Friday, August 28, 2009

عن جامع عمرو


على سور جامع عمرو


مايكات


قرآن بصوت جميل


و ناس و هلمة رايحة جاية


*


على سور جامع عمرو


واحد بيصلي على فرشته


مدخلش و متسألش ليه


و عسكري لابس اسود


بيسجر قدام مكان خدمته


و رتبة بكرش و لاسلكي


لابس ابيض نضيف


واقف طول وقت الصلا


يلمع في جزمته


*


جوه جامع عمرو


راجل وشه ملهوف


على ثواب القيام


قدامه زمزميته


و في ايده مصحف بيتابع القراية


وفي قلبه شوق كبير


و راجل تاني بيبكي


بحرقة


على عمرة فاتته


بسبب انفلونزا الخنازير


*


جوه جامع عمرو


راجل صلي أربعة


و ماشي مضطر


وراه مشاغل


و راجل هيكمل التمانية


مدايق


نفسه يكون وراه مشاغل


*


على سور جامع عمرو


راجل بينادي على سراويل


و بكل الالوان


و عمره ما لبس جلابية السنة


و شابة أمورة في اسدال


بتبيع للناس الذكر و السبح


و مستنية النصيب و الرزق


*


على سور جامع عمرو


عيال بعجل و بمب


و ستات قعدة بتعمل أبصر ايه


و رجاله سارحة بفوانيس و كور كفر


*


بره جامع عمرو


في قهوة عمرانة بالزباين


أهلها مجاورين للجامع


و عمرهم ما فوتوا شيشة العشا


و ست تخينة لابسة اسود


بقدرة قادر تسد طريقك


و باتنين جنيه فضة


تدعيلك


*


على باب جامع عمرو


راجل قاعد على الامانات


و يتفرج على المصلين


و راجل طالع بكذا فردة شبشب


و راجل داخل حافي


*


جوه جامع عمرو


واحد واقف في الهوا


يصلي


و في ركن بعيد


واحد قاعد بيقرا


و قدام خالص


واحد طلع الشخير من بقه


*


على سور جامع عمرو


وقفت حيران


انا العبد الغلبان


هي الناس مش عارفة


ولا مصهينة


*


على سور جامع عمرو


موبايل بيتعمل سايلنت


و موبايل بينقل شتائم


*


على سور جامع عمرو


واحد بسبب مائدة الرحمن


مابقاش جعان


و واحد من اعلانات التلفزيون تعبان


و واحد روحه تعبانة


و واحد جسمه عيان


و واحد في مصيبة غرقان


و واحد جي يتفرج على الحجارة


و واحد جي يقعد عشان يحس بالجلال


*


على سور جامع عمرو


ربنا سايب اللي يسرق


يسرق


و اللي يخشع


يخشع


و اللي مصدق بيوم اللقا و بيسرق


قلبه بيتعذب


و اللي بيصلي اكمن الناس بيصلوا


قلبه بيتفسح


*


جوا جامع عمرو


ناس كتير بيصلوا


و كأن الجوامع التانية


فاضية


و شباب بيملوا كولمنات الميه


و كأن الشباب كل الشباب


هادية


و رجاله قاعدة في ركن


بيستقبلوا دم المتبرعين


كأن مصر كلها


خاشية


و أول ما اخرج


عربية تزنق اختها


و لسان يعلن للسما السابعة


ان الدنيا مش سايبة


*


في جامع عمرو


انا حيران


اتفرج على ناس اشكال والوان


و لولاك يا رب


كان زماني خيبان


و لا يمكن انا خيبان


و واحد تاني بيتفرج على


و بيقول في سره


لولاك يا رب


كان زماني زيه


*


يا رب عمرو و جامع عمرو


ماليش حد غيرك


امتي بقي حتظبط


Wednesday, August 26, 2009

عن رمضان السنة دي


أستعير كلام كثير أسمعه و أكتبه هنا .. أكرره على نفسي لكي أتذكر

*

