زقزقات العصافير تتسارع
رغم ان السماء لم تتخلص بعد
من قطع العتمة
الصباح يعجب العصافير
فيه يطلقون أجنحتهم
و فيه يقابلون رزقهم
و شاكر أيضا يعجبه الصباح
فيه تتلألأ الأسطح
التي صارت ناعمة و لامعة
بفضله
*
ليست الأسطح وحدها
بل الأطباق التي لم تفقد لونها
و الملاعق و الشوك و السكاكين
التي أكسبها مستخدموها ثنيات ملحوظة
و الرخام الباهت في البلكونة
و السيراميك الزاهي في الحمام
و الباركيه المستولي على الأرضيات
و الحيطان المدهونة بالأزرق الخفيف
و أرجل المقاعد و الترابيزات
و حواف كل ما له حافة
ولا ينسي النبتة الصغيرة في حجرة الابن
ولا العرائس العملاقة في غرفة الابنة
و كان يتمني أن يقتحم الغرفة الكبيرة
الكائنة في نهاية الطرقة
الطرقة ذات السجادة السميكة
السجادة التي لم يعد التراب يجرأ على المكوث فوق سطحها
ولكن قيل له ابتعد عنها
و هي على العموم موصدة بقفل
من الداخل ان كان الاهل حاضرون
او من الخارج اذا كانوا غائبين
يعينوا له يوم وحيد كل شهر
فيه يطيح بالأوساخ و الأتربة
في عجلة و مهارة
*
الصباح ربما يفضح عمال آخرون
و ربما يختارون مواقيت لا تكون فيها
أعين النور مسلطة على اعمالهم
شاكر
على عكسهم
يشترط ان يتزامن عمله مع النور
*
شاكر لا يعتمد على المنظفات المتداولة في الأسواق
يرفضها ولكنه يشتريها
كميات محدودة و انواع معينة
يحضر دلو كبير و يعكف علي المزج
يزعم انه يصل الي تركيبات أنجع
و نتائجه تؤيده
*
شاكر لا يحب في عمله
الا الصباح
الذي يوضح منجزه اليومي لعينه
شاكر كاره لعمله
شاكر كان يتمني
لو أنه ماهر في النجارة
شارعه كله ورش للنجارة
أو لو كان بارع في الحدادة
أبوه كاحل الوجه غليظ الاصابع
حاول دفعه مرارا الي هجر منظفاته
أو لو ولد بأصابع تنحت في الحلي
ابن عمه يعمل لدي صائغ
و لم يره حزينا مرة
بدأ عمله يتحول الي استيطان
عمله هو الذي يحركه
اذا استيقظ
فعليه أن يهرع الي البائع
في الشارع الموازي له
يفتح أربعة و عشرون ساعة و بضاعته حاضرة
عليه أن يهرع .. عليه
ثم يركض عائدا
يصعد الي دلوه و غرفته
يمزج و يسكب و يقلب
يركض حتي لو كانت بقدميه الآم
حتي يحين موعد العمل
يحشر نفسه و أشياءه في الميكروباص
يمارس اللامبالاة و النظرات الجامدة على الجالسين
كما علمته أمه اذا ما قوبل باستياء نظرا لأشياءه
يقفز من الباب المتهالك
يتسلم المفتاح من البواب الصعيدي
مازال يخشي الأسانسير و أبوابه المخيفة
يطير على السلالم ستة أدوار كاملة
في لمح البصر يبدل ثيابه
و ينحني على مهامه
*
to be continued....
