجعت



قال سيدنا عمر



يا أخي .. اني أحتملها لحقوق لها على .. انها طباخة لطعامي .. خبازة لخبزي .. غسالة لثيابي .. مرضعة لولدي .. و ليس ذلك كله بواجب عليها .. و يسكن قلبي بها عن الحرام .. فانا أحتملها لذلك



فقال الرجل



يا أمير المؤمنين و كذلك زوجتي



قال سيدنا عمر



فاحتملها يا أخي فانما هي مدة يسيرة



طبعا أنا اول ما قريت القصة دي ماصدقتش نفسي



!!!!!!!!!!!!!!!!



أهذا هو سيدنا عمر الضخم الغليظ العنيف العاتي الذي كانت تخشاه قريش بأكملها .. أهذه هي الرجولة في نظره .. يالها من أخلاق .. لا أدري لماذا هذه القصة غير منتشرة .. انها آية في الرقي و سمو الاخلاق .. و من رجل عرف عنه في كل قصصه شدته و غلظته .. مع زوجته يكون كذلك .. أضف الي ذلك أنه لم يستحي أن رجل رآه و زوجته تستطيل عليه .. بل التمس لها العذر من وراء ظهرها .. و هذا حقا لآية عظيمة في كل معاني الرقي .. لم يعاملها برفق أمامها ثم ذهب يشنع عليها من خلفها .. حقا رضي الله عنه



أتذكر الآن حديث آخر للنبي صلي الله عليه و سلم و كان يقول للصحابة وهو يصفهم "لو تركتم عشر ما انتم عليه لهلكتم" و عندما وصف من سيأتي من بعده قال "لو تمسكوا بعشر ما انتم عليه لنجوا" أو كما قال صلي الله عليه و سلم

قالوا



هناك نوعان من السعادة كما أن هناك نوعان من الحب .. فان سعادة الغرائز هر سرور زائل .. كما نجد في لذة الأكل و الشرب .. و هو سرور عاطفي .. ما هو أن نشبع حتي ينطفئ .. ولكن السعادة المقيمة هي ثمرة الوجدان و التعقل .. و كذلك الشأن في الحب العاطفي الذي ينشأ من أول نظرة .. اذ هو سرور زائل .. و لكن الحب الوجداني .. الذي تعتمد فيه على التعقل و التبصر و وزن القيم البشرية .. هو أكثر من السرور .. هو سعادة مقيمة



*



سلامة موسي

Wednesday, May 11, 2011

عن معادلة الرضا للحساسين







أقرأ كما هي عادتي المفضلة .. و تهاجمني الدنيا بالجديد كما هي عادتها .. و أقرأ المزيد لكي أفهم كيف أدافع و أحتمي و أهاجم اذا تطلب الأمر كما هي عادتي .. و لقد عبرت عيناي على سطور كثيرة و كلمات قد لا تحصي .. و الله وحده يعلم كم قرأت عدد من الكلمات و الله وحده الموفق في امكانية أن أطبق ما قرأت .. لكن قلة قليلة من الكتب ما تسترعي انتباهي بشدة .. لما تتضمنه من حكم بليغة و آراء ثاقبة و نافذة .. الكتاب الذي أنا بصدد ترجمته على قدر استطاعتي منهم .. و لكن هناك كتاب آخر لفت نظري بشدة .. و بشدة كلمة وصف ضئيلة جدا .. هو كتاب "العادات السبع للناس الأكثر فاعلية" لكاتبه ستيفن كوفي .. احتك اسم الكاتب و كتابه بسمعي ربما مئات المرات .. و لكني لم أعره أهمية .. ربما لأن ما يتردد كثيرا على المسامع و الأبصار يكون وصل لنسبة من الألفة عند الناس تمنع أمثالي ممن يحبون التميز من الاقتراب منه .. الا أنني ضغطت على نفسي ذات مرة و اذ وجدت الكتاب في بيتي من مصدر لا أعلمه قررت أن أتصفحه .. و في فترة كان حجم انجازي في العمل لا تليق و لا تشرف قررت أكثر أن أخصص له الوقت .. و لكنه كان بالعربية .. ففتر اقبالي عليه .. أنا ممن يعتقدون بشدة أن اللغة العربية لغة الفن و السمو و الجمال .. لغة لا يصح أن أقرأ بها الا القرآن و الأدب و المقالات التي تثير مكامن الجمال في النفس و التحديات في العقل بقلسفة .. أما اللغة الانجليزية فهي لغة العلم و العملية و التطبيق و الارشادات .. لا أطيق أن أقرأ الأدب بالانجليزية .. الا في النادر .. ربما عندما تكون رواية فعلا تستحق .. اذ أني أكره قراءة ما هو مترجم لأن الترجمة مهما علت و صيغت بحرفية لا يمكن أن تستحضر رونق الأصل .. الانجليزية أقرأ بها العلم .. و الكتب العملية .. و ما توصل اليه الغرب و هم رواد في كل ما يطبق .. من الابرة للصاروخ بمعني الكلمة .. و أنا عندما وجدت كتاب "العادات السبع" بالعربية فتر اقبالي عليه .. لأنه مترجم .. و عندما تترجم الاعمال التي لا تصنف كأدب من الانجليزية للعربية غالبا ما أضحك .. لأن المصطلحات و التعبيرات و ما هو مكتوب -مع احترامي الشديد للمترجمين و مجهوداتهم اذ أني أعد واحد منهم على مستوي صغير- لا يمكن أن يبثوا نفس الروح و لا أن ينقلوا المحتوي كما أراد الكاتب الغربي .. و ثانيا لأنه كتاب يقرأ بالانجليزية لا بالعربية لأنه ببساطة كما ذكرت عن ميولي ليس أدب .. و لأسباب لا أتذكرها اختفي اقبالي على قراءة هذا الكتاب .. و نسيته كما أنسي العديد من الأشياء الهامة .. و لكن عادتي الجديدة: البحث على النت عن كتب مجانية أقرأها أعادني الي هذا الكتاب .. فلا يزال حجم انجازي في العمل لا يليق و لا يشرف .. و مازالت الدنيا تهاجمني .. الي جانب اني وجدته في لغته الأصلية الانجليزية .. فقررت أن أخصص له مساحة مما أقرأ


فوجئت بعقلية بارزة .. هذا الرجل فعلا عقلية بارزة جدا .. تعلم من الواقع و المقروء .. عاش و جرب و بعد ان عاش و جرب كتب .. فأتت كتابته في منتهي الجمال و الافادة .. و صياغته بارعة بارعة بارعة .. لا تعوض أبدا .. لا في العربية و لا في أي لغة أخري .. أسلوبه بديع .. و كتابته متأنية و حليمة بالقارئ .. و جميلة جدا .. سطور من الجمال .. و محتوي بالغ الافادة .. محتوي فيه تراكمات من الحكم و ثروة من التجارب و مجهود فكري غير طبيعي .. أعتقد أن هذا الكتاب لا يحتاج الي قراءة بسيطة بمعني مرور العين مع التركيز الذهني .. و انما يحتاج الي دراسة وافية مستوفية .. يحتاج الي دكتوراه كاملة في كل فصل .. اذ هو منطقي و سليم و مثير و مفيد .. أنا بصدد قراءته لأحاول أن أترجمه بقدراتي البسيطة .. ولكنه كبير .. و حقيقة دسم جدا .. ليس لأنه مشوب بالزوائد .. و لكن لأن كل صفحة بمثابة كتاب كامل الأركان .. و في هذا الكتاب و في الفصل الثالث منه الذي يتحدث عن العادة الثالثة للناس الأكثر فاعلية .. اصطدمت بجملة .. جملة صغيرة .. و لكني شردت فيها .. وجدت فيها تجسيدا كامل لأفكار كانت تائهة و كنت أبحث لها عن اطار يمكنني في التفكر فيها .. وجدت فيها ملخص احد متاعبي .. وجدت فيها حكمة تصلح لنظرية كاملة .. وجدت فيها اتجاه لو سرت فيه لارتحت كثيرا .. الجملة هي


Satisfaction is a function of expectation as well as realization.