جاء رمضان هذا العام 2009 .. كما يجيئ كل عام .. و أسأل نفسي لماذا رمضان .. لماذا تزدحم المساجد و يسود الأجواء مناخ روحاني حتي اني أكاد ألمسه في الهواء من حولي .. لماذا الاقبال الشديد على الخير في رمضان .. اراجع ما أعرفه من الكتب و أسمعه في المساجد و يردده الناس و يفعله .. أجد أن رمضان رغم تكراره كل عام عظيم جدا .. فلقد خلق الله الخلق و فضل ابن آدم .. و خلق الله الأنبياء و أرسلهم بصحف مقدسة .. وفضل محمد عليه الصلاة و السلام و القرآن فكرم مقام النبي و حفظ القرآن من كل تحريف .. خلق الله اثني عشر شهرا .. و فضل رمضان فأنزل فيه القرآن .. و خلق الله الليل و النهار و فضل الليل فهو سبحانه و تعالي يتنزل فيه كل ليلة في آخر ثلث ليستجيب من الناس .. و خلق الله الليالي كلها و فضل ليلة القدر الذي لها أجر ألف شهر .. و فرض الله على الناس شتي الفرائض و فضل الصيام .. فيقول في حديث قدسي ما معناه "كل عمل ابن آدم له الا الصيام فهو لي" .. اذن فنحن مفضلين برسول مفضل و الكتاب المفضل في الليالي المفضلة في الشهر المفضل في العبادة المفضلة .. هذا خير كثير لا يستوعبه العقل .. غير ان هناك أشياء لا نراها تحدث عند رمضان .. كسلسلة الشياطين و اغلاق ابواب جهنم و انفتاح ابواب الجنة و الاسماء التي تفوز بالعتق من النار .. كل هذا يجعل لرمضان طابع سماوي خاص .. أما الطابع الأرضي الذي يتبدي أمامنا من اقبال على العبادة و الخير فأعتقد ان هذا من حسن حظنا أهل مصر .. لأن رمضان بخيره السماوي الرهيب يهل على دول أخري فلا تجد اي فرق من حولك كما هو عندنا .. اذن فنحن ايضا مفضلين اننا في بلد يعتد برمضان .. تري فيه موائد الرحمن منصوبة و حصر المساجد تملأ الشوارع و أصوات ترتيل التراويح تتعالي و دموع المتهجدين ترقرق الأفق و الأيادي التي تدفع حبات التمر المكيس الي المارة و السائقين و الخير المنتشر في السر و العلانية .. كل هذا التفضيل هو كرم من ربنا عظيم .. اضافة الي ان ربنا قد بلغنا نحن هذا الشهر هذا العام .. فمثلا الأجداد قد ماتوا و هناك من مات قبل الشهر و لم يحضر هذه الفرصة المتجددة .. اذا هذا تفضيل اضافي مخصص لنا .. لأن رمضان بطابعه السماوي و الارضي باقي ولكن نحن من نذهب .. هذه اذا فرصة لنا نحن بالاخص .. و لا نعلم ان كنا سنعيش لرمضان القادم أم لا .. بل لا يقين اننا سنحيا رمضان هذا العام كله اصلا .. هي فرصة هائلة .. فهمها الصحابة أصح الفهم فكانوا يدعون الله ان يبلغهم رمضان قبل 6 أشهر من بدايته ..دعاء لمدة 6 شهور متواصلة .. رمضان ثوابه كثيييير جدا .. السنة بفرض و الفرض بسبعين الي آخر ما نعلمه جميعا .. وهذا يضعنا في فرصة شديدة الجمال .. هناك خير يجب ان نتحصل عليه .. لا يجب ان يفوت هذا الشهر الجبار بدون ان نفوز بخيره .. فمن يحرم خير رمضان فقد حرم من ثواب عظيم .. و قد جاء في القرآن ان الصيام كتب علينا كما كتب على الذين من قبلنا "لعلكم تتقون" .. التقوي هي الهدف من وراء هذا كله .. الفرصة في رمضان بالاخلاص .. ان اخلص النية لله عز و جل و أصدقه .. لكي أتحصل على التقوي .. فأخرج من رمضان و معي التقوي .. ان النبي محمد صلي الله عليه و سلم نفسه لم يحضر الا 23 رمضان حيث أتته النبوة وهو في الاربعين و مات في عمر 63 .. و نحن كم رمضان مر بنا .. هل خرجنا من رمضان و قد استفدنا من خيره ؟ .. ان رمضان فرصة لكي نقوم النفس .. النفس التي تلخبطت في فهم ما يريحها .. و تاهت في دروب الحياة و ظنت ان هذا المسلك او ذاك يجعلها هانئة .. لابد أن أربي نفسي في هذا الشهر .. القرآن هو الملاذ الوحيد لراحة النفس .. لابد ان ينغمس قلبي في الروحانيات .. القلب الذي هو محل نظر الله لنا .. فالله لا ينظر الي صورنا ولا أجسادنا و لكن ينظر الي قلوبنا .. فلو اطلع على الخير .. الله أكبر .. كغانية بني اسرائيل التي سقت كلب فاطلع الله على قلبها فأدخلها الجنة .. ان الانسان كما تقول الاحاديث لا يدخل الجنة بعمله .. فلا الصلاة و الصيام و لا القرآن و لا أي شئ .. انما رحمة الله علينا .. نحن بحاجة الي رحمة الله .. و اخلاص العمل له .. فالانسان ان ملك الدنيا و ما عليها فلن يكون سعيد و لن يضمن آخرته بلا حب الله له .. اما لو كان الانسان معه الايمان و ليس معه اي شئ من هذه الدنيا .. فهو سعيد في الدارين ..