رغم ان السماء لم تتخلص بعد
من قطع العتمة
الصباح يعجب العصافير
فيه يطلقون أجنحتهم
و فيه يقابلون رزقهم
و شاكر أيضا يعجبه الصباح
فيه تتلألأ الأسطح
التي صارت ناعمة و لامعة
بفضله
*
ليست الأسطح وحدها
بل الأطباق التي لم تفقد لونها
و الملاعق و الشوك و السكاكين
التي أكسبها مستخدموها ثنيات ملحوظة
و الرخام الباهت في البلكونة
و السيراميك الزاهي في الحمام
و الباركيه المستولي على الأرضيات
و الحيطان المدهونة بالأزرق الخفيف
و أرجل المقاعد و الترابيزات
و حواف كل ما له حافة
ولا ينسي النبتة الصغيرة في حجرة الابن
ولا العرائس العملاقة في غرفة الابنة
و كان يتمني أن يقتحم الغرفة الكبيرة
الكائنة في نهاية الطرقة
الطرقة ذات السجادة السميكة
السجادة التي لم يعد التراب يجرأ على المكوث فوق سطحها
ولكن قيل له ابتعد عنها
و هي على العموم موصدة بقفل
من الداخل ان كان الاهل حاضرون
او من الخارج اذا كانوا غائبين
يعينوا له يوم وحيد كل شهر
فيه يطيح بالأوساخ و الأتربة
في عجلة و مهارة
*
الصباح ربما يفضح عمال آخرون
و ربما يختارون مواقيت لا تكون فيها
أعين النور مسلطة على اعمالهم
شاكر
على عكسهم
يشترط ان يتزامن عمله مع النور
*
شاكر لا يعتمد على المنظفات المتداولة في الأسواق
يرفضها ولكنه يشتريها
كميات محدودة و انواع معينة
يحضر دلو كبير و يعكف علي المزج
يزعم انه يصل الي تركيبات أنجع
و نتائجه تؤيده
*
شاكر لا يحب في عمله
الا الصباح
الذي يوضح منجزه اليومي لعينه
شاكر كاره لعمله
شاكر كان يتمني
لو أنه ماهر في النجارة
شارعه كله ورش للنجارة
أو لو كان بارع في الحدادة
أبوه كاحل الوجه غليظ الاصابع
حاول دفعه مرارا الي هجر منظفاته
أو لو ولد بأصابع تنحت في الحلي
ابن عمه يعمل لدي صائغ
و لم يره حزينا مرة
بدأ عمله يتحول الي استيطان
عمله هو الذي يحركه
اذا استيقظ
فعليه أن يهرع الي البائع
في الشارع الموازي له
يفتح أربعة و عشرون ساعة و بضاعته حاضرة
عليه أن يهرع .. عليه
ثم يركض عائدا
يصعد الي دلوه و غرفته
يمزج و يسكب و يقلب
يركض حتي لو كانت بقدميه الآم
حتي يحين موعد العمل
يحشر نفسه و أشياءه في الميكروباص
يمارس اللامبالاة و النظرات الجامدة على الجالسين
كما علمته أمه اذا ما قوبل باستياء نظرا لأشياءه
يقفز من الباب المتهالك
يتسلم المفتاح من البواب الصعيدي
مازال يخشي الأسانسير و أبوابه المخيفة
يطير على السلالم ستة أدوار كاملة
في لمح البصر يبدل ثيابه
و ينحني على مهامه
*
to be continued....
10 comments:
مصطفى اسلوبك حلو اوى .. انت متأكد انك مش صحفى او بتكتب فى اى جرنال طيب؟
لو مش صحفى يبقى بجد خساره اسلوبك ده يتحصر فى مدونه بس كده
هو انت بتدرس ايه
انا متطفله اوى صح :)
لو مش عاوز تجاوب مفيش مشكله على فكره :)
ربنا يوفقك
ya nousssa, mostafa mohendes ad el donia..ana akhtoo...:)
mostafation ana mosh fahma 7aga kal 3ada...bas fehmet 7aga...el segeda dy bet3eit el beit 3andena..w el sob7 da el siko siko ?????
Sameha "as she is"
cannnnnnt waiiiiiiit
نوسة
اولا: اشكرك على تعليقك الجميل .. و اتمني ان الحكاية تعجبك
ثانيا: انا مدون بس .. و بعدين اهم حاجة ان حد يقرا .. اهم حاجة ان الناس اللي بيخشوا على البلوج يقروا اللي انا كاتبه .. ده بالنسبة لي انجح من اني اكتب في جرنان .. اضمن منين ان حضرتك تشتريه و تقري اللي انا كاتبه :)
ثالثا: انا يا ستي طالب في هندسة زي ما اختي (اللي هي مهندسة أد الدنيا برضه) سبقتني و قالت في التعليق الانجليزي اللي تحتيكي
:)
anonymous akhty
u'll understand it when i complete it .. i am still startin .. there is still plenty i'm goin to tell
we ba3deen sgadet eeh ele fel beet .. there is a saying that goes like that "a big mistake is mixing between the writer's life and his character's life" .. shaker is a character .. we b3deen eeh siko siko di? hahahaha
dodda
inty lessa shofty 7aga?
:)
مصطفي محمد
الموهوب
الموهوب
الموهوب
بص يا مصطفي أنا قلتهالك قبل كده وهاقلهالك مره تانيه وتالته ومش هامل أبدا أنت موهوب بالفعل وأسلوبك آخاذ
وأتمني أن تأخذ فرصتك الكامله في عالم الأدب والكتابه
طبعا أنا مش هاتكلم عن القصه أنا مستني التكمله علي أحر من الجمر
بس ليه كده يا مصطفي ليه تعمل فينا كده بس ههههههه
تحياتي ليك يا مصطفي وألف تقدير لشخصك الكريم
:)
مادو
يا عم براحة عليا
و بعدين انا حقيقي عندي اني اكتب و اضمن حد يقرا هنا حاجة لا تقل عن اني انشر كتاب و يتسجن عند الباعة
اعتذر لك مسبقا على هذه الحدوتة التي سوف تعذب من يتابعها .. لأني حقيقي مش مجهز أي حاجة في دماغي و حكمل بمعدل غير منتظم
:)
انت نمت والا ايه؟؟
فين يابنى بقيت الكلام
؟؟؟
دودا
معلش .. الامتحانات بقه .. ادعيلي
:)
Post a Comment