أي بترجمتي المتواضعة

الرضا هي دالة من التوقعات و التحققات


ياااااااااااااه

لقد لخص هذا الكاتب في جملة واحدة جملة من المعاناة الانسانية للبعض .. اذ بلغة الرياضة و هي اللغة المفضلة لي


S=f(e,r)

where

S --> satisfaction

e--> expectation

r-->realization


أنا الآن أستطيع أن أفسر الرضا .. أن أحسبه و ألمسه .. الي حد كبير على الأقل .. بل أستطيع أن أرسمه رسما بيانيا اذا أردت و قد فعلت كما هي في الصورة .. و أستطيع أن أشرحه من وجهة نظري .. و هذه هي أهم خطوة لكي أستطيع أن أتفادي مؤلمات كثيرات


*


نيجي بقه للي أنا عايز أقوله بعد المقدمة الفيلم الكبيرة دي


*


ما هو تعريف الشخص الحساس .. هو الشخص الذي يضع توقعات عالية ثم يرتطم بتحققات أقل مما تصور فتنشط حساسيته .. و تتجسد على أوجه كثيرة .. كالحزن و الاحباط و التجنب و الألم و العزلة .. الحزن لأن ما وجده لم يماثل ما انتظره .. و الاحباط من معرفته بأنه غير قادر على تقليل توقعاته و لا استقبال تحققات أعلي .. التجنب وسيلة هروب يتفادي بها من الأساس وضع توقعات ليتجنب تأثير التحققات .. الألم ينبع من فشله في تقليل توقعاته و عدم ازدياد التحققات اضافة الي قصور في التعبير عن نفسه لأنه اذا عبر عن نفسه فهذا في حد ذاته يتوقع منه أشياء ربما لن تحقق .. مشكلة مكلكعة .. العزلة هي الطريقة التي يحافظ بها على نفسه تجاه توقعاته .. ازدياد كل ما سبق قد يؤدي الي اكتئاب تام .. و العوامل المؤثرة هما .. عدم قدرته على تقليل توقعاته .. و عدم قدرته على افشاء ما يجول في نفسه .. حساس بقه .. عبر لي أحد الأطباء النفسيين المخضرمين في مجاله أن الحساس في تعاملاته مع الناس كاليد المجروحة التي كلما اقترب منها أحد ليصافحها آلمته و سحبها على الفور .. و الحل من وجهة نظره .. تقليل التوقعات .. و عندما قرأت ما كتب ستيفن كوفي أستطيع أن ألخص شعور الفرد الحساس بأنه غير راض عن نفسه ولا عن الآخرين و لا عن مجريات الأمور .. بالطبع المشكلة تكمن في الحساس لا في الآخرين .. و الرضا داخل الحساس هو الذي يحتاج الي جهد جهيد .. ان الحزن و الاحباط و التجنب و الألم و العزلة و الاكتئاب هي اجتهادات .. و لكن اطار الرضا أشمل و أعم .. كما أنه يؤدي الي نفس النتيجة المرجو تحليلها .. وهي التوقعات و التحققات .. لذا أري اطار الرضا أوقع في التعامل من اي اطار آخر .. و الرضا معادلة اكتشفتها في الكتاب الذي ذكرته .. و هي دالة من عاملين .. التوقعات و التحققات .. اذا فهمت .. ارتاح الحساس لأنه سيجد أسلوب جديد و عملي و مفسر لتناول مشكلته


الرسم البياني يوضح أن هناك خطين يتقاطعان في المنتصف .. المحور س هو التوقع .. و المحور ص هو التحقق .. الخطان يتقاطعان عند المنتصف .. اذ أن المحوران يبدآن من الصفر بالمائة و ينتهيان بالمائة بالمائة و يتقاطعان عند الخمسين بالمائة .. يبدأ خط التوقع في أقل قيمه عند الصفر بالمائة و ينتهي عند أعلي قيمه أي المائة بالمائة .. و ضده يبدأ خط التحقق عند المائة بالمائة و يهبط حتي ينتهي عند الصفر بالمائة .. و للتيسير و التفسير و لامكانية التحليل .. قسمت ما نتج عن رسم الخطين و تقاطعهما الي أربعة مثلثات لكل خصائصه التي سوف أتناولها قريبا و موضحة في الجدول المرفق .. المثلث الأول شمال الرسم البياني .. المثلث الثاني أسفل الرسم البياني .. المثلث الثالث أيمن الرسم البياني .. المثلث الرابع و الأخير أعلي الرسم البياني كما هو موضح


*


أحب أن أعطي نبذة عن العاملين الأساسين و ربما أمكنني ايضاح علاقتهما بالحياة و تطبيقهما بعيدا عن حبسهم في المعاملات الرياضية


التوقع: المحدد الأول للرضا .. عندما تقدم على صنع أئ شئ لأي أحد فانك تتوقع منه رد .. معنوي .. ملموس أو محسوس .. كلمات ربما .. أفعال في أوقات أخري .. تنتظره بشغف .. تراقب من أمامك لتشاهد كيف سيتجاوب معك .. ان كنت فرد ذو حساسية .. سيعنيك الرد المتوقع الي أبعد مما تتخيل .. سيشكل لك العامل الأساسي للارتياح و التعامل مع نفسك و الحكم عليها و معالجتها فيما بعد .. و ان كنت ذو حساسية عالية .. فالطامة طامتين .. فان مستقبل أيامك بعد هذه اللحظة المنتظرة سيتشكل بعد رد من أمامك .. فاما أن يصلك ما توقعته فتسعد و تبتهج و تصتبغ أيامك بالبشر أو يأتي اليك رد فعل خارج توقعاتك فتتعثر أيامك القادمة .. و ان لا أبالغ اذ أقول أيام .. بل ربما تصل الي أسابيع و أشهر و أحيانا تغير سلوكيات تؤثر على العمر كله خاصة لو حدثت في الصغر .. الانسان الحساس شأنه كبير في المشكلة


التحقق: عندما تنتظر و ترتقب يحدث أماك تصرف معين محدد واضح و صريح .. يتحقق رد الفعل .. ينفذه من أمامك .. هنا تصطدم بالواقع .. اما بالسلب او بالايجاب .. عندما تنتظر ابتسامة فتجد من أمامك يضحك .. عندما تتوقع لمسة حنان و تجد استهزاء .. عندما تتوقع تقدير و تجد تجاهل .. عندما تنتظر حق هو لك فتجده غاب عن عمد .. التحقق هو المقابل لصنع قمت به و اما أن يأتي أكثر أو أقل أو متساو مع ما توقعت


*


بالنسبة للرسم البياني : المثلث الأول الذي أطلق عليه اسم الوهم


هذا المربع هو عين الخيال .. بعيد كل البعد عن الواقع .. ربما يكون له وجود في القصص الخيالية .. و الحب الأفلاطوني الأسطوري العابر للبحار و القارات .. اذا شاهدت الأرقام و تابعت الخطين تفهم ما أعني .. يقول هذا المثلث أنك اذا توقعت نسبة أفعال صفر بالمائة فانك ستجد تحققات بنسبة مائة في المائة .. أي عندما لا تتوقع أي شئ يأتي اليك كل شئ .. أي انك اذا كنت في محل عملك .. و نجحت في مهمة صغير .. تجد المكافأة ليست العلاوة التي تتمناها أو التقدير الذي ترنو اليه أو الشكر الذي تستحقه على عملك و لكن تجد فجأة و بقدرة قادر أنك قد عينت رئيسل للشركة .. و هذا أعلي من المحال .. ثم ان عدم منطقية هذا المثلث أيضا يأتي من أنك كلما ارتفت نسبة توقعاتك قلت نسبة التحققات .. بالرغم من أنها تحتفظ بفارق كبير ايجابيا .. أي أنك عندما تسلم مهمتك التي أديتها بنجاح كما في المثال السابق .. و لم تتوقع شيئا .. عينت رئيسا للشركة .. و ان توقعت تقدير ملائم لمجهودك .. عينت رئيسا للقسم فقط .. و ان توقعت تقدير ملائم و شكر جميل حظيت باحتفال و اهتمام أكبر من التقدير و الشكر الذي تنتظره .. و ان تمنيت التقدير و الشكر و الاهتمام .. حظيت بعلاوة بحفاوة فحسب