و الايمان كما جاء في الحديث "ما وقر في القلب و صدق عليه العمل" الايمان اذا نزل بالقلب يأتي معه العمل الصالح .. اللهم اصلح لنا قلوبنا و أعنا على أنفسنا .. رمضان مكافأة لنا .. " من صام رمضان ايمانا و احتسابا .. غفر له ما تقدم من ذنبه" و في حديث آخر " من قام رمضان ايمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" أو كما قال النبي صلي الله عليه و سلم .. هذا هو شأن الله معنا .. ثلاثين يوم من الصوم و قيام الليل .. شريطة الاحتساب .. اي ننوي ان هذا العمل لم نكن لنعمله ابدا الا لأن الله أمرنا به و ان نوقن بأننا عندما نعمله لن نأخذ اي ثواب الا من الله فقط .. هذا شأن الله معنا .. عبادات ييسرها الله لنا مقابلها ثوااااب كبيييييييير .. هذا إلهنا .. سبحانه الكريم .. هو في غني عنا .. و نحن بدونه لا شئ .. الهنا القدير و لا قدير الا هو .. يسمع كل الناس في نفس الوقت .. و نحن اذا تكلم امامنا اثنان تختلط الاصوات .. وهو يسمع للناس كلها في كل الارض في نفس الوقت يستوي عنده الهمس و الصياح و الكلام العادي .. و لا يختلط صوت على صوت .. يعلم حتي ما في نفوسنا من غير ان نقوله .. سبحانه سبحانه .. قلوبنا بين اصابعه .. يقلبها كيف يشاء .. فاللهم ثبت قلوبنا على دينك .. و لا تجعل مصيبتنا في ديننا أبدا .. و لرمضان شأن خاص مع القرآن .. فقد روي أن العلماء قديما كالامام مالك و غيره كانوا ينصرفون عن دروس العلم و يكبون على القرآن .. فمنهم من كان يختم في الشهر ثلاث و منهم من كان يختم في الشهر ستون مرة .. و هناك دروس في رمضان لابد ان نعيها .. كالتراويح .. التي لم تكن عبادة على الشكل الذي نحن عليه أيام النبي صلي الله عليه و سلم .. فقد كان قيام الليل على أيام الصحابة جهد فردي .. و بعد موت النبي محمد صلي الله عليه و سلم رغب سيدنا عمر في تجميع الناس .. أن يجمع الأمة في هذه الصلاة .. و ليصلي بعد ذلك كل بمفرده .. و لكن هم الصحابي الجليل عمر رضي الله عنه أن تجتمع الأمة و أن لا تتفرق حتي في العبادة .. و من أجل صدق نيته صار المسلمون في كل العالم يصلون التراويح مجتمعين .. و درس آخر يؤكد الأول .. ليلة القدر التي هي أهم ليلة في كل الليالي .. كانت معروفة .. عرفها النبي ذات مرة و أراد أن يخرج ليعلنها لأصحابه .. ليقول لهم ليلة القدر ليلة كذا .. حتي نتجهز و نتحضر و نغنم ثوابها .. ولكنه عندما خرج ليقولها اختلف صحابيين و في رواية تناحرا .. يعني حدث ما يشبه الجدال او المشاداة الكلامية .. فرفعت المعرفة بليلة القدر و نسيها النبي .. و كل ما نعرفه أنها تلتمس في الليالي الوترية من العشر الاواخر وفي رواية اخري ليلة من العشر الاواخر .. هذين درسين مهمين جدا احب ان اذكر بهما نفسي .. من اراد اجتماع الامة فله الثواب و الله يساعده .. اما من اراد اختلاف الامة فالله يمنع عنه الخير و يحجبه حتي يوم القيامة .. رمضان لابد ان يكسبنا عادات تبقي معنا العام كله .. فالقيام يستمر و القراءة تستمر و الصلوات الجامعة تستمر و صيام السنن بعد ذلك يستمر .. اللهم اعطنا القدرة على طاعتك و تقبل منا

