Monday, April 18, 2011

عن العلاقات الزوجية : الجزء الثالث


لغة الحب الثالثة في الكتاب الذي أنا بصدده هو : تلقي الهدايا

*

الهدية كما يعرفها الكاتب هي ما يمكن أن تمسكه بيدك و تصيح قائلا .. انظروا .. انه كان يفكر في .. انه تذكرني .. و ذلك لأن الهدية لا تأتي الا نتيجة لهاتين الفكرتين .. لابد أنك تذكرت أحدهم لتجلب له هدية .. او جال في فكرك أحد فقررت احضار هدية له .. يقول الكاتب ان الهدية رمز .. ليس من الضروري حساب قيمتها بما تكلفت للاتيان بها .. القيمة تكمن في تجسيد التذكر أو التفكر في صورة اقتناء هدية و اعطائها للمهدي اليه .. الهدية على هذا المنوال تحتسب رمز للحب عندما يتلقاها صاحبها

يضرب الكاتب مثال الغلام أو الطفلة التي تعود الي منزلها بعد المدرسة فتقتطف لأمها وردة صغيرة و تمنحها اياها .. الوردة في حد ذاتها ليس بالضروري أن تكون أزهي وردة على وجه الأرض .. بل ان الام نفسها لو مرت بنفس الحديقة و شاهدت نفس الوردة لن تتحرك فيها اي مشاعر بقدر ما تحركت لديها كل مشاعر الحب عندما تم اقتطافها عن طريق ابنتها .. الام يصل اليها في هذه الحالة الشعور بالحب .. و هذا هو الرمز الكامن وراء الهدية مهما بلغ صغرها .. و يبرر الكاتب ان تلقي الهدايا احساس عميق و دفين لدي الانسان بدليل اشاعة عادة منح الهدايا من الاطفال الي أباءهم و أمهاتهم

الهدايا أشكال و أنواع و أحجام و أثمان .. بالنسبة لأهل هذه اللغة تكلفة الهدية ليست محط الاهتمام .. الا اذا لمم تتوافق مع الامكانيات المعروفة .. فاذا أعطي صاحب ملايين هدية لزوجته تقدر بجنيه .. فالتساؤل سيدور حول تكلفة الهدية .. هل هي رمز للحب أم لصفة بغيضة أخري .. أما لفرد عادي دخله محدود فهدية بجنيه تعادل الملايين من الجنيهات لأنها تؤكد الحب

و لمن يشتكي من الجهل التام بهذه اللغة و يكتشف ان شريك حياته لغته الأولي هي تلقي الهدايا .. فيطمئنه الكاتب بأن هذه اللغة هي أسهل اللغات في التعلم و التطبيق .. و الخطوات العملية لتعلم هذه اللغة و العمل بها يسردها كالتالي .. اولا: قم بتدوين كل الهدايا التي تذكرها شريكة حياتك بجماس .. دون الهدايا التي تذكر أنها ستسعد لو أعطيت لها .. ثانيا: هناك اختيار سهل يكمن تطبيقه و هو اللجوء الي صديق مقرب من العائلة لمعرفة ما يبهج شريكة حياتك و قم بتدوين المعلومات المطلوبة .. ثالثا: قم بمحاولة اختيار الهدايا بنفسك .. و امنحها لشريك حياتك بلا مناسبة .. نعم بلا مناسبة .. أهل هذه اللغة يحبون تلقي الهدايا بلا مناسبة لأنها تجسد الحب .. ملحوظة: اذا اجتهدت و بان هذا الاجتهاد و لم يعجب شريكة حياتك الأغلبية من هداياك فاعلم لغة شريكة حياتك ليست هي هذه اللغة .. أي أن حبك لها لا يتجسد في الهدايا

أما اذا كانت من أهل هذه اللغة .. فعليك أن تعيد التفكير في أولويات انفاقك .. لأن كل منا ينفق نقوده طبقا لمشاعر معينة .. فتارة يقيم جهة للصرف و تارة لا يقيم جهة أخري .. و هناك من يزيد احساسه بالرضا و السرور عندما ينفق و هناك من يمثل له التوفير السعادة نفسها .. ان كنت من أول نوع فلن تجد مشكلة تذكر في شراء الهدايا لشريكة حياتك .. أما اذا كنت من النوع الثاني فسوف تجد معاناة نفسية و مقاومة عاطفية عند أوقات الشراء .. ربما يمثل لك التوفير الأمان النفسي لك .. ولكن عليك أن تأخذ في الحسبان أنك عندما تشتري الهدية لشريكة حياتك فانك أيضا تشتري لها الأمان العاطفي .. و أنك ان جاهدت و عانيت و تكبدت المشقة لمخاطبة حبك لها بلغتها .. فتأكد أنها ستتصرف بنفس الطريقة