*


المثلث الثالث : الواقع


أحب أن أتحدث عن هذا المثلث قبل الخوض في باقي المثلثات .. لأنه النقيض لأول مثلث من جانب .. و من جانب آخر هو الذي سيشرح معني المثلثين الآتيين .. في أغلب الأحيان من وجهة نظري يكون توقع الانسان عالي .. خاصة اذا كان انسان ملؤه الحماس و اليفاعة .. مقبل على ما يفعل .. مريد للنتائج الطيبة .. فهو يصنع أي ما يصنع و يحمل توقعات عالية .. يحاول اتقان ما يصنع و حياكة أفعاله بكل الجودة المستطاعة .. و في المقابل يتوقع الكثير .. أو على الأقل يتوقع أمور عالية المقام .. هذا المثلث فيه أرقام التوقع عالية .. أدناها يعلو على الخمسين بالمائة .. و تقابلها قيم التحققات هادئة و قليلة .. فأعلاها يدنو عن الخمسين بالمائة .. و لكنه تسلسل منطقي .. اذا صنع الموظف العمل و أتقنه و أجاده و عرضه و هو ينتظر التقدير و الشكر .. وجد التقدير فقط .. و لم يجد الشكر .. الفارق البسيط بين التوقع العالي و التحقق الداني .. و كلما ارتفع التوقع أتي على حساب اشياء أخري .. فنتج عنه تحقق قليل جدا .. لدرجة أنه اذا مارس أحد عمله بكل التفاني الموجود في الدنيا و توقع الكثير و الكثير في المقابل .. قوبل بصفر في المائة .. لأنه في الواقع قد يكون تغاضي عن أمور لا تعنيه و لكنها تهم الآخرين .. كالوقت المنصرم في التفاني الذي يعد مضيعة للوقت للمتلقي .. و واقعية المثلث تكمن في أنه منذ البداية يبعد كل طرفين (التوقع و التحقق) من الخمسين بنسب متزايدة .. ففي البداية عندما يكون التوقع ستون بالمائة و يأتي التحقق أربعون بالمائة .. فهناك عشرة في المائة بعد بين الخمسين و التوقع و بين الخمسين و التحقق .. و تزيد الفجوة كلما زاد التوقع .. لذا الحكيم في الدنيا يقلل توقعاته و في المقابل يأتي التحقق بعيد بدرجة بسيطة عما يأمله فيستطيع التكيف عليه .. و هذا هو الواقع


*


المثلث الثاني و الرابع : الواقع الجميل و المثالي


من الجميل أن تعطي لأحد وردة فيردها لك بوردة .. و من المثالي أن تمنح أحد باقة أزهار عملاقة .. فيردها لك باقة أزهار عملاقة


من الجميل أن تكون في مشكلة و عندما تستغيث بصديق تتوقع منه أن يستر عليك و يفعل .. و لكن من المثالي أن تتوقع أن يشاركك حلها جذريا و يفعل


من الجميل أن تحب أحد و تتوقع أن يبادلك الحب و يفعل .. أو أن تتوقع منه أن يحملك داخل عينيه و يفعل


من الجميل عند مرضك أن تدعو الله في أن يجعل في الدواء الشفاء .. و من المثالي أن يجعل الله الدواء السبب في طرد المرض و عدم عودته مرة أخري


من الجميل أن تكد و تعمل و تتوقع ابتسامة امتنان و تجدها .. و من المثالي أنك كلما تعبت في عملك تجد التقدير المادي و المعنوي كما توقعت


من الجميل أن تحسن الي أحد و تتوقع ألا يسئ اليك في المقابل كما تتوقع و يفعل .. و من المثالي أن تحسن اليه فيحسن اليك أيضا كما تتمني


من الجميل أن تفعل الشئ و أنت تتوقع شئ قليل و تجده كما توقعته .. و من المثالي أن تفعل الشئ نفسه و تتوقع الكثير و تجده


هذان هما المثلث الثاني و الرابع


*


لمعادلة الرضا أبعاد كثيرة .. فتارة تتعامل مع أحد و أنت في المثلث المثالي و مع الاحتكاك تعدل تعاملاتك فينتقل الي المثلث الثالث و هكذا .. و لكن ما أريد توضيحه هو وجود الثلاث المثلثات هو البرهان أنه يمكنك أن تتنقل .. الأمر يا أخي الحساس يستدعي شجاعة التعبير عما تتوقع و المطالبة بما يتحقق .. يتطلب الأمر معرفة أساليب التعبير عن النفس أو (Assertiveness) كما يطلق عليها بالانجليزية .. وددت لو كنت فرغت من كتاب يتحدث حول هذا الأمر لكي أسرد لك ماهيته .. و لكن قريبا ان شاء الله .. و تحتاج الي الخفة من حدة اللوم الذاتي القاتل .. ذلك اللوم الذي يزن على أذنيك أنك مخطئ .. و أنك لا تستحق و أن الآخرون يجب أن يقرئوا ما في رأسك .. السر يكمن في أن الحالة التي أنت حبيس فيها ليست هي كل شئ .. انك أيها الحساس عالق في المثلث الأول .. مثلث الوهم .. و تظلم نفسك و من حولك .. أنت كمن هو محشور في بئر مليئة بالمياه العطنة .. تملأ أنفك الرائحة المقززة .. و تدعي أن العالم كله هكذا .. كلا .. العالم به أشجار و زروع و أزهار و ينابيع مياه عذبة و شواطئ لأخري مالحة و بريق لشمس ساطعة و نور لقمر مضئ .. أنت وحدك محشور في هذا البئر اللعين .. اخرج منه .. هذه هي الخريطة .. أمنحك اياها لتعلم أن هناك خارج مثلثك مثلثات أخري .. اسعي لها .. هيا


*


كل ما كتبت هو نتاج فكري البحت ومن الآخر اختراعي اللي انا مقتنع بيه .. لم يأتي من أي بحث علمي أو غير علمي .. مجرد وحي جملة في كتاب .. فقط لا غير .. كل من يقرأ له كل الحق بالاقتناع التام أو الناقص أو عدم الاقتناع من الأصل و حتي تفنيد كل ما كتبت .. و أرحب بكل الآراء .. وجب التنبيه

Wednesday, May 4, 2011

قالوا



الذين صنعوا هذه الثورة من الشباب هم طلائع طبقة وسطي مصرية جديدة .. بعدما انتهي أمر القديمة لأسباب لا تخفي على أحد .. وهم مؤهلون شأن كل طبقة وسطي مستنيرة .. لقيادة الوطن و الترقي به .. وهم لم يقودوا الناس لأنهم عثروا على فقط على أدوات اتصال جديدة .. و لكن لأنهم .. وهو الجوهري في كل ما جري .. عثروا على النغمة الصحيحة .. وهي التي تجاوبت معها الملايين .. و تحركت بها حتي صاغت هذه الثورة التي صارت جزءا من تاريخ العالم و ضميره .. مصر لم تتغير هكذا فجأة .. مصر استعادت ما كانت جديرة به



*



ارباهيم أصلان

Monday, April 18, 2011

عن العلاقات الزوجية : الجزء الثالث


لغة الحب الثالثة في الكتاب الذي أنا بصدده هو : تلقي الهدايا

*

الهدية كما يعرفها الكاتب هي ما يمكن أن تمسكه بيدك و تصيح قائلا .. انظروا .. انه كان يفكر في .. انه تذكرني .. و ذلك لأن الهدية لا تأتي الا نتيجة لهاتين الفكرتين .. لابد أنك تذكرت أحدهم لتجلب له هدية .. او جال في فكرك أحد فقررت احضار هدية له .. يقول الكاتب ان الهدية رمز .. ليس من الضروري حساب قيمتها بما تكلفت للاتيان بها .. القيمة تكمن في تجسيد التذكر أو التفكر في صورة اقتناء هدية و اعطائها للمهدي اليه .. الهدية على هذا المنوال تحتسب رمز للحب عندما يتلقاها صاحبها

يضرب الكاتب مثال الغلام أو الطفلة التي تعود الي منزلها بعد المدرسة فتقتطف لأمها وردة صغيرة و تمنحها اياها .. الوردة في حد ذاتها ليس بالضروري أن تكون أزهي وردة على وجه الأرض .. بل ان الام نفسها لو مرت بنفس الحديقة و شاهدت نفس الوردة لن تتحرك فيها اي مشاعر بقدر ما تحركت لديها كل مشاعر الحب عندما تم اقتطافها عن طريق ابنتها .. الام يصل اليها في هذه الحالة الشعور بالحب .. و هذا هو الرمز الكامن وراء الهدية مهما بلغ صغرها .. و يبرر الكاتب ان تلقي الهدايا احساس عميق و دفين لدي الانسان بدليل اشاعة عادة منح الهدايا من الاطفال الي أباءهم و أمهاتهم

الهدايا أشكال و أنواع و أحجام و أثمان .. بالنسبة لأهل هذه اللغة تكلفة الهدية ليست محط الاهتمام .. الا اذا لمم تتوافق مع الامكانيات المعروفة .. فاذا أعطي صاحب ملايين هدية لزوجته تقدر بجنيه .. فالتساؤل سيدور حول تكلفة الهدية .. هل هي رمز للحب أم لصفة بغيضة أخري .. أما لفرد عادي دخله محدود فهدية بجنيه تعادل الملايين من الجنيهات لأنها تؤكد الحب