*

و رمضان كريم

تقبل الله منا ومنكم

قالوا


لو مالكش عازة .. ما كنتش اتخلقت

ولا اتحسبت من الناس

و لا اترزقت

*

أحمد مكي

أغنية فيلم : طير انت

Tuesday, August 4, 2009

عن علبة ميريت أصفر


سيساهم الاعلام في ترسيخ صورة محمودة لكل من يتدلي من فمه سيجارة .. هو الذي يتقزز من تأثير الاعلام السئ .. وقع في الشرك .. ثلثي القادة و العظماء في الأفلام و المسلسلات ينفخون دخاناً في حالة من التركيز و الالهام مقنعان .. سيرتاد المقهي الذي يحب رواده و العاملين به ليجد الجميع ينفخون دخاناً في يسر و لذة .. سيتعرف على صحبة فيهم شاربي السجائر و شاربي الشيشة و شاربي الحشيش .. سيتعجب من السلام النفسي الذي يتبدي منهم .. ستغلب عليه تربيته المتحفظة على الولوج في عالم الحشيش .. إلى حين .. سيعجبه مشهد النافخين الدخان الذي يراه كل يوم في كل مكان .. سيغريه ما يراه .. سيشعل أول سيجارة في ذات المقهي متأهباً .. السيجارة حسب وصية الناصحون لايت .. سيشد نفساً و يزفره .. أول الأمر شعر برأسه يدور بعنف .. و لكنه استمتع .. سينهي علبة اللايت التي سيتبعها بعلب أخري .. حتي يضيق بهذا الصنف غير المؤثر .. سيرقي الي أنواع أخري كلها تؤثر على رأسه بهذا الدوران الطاغي الفريد .. سيحاول بكل ما أوتي من حيلة اخفاء الأمر عن والديه .. سيحافظ على مسافة محددة يخاطب بها والديه .. كما سيحافظ على علكة النعناع القوية في جيبه ليمتصها قبل دخوله منزله .. سيفلح أول الأمر .. حتي يصطدم بعدم كمال أي جريمة .. سيفتضح أمره .. و سيدافع عن حقه في التدخين في مواجهة سيل السخط الذي يند من كل بالغ في عائلته .. سيعتاد السجائر .. سيصبح أمر روتيني أن يعرج على كشك ليشتري علية سجائر .. أول الأمر سيشعل سجائره بمشط كبريت (خمسة صاغ ) ثم سيعبر على مرحلة انتقالية أخري ( علبة كبريت بعشرة قروش) قبل أن يشعر أنه يهين عادته السحرية و يعتاد على الولاعات .. سيحسم أمره في اختيار ولاعته المفضلة .. فهناك الطويلة و القصيرة .. المرسوم عليه و الملئ بالنقوش و الذي يسوده لون واحد .. الماركات ( تصل الولاعة الي مائتي جنيه ) و المتواضعات ( جنيه للواحدة ) .. ذات الشعلة النارية أو ذات السخان .. سيستاء والداه من تطور الأمر و سيزداد هو حباً في السجائر .. سيشكو بعد عدة أشهر من استهلاكه لأكثر من علبة في اليوم .. ثم عندما تصقل خبرته بأتواع التبغ سيشكو من رداءة أنواع و سيمدح في جودة أخري .. سيصير الأمر من المسلمات .. سيجارة