ككل لغة هناك لهجات .. احدي اللهجات في هذه اللغة هي هدية التواجد .. أن تمنح نفسك لها عندما تكون في حاجة اليك .. هي هدية غير ملموسة و لكنها أكثر أثرا من أي هدية ملموسة .. يضرب الكاتب مثلا بزوجة أمريكية أثناء ولادتها .. كانت تشتكي من غياب زوجها بعد لحظة الولادة .. قالت أنه بعد الولادة اختفي و علمت أنه اتجه الي مكان حبه الأثير .. ملعب الباسكتبول .. تستاء الزوجة كثيرا من غياب زوجها .. رغم أنه كان موجود أثناء الولادة و لفترة كافية للاطمئنان على مستقر الرضيع في المستشفي و للتأكد من سلامة كل الاجراءات .. الا أن الزوجة كانت ترغب في تواجد زوجها الي جانبها أكثر من ذلك .. كانت لحظات قيمة و كانت تود لو شاركها زوجها .. ولكنه اختفي .. ربما يرسل هذا الزوج آلاف الأزهار و مئات الهدايا الملفوفة بعناية ولكن هذه اللحظة تجتاز قيمتها كل ما سبق .. هدية تواجده هي الأثمن لها .. وعندما سألها الكاتب في لقاء استفسارا هل هي تعتقد من هذا الموقف أن زوجها لا يحبها .. ترد الزوجة بثقة .. كم موقف تريدني أن أحكيه غاب فيه الرجل لهثا وراء مباريات الباسكتبول .. أقرب موقف يوم وفاة والدتي .. حضر المراسم الرسمية و فور انتهاءها اختفي مجددا .. لا أصدق ما يفعل .. ان أهلي كلهم و أصدقائي كلهم و جيراني كلهم يحيطون بي ماعدا هو .. كان يحيط اللاعبين في الباسكتبول .. واجه الكاتب الزوج بهذين الموقفين .. قال الزوج مبررا أفعاله .. أنه كان في منتهي الابتهاج يوم الولادة .. و بعد ان فرغ من الضروريات سارع الي اصدقاءه الذين يشاركونه مشاهدة المباريات و زف اليهم الخبر بمنتهي السعادة .. كنت أظن أنها ستفخر مثلي عندما يعلموا أننا رزقنا بوليد جديد .. و بالنسبة لموقف وفاة والدتها .. هي لم تحكي لك كم ساعدت اهلها في المستشفي قبيل الوفاة و كم كنت عون لها في البيت .. و عندما انتهت مراسم الوفاة كنت في حاجة الي متنفس عن التوتر الذي لبثت فيه فترة من الوقت .. و الباسكتبول يزيل توتري و هو فعلا متنفسي .. كنت أظن أنها ترغب لي الراحة و لا تمانع في أن أحصل على راحة بعد كل ما فعلت .. أنا أعتقد اني اتصرف كأفضل ما يكون .. و مع ذلك هي لا تنسي المواقف كلها .. و تزعم أني أحب الباسكتبول أكثر منها .. و هذا لا يصدق و غير سليم .. بل و سخيف .. يحلل الكاتب هذا الموقف بأن الزوج مخلص و يحب زوجته بالفعل .. و لكنه فشل في مخاطبة زوجته بلغتها .. فشل في التواجد الفعلي في أوقات الأزمات .. و هي من أهم اللهجات و أساس الحب لأهل هذه اللغة .. و رغم كل ما يفعل فان زوجته لن ينتقل اليها شعوره بالحب تجاهها

يحض الكاتب في النهاية من يقرأ كلامه و وجد أنه من أهل هذه اللغة أن يبلغ شريك حياته بكالم الواضح المباشر أنه يريد و يحب أن يتلقي الهدايا .. كما يحض على من يسمع من شريكة حياته رغبتها في أن يتواجدا سويا في ظرف معين أن يأخذ كلامها على محمل الجد .. اعطاء الهدايا تعود جذوره الي الاعطاء و المنح وهو روح كل لغات الحب .. ولكن لأهل هذه اللغة منح الهدايا الحسية الملموسة هي الحب ذاته

Monday, April 4, 2011

قالوا


لم أستطع أن أتراجع .. حين تكون طيبا مثلي لن تتراجع .. ثم ان هناك نوعا من السعادة .. يتسع داخل الانسان فجأة .. فيجعله لا يري أكثر مما أمام عينه

*

ابراهيم عبد المجيد