و لمن يشتكي من الجهل التام بهذه اللغة و يكتشف ان شريك حياته لغته الأولي هي تلقي الهدايا .. فيطمئنه الكاتب بأن هذه اللغة هي أسهل اللغات في التعلم و التطبيق .. و الخطوات العملية لتعلم هذه اللغة و العمل بها يسردها كالتالي .. اولا: قم بتدوين كل الهدايا التي تذكرها شريكة حياتك بجماس .. دون الهدايا التي تذكر أنها ستسعد لو أعطيت لها .. ثانيا: هناك اختيار سهل يكمن تطبيقه و هو اللجوء الي صديق مقرب من العائلة لمعرفة ما يبهج شريكة حياتك و قم بتدوين المعلومات المطلوبة .. ثالثا: قم بمحاولة اختيار الهدايا بنفسك .. و امنحها لشريك حياتك بلا مناسبة .. نعم بلا مناسبة .. أهل هذه اللغة يحبون تلقي الهدايا بلا مناسبة لأنها تجسد الحب .. ملحوظة: اذا اجتهدت و بان هذا الاجتهاد و لم يعجب شريكة حياتك الأغلبية من هداياك فاعلم لغة شريكة حياتك ليست هي هذه اللغة .. أي أن حبك لها لا يتجسد في الهدايا

أما اذا كانت من أهل هذه اللغة .. فعليك أن تعيد التفكير في أولويات انفاقك .. لأن كل منا ينفق نقوده طبقا لمشاعر معينة .. فتارة يقيم جهة للصرف و تارة لا يقيم جهة أخري .. و هناك من يزيد احساسه بالرضا و السرور عندما ينفق و هناك من يمثل له التوفير السعادة نفسها .. ان كنت من أول نوع فلن تجد مشكلة تذكر في شراء الهدايا لشريكة حياتك .. أما اذا كنت من النوع الثاني فسوف تجد معاناة نفسية و مقاومة عاطفية عند أوقات الشراء .. ربما يمثل لك التوفير الأمان النفسي لك .. ولكن عليك أن تأخذ في الحسبان أنك عندما تشتري الهدية لشريكة حياتك فانك أيضا تشتري لها الأمان العاطفي .. و أنك ان جاهدت و عانيت و تكبدت المشقة لمخاطبة حبك لها بلغتها .. فتأكد أنها ستتصرف بنفس الطريقة

ككل لغة هناك لهجات .. احدي اللهجات في هذه اللغة هي هدية التواجد .. أن تمنح نفسك لها عندما تكون في حاجة اليك .. هي هدية غير ملموسة و لكنها أكثر أثرا من أي هدية ملموسة .. يضرب الكاتب مثلا بزوجة أمريكية أثناء ولادتها .. كانت تشتكي من غياب زوجها بعد لحظة الولادة .. قالت أنه بعد الولادة اختفي و علمت أنه اتجه الي مكان حبه الأثير .. ملعب الباسكتبول .. تستاء الزوجة كثيرا من غياب زوجها .. رغم أنه كان موجود أثناء الولادة و لفترة كافية للاطمئنان على مستقر الرضيع في المستشفي و للتأكد من سلامة كل الاجراءات .. الا أن الزوجة كانت ترغب في تواجد زوجها الي جانبها أكثر من ذلك .. كانت لحظات قيمة و كانت تود لو شاركها زوجها .. ولكنه اختفي .. ربما يرسل هذا الزوج آلاف الأزهار و مئات الهدايا الملفوفة بعناية ولكن هذه اللحظة تجتاز قيمتها كل ما سبق .. هدية تواجده هي الأثمن لها .. وعندما سألها الكاتب في لقاء استفسارا هل هي تعتقد من هذا الموقف أن زوجها لا يحبها .. ترد الزوجة بثقة .. كم موقف تريدني أن أحكيه غاب فيه الرجل لهثا وراء مباريات الباسكتبول .. أقرب موقف يوم وفاة والدتي .. حضر المراسم الرسمية و فور انتهاءها اختفي مجددا .. لا أصدق ما يفعل .. ان أهلي كلهم و أصدقائي كلهم و جيراني كلهم يحيطون بي ماعدا هو .. كان يحيط اللاعبين في الباسكتبول .. واجه الكاتب الزوج بهذين الموقفين .. قال الزوج مبررا أفعاله .. أنه كان في منتهي الابتهاج يوم الولادة .. و بعد ان فرغ من الضروريات سارع الي اصدقاءه الذين يشاركونه مشاهدة المباريات و زف اليهم الخبر بمنتهي السعادة .. كنت أظن أنها ستفخر مثلي عندما يعلموا أننا رزقنا بوليد جديد .. و بالنسبة لموقف وفاة والدتها .. هي لم تحكي لك كم ساعدت اهلها في المستشفي قبيل الوفاة و كم كنت عون لها في البيت .. و عندما انتهت مراسم الوفاة كنت في حاجة الي متنفس عن التوتر الذي لبثت فيه فترة من الوقت .. و الباسكتبول يزيل توتري و هو فعلا متنفسي .. كنت أظن أنها ترغب لي الراحة و لا تمانع في أن أحصل على راحة بعد كل ما فعلت .. أنا أعتقد اني اتصرف كأفضل ما يكون .. و مع ذلك هي لا تنسي المواقف كلها .. و تزعم أني أحب الباسكتبول أكثر منها .. و هذا لا يصدق و غير سليم .. بل و سخيف .. يحلل الكاتب هذا الموقف بأن الزوج مخلص و يحب زوجته بالفعل .. و لكنه فشل في مخاطبة زوجته بلغتها .. فشل في التواجد الفعلي في أوقات الأزمات .. و هي من أهم اللهجات و أساس الحب لأهل هذه اللغة .. و رغم كل ما يفعل فان زوجته لن ينتقل اليها شعوره بالحب تجاهها

يحض الكاتب في النهاية من يقرأ كلامه و وجد أنه من أهل هذه اللغة أن يبلغ شريك حياته بكالم الواضح المباشر أنه يريد و يحب أن يتلقي الهدايا .. كما يحض على من يسمع من شريكة حياته رغبتها في أن يتواجدا سويا في ظرف معين أن يأخذ كلامها على محمل الجد .. اعطاء الهدايا تعود جذوره الي الاعطاء و المنح وهو روح كل لغات الحب .. ولكن لأهل هذه اللغة منح الهدايا الحسية الملموسة هي الحب ذاته

Monday, April 4, 2011

قالوا


لم أستطع أن أتراجع .. حين تكون طيبا مثلي لن تتراجع .. ثم ان هناك نوعا من السعادة .. يتسع داخل الانسان فجأة .. فيجعله لا يري أكثر مما أمام عينه

*

ابراهيم عبد المجيد



Saturday, March 26, 2011

عن العلاقات الزوجية : لغات الحب الخمس الجزء الثاني


لغة الحب الثانية : الوقت المخصص بكامل الاهتمام سويا

نعم الترجمة طويلة لأن الأصل الانجليزي أجمل

Quality Time


و ترجمته الدقيقة العربية الدقيقة خارج قدراتي فسامحوني


*


آفة معظم الرجال .. و طبيعتهم الدفينة تملي عليهم أن يكونوا موردين كفء لعائلاتهم .. و لكن رغم الأوقات المنقضية في العمل .. و العناء المبذول في الكد ليل نهار .. يكتشف الازواج أن زوجاتهم غير راضين عنهم .. و السؤال الطبيعي المحتم .. هل ما يفعله الزوج مزعج .. و الاجابة المتوقعة .. بلي .. هو يتعب كثيرا من اجلنا .. و لكن هذا لا يكفي .. فينخرط الزوج في عمل أكثر .. و ينهمك في مهام أكبر .. و يزداد انزعاج الزوجة .. السر يكمن في الآتي .. أيها الزوج عملك الأساسي في بيتك .. قد تكون بارع في عملك .. و محفزك الوحيد هو الحفاظ علي حياة هانئة لأهلك و خاصة تلك الأنثي التي وقعت في حبها .. و لكن الحقيقة المؤلمة لك .. أنت مطلوب في البيت .. مهما علا شأنك و عظم مجدك .. طالما أنت بعيد عن البيت بصفة مستمرة .. فزوجتك لا تشعر بالحب .. نعم هي ممنونة لك بكل ما تنفقه من وقت .. و ستشكرك على الدوام للمستوي المعيشي الذي تكفله .. و لكن لن تجد كل هذا الشكر يأتي من ثغر مبتسم .. و ستحار أبدا .. انها تريدك أنت .. هي تريد .. و بمنتهي البساطة .. العناية المباشرة .. التركيز عليها .. منح الوقت المخصص لها .. و لها فحسب