الاصطباحة .. سيجارة يحبس بها بعد الأكل .. سيجارة التوتر .. سيجارة التركيز .. سيجارة قتل الوقت .. سيطرق عالماً جديداً بعد مرور أشهر .. سيطلب شيشة معسل .. سيجتاحه قرف شديد .. سيستبدلها بشيشة فواكه .. سيبدأ بالتفاح .. ثم يجرب كل نوع يتيسر له فرصة تجربته .. ستنضم الشيشة إلى مفردات حياته .. المساء لن يتميز بالترفيه الا في كنف شيشة و دخان كثيف يتصاعد من حوله .. و لن يشعر بالسوء .. فالكل حوله ينفث نفس الدخان الكثيف .. باختلاف النكهات .. سيمر عام .. قبل أن يلقي السلام على من في المقهي ستكون الشيشة قد هبطت الي جانب مقعده .. و الذي يرص الولعة لها سيكون أحد الأشخاص المحببين لقلبه فلا غضاضة اذا من تناوله سيجارة بين الحين و الآخر منه .. سيلتف حول مجلس تتصاعد منه أدخنة كثيفة .. عندما يعود الي منزله ستكون الرائحة غير قابلة للتخفي .. سيقرعه أبويه .. سيستخدم نظرية أذن من طين و أخري من عجين .. ثم سرعان ما سيضيف سيجارة "للعلاقة المتوترة بيني و بين والدي" ! ستتغير النظرة له من قبل العائلة قاطبة .. سيتطوع الجميع باسداء النصائح .. سيتمسك أكثر بنظرية أذن من طين .. و سيتهم الجميع داخله بأنهم في نعيم بالمقارنة بما يعانيه و يستدعي التدخين .. سيستعين بخبرة من سبقوه في صراع حرية التدخين .. سيضحكون من التصرفات المتشابهة .. سيؤازرون بعضهم البعض ثم سينهوا جلستهم التشجيعية باشعال المزيد من السجائر .. مع مرور الوقت سيتجرد من الحياء و سيشرب في منزله متحرياً دقة أوقات تدخينه .. سيقسم والداه أنهم يشمون رائحة سجائر تفوح من حجرته .. سيكذب ملء فمه .. سيتصل بأصدقاءه المدخنين ليشاركهم انتصاره .. بعد عام آخر .. سيطرق عالم الحشيش و المخدرات .. سيتذوق من كل نبتة أنفاساً .. سيعيش في حالات من الخدر الجسدي السحري .. ولكنه سيعرض عن هذا كله لعدم ارتياحه الي هذا الجو و هؤلاء الرفقاء .. و ذات يوم و هو يغسل أسنانه سيلاحظ اصفراراً ملحوظاً .. سيتجاهله أول الأمر و سيرجع سببه أول الأمر الي اهماله العناية بهم .. ستمر عينيه صدفة على أسنان أصدقاءه .. غالبيتهم صفراء بدرجة مخيفة .. سيسأل .. سيأتيه الجواب متعجباً .. سيتلقي نصائح جيدة حول التخلص من هذه الصبغة المقيتة .. سيزن الجهد المتطلب في كفة و يضع التدخين في كفة .. ستسقط كفة التدخين .. مع مرور الأيام سيشعر بقبضة قوية تهوي فوق صدره .. سيسأل عن السبب .. و سيدهش .. ستنتابه موجات من السعال المتقطع طيلة اليوم المصحوبة بكميات