انفاق الوقت المخصص بالكامل معا سويا .. هو الوقت بكامل الاهتمام لها فحسب .. و غير مقصود مثلا مشاهدة التلفزيون سويا .. لأن بهذه الطريقة الاهتمام يكون منصبا على ما يشاهد و ليس عليها .. ولكن المقصود هو اطفاء التلفزيون و الجلوس سويا .. العين في العين و اللسان يخاطب الاذن .. منح الآخر الاهتمام غير المشتت .. و يكمن سر هذه اللغة في منح الوقت للآخر .. الوقت الذي عندما يوهب للغير .. لا يسترجع و لا يعود مهما حاول المرء .. و هذه لغة من اللغات القوية الشائعة بالخصوص عند النساء

يشتكي بعض الرجال من صعوبة تنفيذ هذه اللغة و التحدث بها .. فالبعض يحتاج للوقت لبذله في العمل .. يكون لديه طموحات في حياته و اطروحات لمستقبله و تصورات لمسار عمره .. كيف يجد الوقت لتقضيته معها .. و الاجابة المحتمة .. هل تريد الصعود و الوصول بدون شريكة حياتك .. هل تريد التمتع بالمكاسب وحيدا .. بالطبع لا .. اذا أين أجد الوقت .. و الاجابة المنطقية .. لا شك أن رجل مثلك صانع قرار جيد و منظم لوقته بمهارة و الا لم يكن ليكون له موضعه في عمله .. أنت تستطيع أن تنظم وقت سويا .. أنت قادر .. و خاصة أن المشاركة مهما تنصلت منها جزء من تكوينك

و هذه اللغة تتمحور حول التواجد سويا .. و ليس التواجد بالقرب من بعض .. فالزوجين اللذان يجلسان في غرفة واحدة .. يجلسان متقاربان .. و ليس سويا .. أي كل واحد منهما منشغلا في أمر .. و لا يوجد عامل الاهتمام .. فهناك من الازواج و الزوجات من يعتقد ان التواجد في مكان واحد متقاربان أي يري كل منهما الآخر .. معناه أن يقضيان الوقت سويا .. و هذا خطأ كبير .. فالزوج المتواجد في شقة واحدة مع زوجته .. هو يجلس على الكمبيوتر و هي تمارس أعمال في المطبخ قد يستمران على هذه الوتيرة لساعات .. و لكنهما لم يقضيا وقتا سويا .. بينما اذا جلسا على كنبة واحدة لدقائق سيشعران بالقرب و ستتجلي كل العواطف بينهما .. و الشرط أن يكونا سويا .. أي لا يجلسان على كنبة واحدة هو يشاهد التلفزيون و هي تتحدث في التلفون .. في هذه الحالة يغيب عنصر الاهتمام .. رغم تواجدهما في مكان واحد في وقت واحد

تترجم هذه اللغة عند متحدثيها .. أن قضاء الوقت سويا معناه .. ان هناك اهتمام .. ان هناك متعة في قضاء الوقت سويا .. ان هناك حب في التواجد معا سويا

هناك لهجات في هذه اللغة .. اكثر اللهجات شيوعا هي الحوار سويا أو

Quality Conversation

أي الكلام المتبادل بين اثنين عن الخبرات و الافكار و المشاعر و الرغبات في جو من المودة بدون تشتت .. تستطيع ان تتعرف على اهل هذه اللهجة بسهولة .. كل ما عليك هو مراقبة شكوي الازواج او الزوجات .. من تجده يقول ان الطرف لاآخر لا يتحدث .. تعرف أنه من أهل هذه اللهجة .. لأن هذه الشكوي لا تعني أن أي من الطرفين أبكم غير قادر على النطق .. و لكنها تعني أنه لا تواجد فيما بينهم لهذه النوعية من الحوار .. و لأهل هذه اللغة و هذه اللهجة .. غياب هذا الحوار يؤثر بشكل كبير على الشعور بالحب لديهم .. و لكي لا تختلط اللغات عليك و أنت تقرأ .. فاللغة السابقة "كلمات توكيد المحبة" تعني بما يسمع .. أما هذه اللغة فتعني بما يقال .. و العلاقات بوجه عام مرتبطة بالاستماع و التفهم .. سواء كانت حب أو صداقة أو حتي أبوة أو أمومة .. و للأسف نحن نستطيع التفكير و التحدث أفضل بكثير مما نستطيع أن نستمع .. و الاستماع و اكتساب هذه المهارة قد يكون شاق شأنه شأن تعلم لغة جديدة .. و لكن تعلمها ضرورة اذا اردنا ان نكون محبين و نوصل للطرف الآخر أننا نحبه .. و ضرورة أكثر اذا كان شريك حياتك من أهل هذه اللغة

كاتب هذا الكتاب يقول أنه في السوق متوفر بغزارة كتب و مقالات تصوغ طرق لتعلم الاستماع .. أما هو فيحب أن يطرح ثلاثة خطوات عملية للاستماع يري أنها مفيدة .. أولا .. حافظ على النظر المستمر الي شريكك أثناء الحوار .. هذا يساهم في عدم تشتت العقل و يبرهن على الاهتمام .. ثانيا .. انصت للمشاعر .. فوراء كل حديث شعور محدد يدفع الحوار .. عندما تجد الاجابة .. قل لشريكك أنك تشعر أنها كذا و كذا .. هذا أيضا يبرهن على الاهتمام .. و يعمق الحوار و يزيد الاطمئنان .. ثالثا .. راقب لغة الجسد .. لأن الحوار قد تعتقد أنه يسير في اتجاه و تستنتج من لغة الجسد أنه يريد السير في اتجاه آخر

كذلك من أهم العناصر في الحوار سويا ليس الانصات باهتمام فحسب .. و لكن الكشف .. عنصر أساسي للحميمية و التقرب هو الكشف عن الذات .. كلما كان الكشف أكثر كلما أحس الطرفين بالقرب أكثر .. و خاصة الكشف عن الافكار و المشاعر .. و ربما يعجز الكثيرون عن الكشف لأسباب عديدة .. فمن الناس من نشأ على عدم التعبير عن آراءه .. أو الخجل من مشاعره و كبتها لنفسه .. لذلك يقترح الكاتب فكرة عملية للتغلب على هذه المشكلة .. يقول أنه في استطاعة أي فرد أن يحمل نوتة صغيرة يكتب فيها طيلة اليوم بما يشعر و يفكر ثم في نهاية اليوم يناقشها مع شريكه .. أو عندما يجلس مع شريكه يعتمد على ذاكرته و يحاول جاهدا أن يتذكر بما كان يشعر و يفكر في الثلاث ساعات الماضية و يناقشها بانفتاح .. هي عملية قد تتطلب مجهود .. ولكنها مجزية

و يختتم الكاتب باظهار لهجة أخري في هذه اللغة هي ممارسة انشطة سويا أو

Quality Activities

و تحتوي هذه اللهجة على مهام واضحة .. هي معرفة ما يحب الشريك أن يفعل .. الحرص على وضع وقت لفعله سويا .. ثم بالفعل ممارسته .. الفكرة ليس فيما تمارسانه .. و لكن الفكرة هي لماذا تمارسانه .. و الاجابة هي .. لاثبات الحب لشريكك .. قضاء الوقت سويا في مودة و باهتمام و بلا تشتت


Sunday, March 13, 2011

قالوا


There are very few moments in our lives where we have the privilege to witness history taking place. This is one of those moments. The people of Egypt have spoken. Their voices have been heard. And Egypt will never be the same again.

*

ترجمتي

لحظات قليلة في عمرنا نحظي بها بشرف رؤية التاريخ يتشكل أمام أعيننا .. هذه احدي اللحظات .. المصريون تكلموا .. و أصواتهم سمعت .. و مصر لن تكون كما كانت مجددا

عن ثورة 25 يناير


لقد قرر الرئيس محمد حسني مبارك التخلي عن منصبه

*

و أخييييييييييييييييييييييييييييييرا

*

مشاعر عديدة انتابتني بداية من الشك و الاستهزاء حتي الحرية و النصر .. ما بين 25 يناير و ما قبلها حتي 11 فبراير و ما نعاصره عبارة عن أحداث لو كنت مررت بها في كتاب .. لكنت ضحكت و قهقهت .. و لخلدت للنوم يومها أتساءل لماذا لا يقوم المصريون بتحقيق هذا الخيال الجامح

الا أن هذه الأحداث فاقت الخيال الجامح .. بل أجازف و أعتقد أن بادئي هذه الثورة العظيمة نفسها لم يتخيلوا أن ثمارها ستحقق و تجني أمام أعينهم .. أما بالنسبة لي .. فأومن بأن الفضل كل الفضل يرجع الي مجموعة من الشباب المجهول حتي الآن الذين قادوا هذه الثورة و حركوها و فتحوا بابا لمصر جميعا و دخلنا نحن من وراءهم .. كما أنني بدأت أكتب مرثية للمأسويات التي شاهدتها قبل يوم التنحي و عايشتها حزنا و ألما على ما وصلنا اليه من تخويف للآمنين .. أما الآن و بعد أثمن مكسب كان من الممكن تحقيقه ألا و هو رحيل مبارك .. أستطيع أن أركن الي الكرسي و البلوج لأدون رأيي في كل ما حدث و يحدث و سوف يحدث .. و أقسم رؤيتي الي خمسة مراحل أتلوها في التدوينة الحالية

*

بداية .. وقبل أي فرحة أبديها و أخطها .. أكتب الفاتحة لكل من وافته المنية في هذه الأيام السابقة

أعوذ بالله من السيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

الرحمن الرحيم

مالك يوم الدين

اياك نعبد و اياك نستعين

اهدنا الصراط المستقيم

صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين

آمين

عزائي الي كل أهاليهم

كما أني أقدر حزن و ألم بل و نقمة البعض على هذه الثورة .. لأنهم تضرروا على مستوي شخصي .. منهم من فقد عمله .. و منهم من قل راتبه .. و منهم من تعرض لكل ما هو سلبي و مباشر على مصلحته الشخصية المباشرة .. أقدر مشاعركم

*

المرحلة الأولي: الغليان و الاحتقان
لعقود و سنوات و أسابيع و أيام و الشباب يموروا بداخلهم بغليان صامت .. محاولة تلو الاخري للتحريك .. محاولة تلو الاخري للاحتجاج .. تنظيم وراء تنظيم للاعتراض .. للرفض .. اعتصام .. اضراب .. مظاهرة .. اختلفت طرق التعبير عن الغليان و الاحتقان و النتيجة كانت واحدة .. التفريق الجبري بالقوة .. و عودة الامور الي عهدها .. ان لم يكن لأسوأ .. صارت هذه البلد مش بلدنا .. و صدرت بعض الافلام التي تناولت الامر بسخرية أشهرهم عايز حقي لهاني رمزي و رامي الاعتصامي أحمد عيد .. أما أن يتخيل أحد ان ما كان سيكون .. فأمر خيالي .. اذ كان من الشائع أجواء تحذر من الاساءة الي شخص الرئيس من قريب او بعيد .. و الرضاء بوجوده الي الأبد و ابنه .. و ساد التذمر الشديد من الفساد الاداري المروع الذي استشري في كل شبر في البلاد .. و لكن ما الحيلة .. و هبط علينا اختراع الامريكان الفيس بوك ليشير الي ان الالاف من المصريين يفتشون عن متنفس للتعبير عن أنفسهم المدفونة تحت ركام الكبت و القهر .. صور من الغليان بانت على منشئي الجروبس .. و أشكال من الاحتقان تشكلت كلما حدث حادث انتهاك من الداخلية للمواطنين الابرياء .. او بعض من أهل "انت ما تعرفش انا ابن مين" للبسطاء .. او بعض رجال الاعمال الذين كادوا يحتكروا مصائرنا .. او بعض السياسيين الأبديين الذين استولوا على مقاعد و لم نكن نجرأ على تخيل أنهم راحلون عن المقعد .. او مبادرات التعذيب في الاقسام للضعاف .. او الاعتقالات العشوائية و السجون المكتظة بسجناء الرأي و كل من يخالف هوي الحزب الوطني .. او الفوز الساحق لكل من يفهم اللعبة صح في انتخابات .. او تصدير أهم مادة خام لأسوأ كيان دولي عرفته التاريخ .. او انعدام العدالة الاجتماعية .. او سقوط جموع من الشعب تحت خط الفقر .. او عطش سكان يعيشون في بلد فيه نهر النيل .. او جوع أناس يعيشون بجوار ارض زراعية .. او تعري البعض لاتباع سياسات القطن الامريكي .. او التردد قبل كل قرار انتظارا لرضاء كل البلاد .. كنا مهانين و أتباع و منهوبين و مستغفلين بحق .. و تم استئصال العزيمة منا بأسلوب حكومات مبارك المتعاقبة "القرص من لقمة العيش" .. هذه السياسة التي كبلت كل المصريين .. فمن المعروف أنه من حاول التعبير عن رأيه .. فلن يعود الي دياره و وراء الشمس منتهاه و سوف يضيع كل من يعول .. فاتجهت غريزة الناس الي الاستكانة و الامن بعدا عن الجوع و التشرد .. و مع ذلك ظل الاحتقان و الغليان فيروسان يتناميان ببطء داجل الجميع

*

المرحلة الثانية: الغضب و الانتفاضة
اول ما سمعت عن الثورة العظيمة كان من شاب يصغرني بعدة أعوام ( انا في الخامسة و العشرين من عمري) قال بمنتهي التلقائية "جي الجمعة ثورة" و كان في عينيه بريق لامع يتنبأ بكل ما حدث الا اني رفضت تصديقه .. انا اقر و اعترف انني منذ بداية كل ما يحدث حتي جمعة التنحي لم أتوقع ابدا ان يحل عن سمانا مبارك .. الا انه يوم الجمعة حدث الحدث الجلل العظيم .. لقد تضافرت الظروف كلها لصالحنا .. فمنذ أيام ثارت تونس على نظامها (و اشعر بغير شديدة من تونس لأنها صاحبة المبادرة و ليس مصر) و أسقطته و لم أخذنا وقتا لنستوعب ما فعلوه .. هل فعلا ممكن نتحرك لنسقط نظام .. و النكتة الأشهر وقتها عكست كل هذا .. تونس اختارت حريتها و مصر اختارت شيبسي بالجمبري .. الا ان الغاضبون و المحتقنون ساروا بعزيمة لم تثبطها رخاوة أمثالي في التصديق .. و سمعنا و لأول مرة منذ أن ولدنا عن ثورة شعبية .. و هياج عام لشباب .. و مطالب بالتغيير .. الكلمة البعبع .. التغيير .. الكلمة غير المباشرة للرحيل .. سمعنا عن ميدان التحرير الذي تحول الي ميدان عراك شديد الضراوة .. نتابع من سقطوا و فروا .. تحولت مصر الي زعقة واحدة تعلن عن سخطها و غضبها .. الفضل كل الفضل لمجموعة الشباب الابطال الذين فتحوا لنا باب و دخلنا جميعا من وراءهم .. باب تحديد المصير .. و توالت الايام و ميدات التحرير تنصب فيه الخيم و يزداد زواره و مريديه .. حتي تحول الي مزار .. و ملء بالثوار .. و ارتفعت النداءات و انتشرت الميكروفونات و علا الصياح .. و شارك الجميع .. من أقل فئة الي أعلي فئة .. و نبت داخل الناس احساس جديد بأن البلد اللي مش بتاعتنا عايزينها ترجع لنا .. و ساد الغموض .. و طلع علينا مبارك بمجموعة من الخطابات المستفزة الحارقة للدم المسيلة لدموع الحسرة .. و ذات يوم أعلن عن تغيير الحكومة .. ذهلت و صعقت .. هل لأننا تجمعنا فعلا نحن حققنا نصرا ولو بسيطا .. اذا لنبقي حتي يرحل هو و اتباعه .. لقد شعر المصري بأن له ابن تلاتة لزمة .. و استمر الشعب العظيم في ثورته حتي قدم للعالم مثل حي في الثورة النظيفة .. و قد كان لي الشرف أن أكون عدد يزيد من أعداد المتجمعين في التحرير يوم جمعة التنحي لأري بعيني حضارية المصري و أخلاقه الرفيعة و أصله العظيم و تطوعه المتواضع و ابداعه المضحك و تصرفاته المشرفة

*

المرحلة الثالثة: الترويع و التكاتف
فيما بعد فهمت ان حملة الترويع كانت مخططة و اسمها ترويع الغلبية الصامتة .. و هي عبارة عن الافراج المقصود عن كل العناصر الخطرة لتهدد الفئة الصامتة التي عندما تشاهد الثوار ستنضم لهم .. و لكنها كانت مرحلة انسانية عظيمة عظيمة عظيمة .. لا توجد كلمات توصف هذه الايام .. عندما نزلنا الي الشوارع لنحمي أعراضنا و أهلونا و ذوينا .. كانت ايام شرف .. كل الجيران اتحدوا و نظموا انفسهم ليحموا منطقتهم .. تكاتف لا تراه يحدث الا في الافلام الحالمة .. حدث و بمنتهي الجمال .. كل من كان متغيب عن مصر في هذا الوقت و لم يشهد هذه الايام .. أقول له فاتك بجد نص عمرك .. عندما يمر بك الجيش بدبابته الكبيرة و يحييك انت المواطن الضعيف الذي يخيفك سيرة السلاح و يخاطبك بقوة و يأمرك بأن تشاركه في السيطرة و الحفاظ على الامن و الممتلكات .. كانت لحظات جميلة .. أنت الكمين .. أنت من تفتش عن الرخص و البطاقات الشخصية .. انت صاحب الأمر و النهي فيمن يسير و من يقف و من تسلمه للجيش .. انه رباط أتمني أن نحصل جميعا على ثوابه عند الله