من البلغم و سعال متواصل طيلة الليل مصحوب بسكاكين تفتك بمعدته .. سيسأل أصدقاءه .. سيجيبون بنفس الاجابة .. سيدهش من تلقائيتهم .. سيشعر مع كل وجبة يتناولها أن حلقه اكتسب طعم نحاسي .. سيفقد مع الوقت شهيته .. ستتحول كل اجراءات اليوم الي قيود يجب التحرر منها باللجوء الي سيجارة و حجر شيشة .. سينزلق الي المعسل لأن مفعوله أقوي .. سيتحري المقاهي الأكثر شعبية حيث المعسل أكثر مفعولاً .. سيتفصد عرقه أكثر .. ستزداد تلبيته لنداء الطبيعة .. سيزن كل هذا في كفة مقابل التدخين .. حاول أن ينظر الي المدي البعيد بعدما اسقط عليه احتمال موته المؤكد .. أيتمسك بهذه العادة ليضر بها زوجته غاليته .. و لينجب أطفالاً يتذرعون به و يلجون عالم الدخان .. سينظر للأمر بوجهة جديدة .. أليس له مرجعية دينية .. ألا يتنافي التدخين مع مرجعيته الحنيفة .. ألا تكفيه ركعتين في جوف الليل لازالة الهموم من صدره .. سيقلع عن الشيشة أول الأمر.. سيتلقي وابل من السخرية حين يري حاملاً سيجارة نابذاً الشيشة .. كما سيتلقي سيل من التريقة عندما يخال اليهم أنه يوعظهم .. ستخف حدة الأعراض المهلكة التي باتت جزء ثابت من حياته .. سيقلع عن السجائر بعد محاولات انقاص فاشلة .. سيبت في الأمر ذات لحظة و لن يعود اليها أبداً و سيواظب على ركعتي الليل بعدما لمس تأييد العلي القدير .. مع مرور الوقت ستختفي كل الأعراض المهلكة .. سيتهلل عندما ينجح في التنفس بلا اصدار ضجيج .. سيتحسس صدره في سعادة غامرة عندما تزول السكاكين المتربصة .. مع مرور الوقت سينسي مما كان يعاني و مما شفي .. و لكنه سيرفض خوض التجربة من جديد .. سيرتاد نفس المقهي و سيجالس نفس الأصدقاء و فمه لا ينفث دخاناً و كفه لا يحمل ما هو متداول .. سيبهر الأصدقاء من ارادته .. و سيبهر هو من تكيفهم مع الأعراض المهلكة .. سيحار طيلة عمره في مبدأ الخير و الشر .. و سيتصدع رأسه من التفكير في التدابير الربانية .. و لكنه سيحيا حياة طيبة بركعتين .. سيفخر فيها بهزيمة الدخان و ابادته من حياته ..

قالوا



و تم اجتياح العراق وفقا لما أعلنه جورج بوش قبل المدة المحددة لانسحاب صدام بيومين و تم نهب ثرواته الحضارية .. فعلي مدي أسبوع تم نهب أكبرسبعة متاحف قومية بالعراق و حرق مكتبتها القومية .. أي تم انتزاع هوية واحدة من أقدم بلدان العالم من كنوزها الأثرية و الفنية على مرأي و مسمع من قوات التحالف


*


د. زينب عبد العزيز


كتاب : صليبية الغرب و حضارته الجزء الأول