*

المرحلة الرابعة: التنحي المعلن و الرسمي
أقول المعلن لأنه في اعتقادي تنحي قبل أن يعلن .. عندما انعقد المجلس العسكري و لم يشارك فيه و هو القائد الأعلي للقوات المسلحة .. و عندما أعلن التنحي عمر سليمان و ليس هو

لقد


تنحي


محمد حسني مبارك


الجمعة الحادي عشر من فبراير عام ألفين و احدي عشر


يااااااااااااااااااااه .. راحة نفسية عجييييييييييييبة .. لقد أسقط شعب تجمع في ميدان رئيس رخم .. ان محمد حسني مبارك لا شك بدأ رئيسا جيدا .. أنور السادات مش أهبل .. لقد اختاره لكفائته و تفانيه في العمل .. و الحق يقال لقد تسلم الرئيس البلد في حالة من المقاطعة الرسمية مع جميع الدول العربية .. و تسلمها بعد حرب اكتوبر بلا بنية تحتية .. هو الذي قاد الصلح مع الدول العربية و هو الذي أنشأ البنية التحتية .. لذلك حزن الجيل الكبير لرحيله لأنه شهد انجازات هذا الرجل .. أما نحن .. فشهدناه يتحكم في المصائر و يعتقل من يخالفه الرأي و بنهب البلد و يتصرف على كيف كيفه و كأن البلد عزبة أبوه و اللي جابوه .. لقد زهقنا و تعبنا و صارت أكبر احلامنا رؤية اي واحد جربان ماسك مصر غيره


و أقول أنه تنحي رسمي لأن لدي شكوك حتي الآن أن مازال له صلة بالحكم .. أي بطريقة غير رسمية .. و الله أعلم


*

المرحلة الخامسة: الحكم العسكري لمصر

ان كل معاني النبل و الرقي تمثلت في القوات المسلحة المصرية .. نراهم يحيون الشهداء .. يقيلون الوجوه القديمة .. يتحركون بقوة لتعديل الدستور .. يحرصون مرارا و تكرارا على انتقال السلمي للسلطة .. نراهم حتي ينظمون المرور .. يأمنون المناطق التي تشوبها الفتن الصارخة فورا .. نحن نري القوا ت المسلحة كفرسان بلادنا .. رغم تعجبي الشديد من هذه المواقف النبيلة الا ان كل التحية و الاعزاز لهم .. و يشتكي البعض من أننا تحت حكم عسكري .. اذ يقابل المشير طنطاوي و يلتقي بالرؤساء الاجانب و يستقبلهم بنفسه .. و يقلق الجيل الكبير من هذا الحكم العسكري لأنهم ذاقوا من مرارة مساوئهم أيام انتفاضة الجيش و انقلابه على الحكم ايام عبد الناصر .. الا انني متفائل رغم حذري .. و أدعي أننا تحت حكم عسكري شيك .. طنطاوي رئيسنا و حظر التجوال مازال مفروضا و لكن بلا همجية و غطرسة "احنا اللي معانا سلاح " بل هم يتضافرون معنا في اهدافنا .. و يكفينا اطمئنانا كلامهم في البرامج و خطواتهم الجادة العملية


*
المرحلة السادسة و ما بعدها

اعتدت ان اكتب عن اي حدث سياسي في مصر بعد ان ينتهي و بعد ان اقرأ التحليلات و أفهم رأي العوام أمثالي .. الا ان هذه الحالة غير .. هذه الثورة لم تنتهي .. و لن تنتهي .. انها مصر جديدة .. لقد صنعنا بأيدينا تاريخ سوف يدرسه الدارسون في المدارس و الجامعات و شتي بقاع العالم .. اننا محظوظون .. لقد انتابني شعور قوي بأني مساهم في هذا البلد .. و أحمل من مسئوليته بمقادري الشخصي .. و أن مصر ستتشكل أخيرا حسب صوتى و صوت الآخرون .. ان القصة لم تننتهي .. و لكنها تبدأ .. من رئيس مصر القادم .. ما سياسة مصر القادمة تجاه اسرائيل .. لا أدري .. لا أستطيع أن أتنبأ .. و لكني سأشاهد و أصنع الاجابات .. و هذا يكفيني و يغنيني عن كتاية الآت


تحيا مصر


:)

قالوا


أيها الماطنون .. في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد .. قرر الرئيس محمد حسني مبارك .. تخليه عن منصب رئيس الجمهورية .. و كلف المجلس الأعلي للقوات المسلحة لادارة شئون البلاد

Friday, March 4, 2011

أقول


Wanna be a man

for only her

her superman

Wanna be a hero

in my own eyes

i unique guru

Wanna have my castle

a small appartment

filled with joy

wanna have the posture

the shape

the fine muscle

Wanna restore my will

my appeal

my tendancies

n yes o yes

i will

Wanna live my day

with a great outcome

with a sincere heart

with tears

why not

but the happy ones

with large commitment

n when i sleep

hip hip HURRAY

Wanna look in the mirror

be proud

be thankful

be grateful

be smiling

Wanna die

well, someday i will

HAPPY

cuz i left wat i wanna leave

did wat i wanna do

cared for whom deserved

performed my duty

reached my top limits

earned my honor

i will die

feelin fresh inside

happy on the outside

will end to start

from plaesure

to pleasure

Wanna be

Can be

I WILL

Saturday, January 1, 2011

عن لغات الحب الخمس



People speak different love languages...


سأاني رجل كبير صاحب أعمال كان يود أن يفسح لي مكانا لأجني منه مالا .. قال ما الذي تحسن صنعه .. تفكرت قليلا .. و احترت كثيرا .. ما الذي أتقنه حقا لأغريه به .. ليشعر انه اذا ما منحني الوظيفة سيكون مكسب له .. تفكرت ما هي نقاط القوة لدي من أعرفهم .. و لكوني أرغب في ان اكون صادقا معه منذ البداية .. صارحته .. لا أدري .. هناك من يتميزون في المتابعة .. اعطهم هدف و اتركهم كالمسعورين ليركضوا وراء كل الدنيا حتي يتحقق .. و هناك من يملك ملكة الابداع .. يفكر في الاتجاه الذي يستعصي الناس على الاتجاه فيه .. و يصل الي افكار لا توصف بأقل من العبقرية .. و هناك أناس لا يرغبون في جني أي شئ سوي المال .. من يعطي أكثر فله الولاء المطلق .. و هناك من يحب الدخول في امر خرب لينفخ فيه الحياة و يطوره من حيث يأس الآخرون .. و هناك أنا .. قارئ .. عندي افتتان بالسطور التي تحمل الكلمات .. أراها في تناسقها و صمتها آية من الابداع .. كالغروب الهادئ و المياه الزرقاء .. أحب قراءة الأدب .. لأنني أري الأدباء أكثر الناس نبلا و صفاء و نقاء بعد الانبياء و الصحابة .. و لأن الأدب عبارة عن غلالة شفيفة من الرقة المتناهية .. و أحب قراءة ما دون الأدب .. احترم كثيرا العنصر البشري .. و تفكيره و بحثه المستمر .. احب قراءة الكلام المعرفي المنطقي القابل للتطبيق .. فالحكمة ضالة المؤمن .. و كما قال لي احد اعظم الرجال الذين قابلتهم .. لم نبدأ منذ الصفر .. فلنكمل حيثما توقف الآخرون .. قلت مكاشفا .. احب القراءة .. و تطبيق ما اقرأ .. و أتمني ان هذا الكتاب الذي اعرض ملخصا سريعا له ان اطبقه

الحب

أثمن شئ .. و أهم شئ

الحب .. اعتقد ان الله لم يخلقنا الا لأنه يحبنا .. اذا نظرنا الي الجانب الكبير من صورة الانس .. أدركنا الآتي .. خلق الله الانس .. ليبتليهم .. ليحاسبهم .. ليدخل المثيب الجنة .. اذا بالاختصار .. خلقنا الله ليدخلنا الجنة .. هذا بالنسبة لي حب

الحب هو أثمن شئ تقدمه للحزين فيسعد .. للمهموم فيبتسم .. للحقير فيعلو .. للمحب فيرتقي

الحب هو الداء لأي دواء

مؤخرا تكثفت قراءاتي حول الاختلافات بين الذكر و الانثي في العلاقات الزوجية .. كيف يفكر كل بطريقته .. و كيف يخلق هذا الاختلاف في التفكير المشاكل .. و تعمقت بشدة .. حتي قرأت هذا الكتاب .. الذي يصف الحب بأنه لغات .. بعيدا عن ارتباطه بذكر او انثي .. لغات اذا فهمت .. زالت كل المشاكل .. تلخيصه السريع كالآتي

تتلخص فلسفة الكاتب في النقاط التالية .. أولا.. بأن كل منا و هو ينمو بين أهله قد تشرب من لغتهم لغته .. و فقه من تعاملاتهم تعاملاته .. فاذا كانوا من متحدثي العربية .. نطقنا بالعربية .. و اذا كانوا من الهادئين .. آثرنا الصمت علي الصخب .. كذلك لغة الحب .. اننا اذ نشهد ذوينا يتخاطبون بلغة من لغات الحب الخمس .. نعتادها .. و نتشربها و ننطق و نعبر بها .. هذا بالطبع اذا تجاهلنا عوامل اختلاف الشخصية .. فاذا ترعرعنا في بيئة تنطق العربية باللكنة المصرية الدارجة .. و كان زوجنا او افضل اصدقائنا من العرب المتحدثون باللهجة الخليجية .. واجهنا صعوبة في الفهم .. فلا نستطيع توصيل ما يمور بداخلنا و لا الطرف الآخر بقادر كل القدرة على بسط مشاعره لنا .. ببساطة لأن هناك اختلاف في اللغة .. نستشعرها اذا كان الزوجين او الصديقين من بني لغة واحدة .. فهنا لا يكاد يكون هناك صعوبة تذكر .. فاللهجة واحدة .. و التعبيرات بأسرها مفهومة .. وال حاجة الي ترجمان او مزيد تبيان

ثانيا .. علماء النفس توصلوا اليصيغة خاصة ببعض الحالات عممت فيما بعد .. حالة تانك الحب .. و هو أشبه بحاوية كبيرة خلقت فينا .. كجزء من طبيعتنا البشرية .. حاوية يجب على الآخر ملئها .. لذلك يميل الانس للزواج .. الزواج ليس لاشباع الغريزة الجنسية فقط .. و ليس لتعمير الارض و لاستمرار النوع الانساني و منعه من الانقراض فحسب .. و لكن لملء هذه الحاوية .. بالطبع هذه الحاوية يساهم فيها اطراف عديدون .. كأولياء الامور على سبيل المثال و الاصدقاء فيما بعد .. و لكن الشطر الاكبر يملأ من علاقة الزواج بطبيعة البشر .. و تانك الحب هذا يظل يبحث عمن يملأه على الدوام .. فان لم يملأ عن طريق الوالدين نبحث عنه في الاصدقاء .. و ان لم يمتلأ نبحث عنه في الزواج .. و ان لم يشبع نبحث عنه في اولادنا .. و ان لم يكتفي نبحث عنه في الاحفاد .. و هكذا نجوب في كل العارف راغبين ان يملأ .. و بعض العلماء يرجعون سر سعادة او شقاء الناس لا في الروحانيات ولا في المال ولا في الصحة و انما في في هذه الحاوية

ثالثا .. يصف الكاتب الوقوع في الحب بين شاب و فتاة على أنها نشوة .. لحظات سحرية في المظهر .. و لكنها لا تدوم سوي عامين على الأكثر .. ثم تتلاشي كل المشاعر الساخنة و تصطدم بوجه لا تعرفه تجده يوميا أمامك على الفراش .. يقول الكاتب ان الحياة لكي تستمر .. يجب ان يكون الحب قرار .. قرار نعم .. و القرارات التي تسير حياة منطقية سعيدة لا علاقة لها بنشوة الحب اللحظية .. و لا بأحاسيس اللمسات الناعمة .. و لا القبلات الساخنة و لا حتي بالجنس المشبع للطرفين .. انما الحب قرار .. ان تشبع لغة الحب لشريكك

رابعا .. لغات الحب الخمس

لغة الحب الاولي : كلمات توكيد المحبة

يستهل الكاتب بحكمة تقول "يستطيع المرء ان يحيا شهرين متتاليين بمجاملة واحدة" .. و مقولة أخري " قلب مضطرب يهلك صاحبه .. و لكن كلمة حانية تحييه مرة اخري" .. المجاملة الشفهية او عبارات التقدير وسيلة حب قوية عند اهل هذه اللغة .. تصاغ عادة في كلمات بسيطة مباشرة .. قد تبدو تافهة و لكنها مؤثرة .. مثلا .. اقدر انك فعلت كذا .. يا لك من كذا .. هناك لهجة اخري في هذه اللغة .. الا و هي الكلمات المشجعة .. و يوضح الكاتب هذه اللهجة بقصة حقيقية كالتالي .. في حوار مع كاتبة شديدة النجاح و الصيت سئلت عن سر نجاحها و اصرارها وراء تحقيق هذه الانجازات الخلابة .. ابتسمت الكاتبة و صرحت بقصتها .. قالت أنه منذ اربعة عشر عاما مضت يأست من النشر و قررت ترك الكتابة برمتها .. حتي قرأ زوجها مرة مقالة لها بالصدفة .. ذهب اليها زوجها و قال لها .. انا لا اصدق انك زوجتي .. ان لديك قدرة رائعة على التصوير .. لقد نسيت العالم من حولي وانا اقرأ كلماتك .. لابد لهذه المقالة ان تنشر .. اقولها لك صدقا انت كاتبة رائعة .. هنا جلست مع نفسي نصف ساعة وحيدة ثملة بما قاله لي زوجي .. في النهاية قررت ان ارسل المقالة للنشر طالما انها اعجبت زوجي بهذا الشكل .. و منذ هذا الحين و انا اكتب بفضل ثناء زوجي على فقط .. هناك لهجتين أخريين في هذه اللغة .. الكلام الحنين و الكلام المتواضع .. الكلام الحنين هو كلام توكيد محبة و لكن بنبرة حنان .. بمعني ان الالفاظ ذاتها المستخدمة في الكلام الحنون يمكن استخدامها لأي غرض آخر و لكن النبرة هي المميزة .. مثل انا اكن لك معزة كبيرة .. تقال بحنان فتسعد اهل هذه اللغة .. او تقال بتشكك و تساؤل فيصير لها معني آخر تماما .. علما بان الكلام الحنون يجب تجنب استخدامه عند السخرية .. اي ممنوع منعا باتا استخدام نبرة السخرية عند ابداء كلمات حنونة لما تجلبه من نتائج عكسية .. الكلمات المتواضعة هي اشبه بلغة تخاطب عامة .. يقول الكاتب بان الاحباء يجب ان تكون اللغة فيما بينهم متواضعة .. كيف .. الاحباء يتخاطبون بالطلبات و ليس بالاوامر .. التخاطب بالاوامر يفسد الحب و يحول العلاقة الي خلاف بين اب و ابنته و ليس بين حبيب و حبيبته .. الاوامر ايضا تمحو جو الحميمية .. بينما لغة الطلبات تعد ارشادية وهو امر مرغوب لكي يشعر كل طرف انه بازاء تحقيق ما يريده الطرف الآخر .. اعطي الكاتب مثال طريف .. زوج يخبر زوجته انه احب كثيرا الحلوي التي اعدتها منذ اسابيع .. و يتمني لو انها تستطيع ان تعد له واحدة اخري لانه يحب هذه الحلوي الشهية جدا .. و زوج آخر يقول لزوجته انها منذ انجبت و هي لم تصنع شيئا في المطبخ .. الا تنوي ان تفعل شئ ابدا له .. الحالة الاولي يعطي الزوج زوجته دليل ارشادي سهل التطبيق اذا ارادت ان تتسبب في اسعاده .. اما الحالة الثانية فلقد تعامل الزوج بطفولية شديدة و محا اي فرصة للحميمية بينهما .. الطلب دائما يعكس القدرة على الاختيار .. اما ان تعرض طلب .. فيختار الطرف الثاني او لا يختار .. لأن الحب اختيار .. ان اعمق الرغبات الانسانية من ضمنها الاحساس بالتقدير

*

لقد بدأ العام 2011

في غفلة كاملة مني

لم أشعر بنهاية عام

و قدوم عام جديد

ربما للانشغال في عوالم جديدة

تقت للولوج فيها

او ربما لانخراطي في ظروف جديدة

لم أتخيل الوصول لها

او ربما لأن بالي مطحون في شئون

أتلذذ بالتفكير فيها

المهم

جاء العام الجديد

أهلا

و هل لنا الخيار

؟

المهم

الحب

كل عام و كل زائر

مداوم

او عابر

بخير

بل بألف خير

:)