باراك حسين أوباما .. الرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأمريكية .. ليلة الرؤيا بالنسبة للأمريكان كان ليلة 4 نوفمبر .. المفترض لكي ينجح المرشح أن يجتاز 270 صوت .. و نظام الانتخاب لديهم معقد جدا .. و يشارك فيه المواطنون بحق و حقيقي .. و بلا تزييف أو تزوير أو وضع علامات صح في الاستمارات الفاضية .. و بلا معاقبة المنافس لمرشح الحكومة بالسجن و لا حرق مقر حزبه .. أوباما و قبل الميعاد المحدد لنهاية التصويت فاز .. و عند تهاية التصويت تعدي المصوتون له الثلامائة مستريح .. و باء ماكين العجوز الماكر بمائة صوت و يزيد .. لفوز أوباما دلالات تاريخية عظيمة بحق .. فلم يكن في حسبان أي سياسي أو أسود أن يري عرش الرئاسة الأمريكية يؤول الي أسود .. حري بنا أن نذكر أن أول رئيس أسود كان في فيلم أمريكي و كان مورجان فريمان .. أما أن يحاكي الواقع خيال هوليوود .. فهذا كان مستبعد .. أي نعم كان الاختيار الحقيقي بين أسود و امرأة .. انما الأمر يتصف بالفانتازيا قبيل بدء الانتخابات .. و بعد انسحاب هيلاري .. تبقي أوباما و ماكين .. ماكين عجوز .. مواليد 36 .. و قد شارك في حرب فييتنام و أبدي فيها بطولة واضحة .. و لكنه دماغه بالدرجة الأولي حربية .. و قد توعد لايران بالويل و الثبور .. الي جانب استخفافه بالشعب الأمريكي عندما جلب سارة بايلين لأنها امراة ليكسب عواطف محبي هيلاري و يغنم أصواتهم .. و هو ما فقسه الأمريكان بل و مسخروها و هروها تريقة على البرامج لديهم .. أما أوباما .. فظهر كرجل أمريكي أفريقي و معه زوجته و بنتيه .. و على فكرة زوجته دي مش أي كلام .. دي درست الحقوق في هارفرد و ستانفورد أعرق و أعنف جامعتين في أمريكا .. و وده الظاهر لعائلته حبب فيه الشعب الأمريكي بطبيعة الحال .. أوباما نفسه قصة نجاح .. فأنا أحترم كل من يكتب كتاب ثم ينجح و يبرز .. فهذا يعكس درجة من النظام في التفكير و تخطيط للأهداف .. أنور السادات كان ممن كتبوا كتابا ثم تولي الحكم و قد فعل باسرائيل ما فعل .. و كذا حسن راتب رجل الأعمال المصري .. كتب أيضا كتاب ثم انطلق يعمر أرجاء سيناء بمصنع أسمنت و جامعة جميلة .. أوباما بقي كتب كتابين .. أي انه ليس غوغائي و لا انفعالي .. أوباما ليس أول رئيس أسود فحسب .. أوباما الذي ولد عام 61 هو أيضا أول سيناتور أسود يخش الكونجرس عام 2004 .. أي ان الرجل قصة نجاح جديرة بالاحترام .. و أبرز ما جعله يقتنص حب الناس هو أسلوبه الذي بهر الكل .. و استمساكه و استمواته على كلمة "التغيير" الذي سعي لأن تكون شعار حملته و كانت أول جملة ألقاها عندما فاز .. الأمريكان بالفعل كانوا ساخطين على وضعهم الحالي .. فهم مكروهون من تقريبا كل شعوب الأرض .. و البركة في بوش الصغير .. هذا السخط الذي دفع هؤلاء و أغلبيتهم من البيض أن يصوتوا لأوباما .. النفلة التاريخية في أمريكا تتمحور حول السود الذين وطأت أقدامهم أمريكا كعبيد و أيد عاملة بلا حقوق و بلا رغبة من الدولة في الاعتراف بأي حقوق آدمية لهم الي جانب الكراهية الشديدة من قبل البيض لهم و عدم منحهم أي حق آدمي في ركوب المواصلات على سبيل المثال .. هؤلاء هم من جاء أحفادهم ليصوتوا مقبلين و بكل الارادة الحرة لأوباما .. شاهدت برامجهم عشية فوز أوباما .. السود سكبوا من الدموع أنهارا .. خاصة الكبار .. أقرب الناس للزمن الذي غشيهم فيه الغبن .. كانت سعادة غامرة .. و أحضان غير مصدقة .. لقد دمعت عيناي من رؤية هذه المشاعر الجياشة .. أوباما حقا غير أمريكا .. و الرجل أقر بالفعل في احد خطبه بأن قصته لم تكن لتتم الا في أمريكا .. و هذا حقيقي .. لقد كتب ابراهيم عيسي مقال حول افتراض أن لأوباما أخ و يحيي في مصر و عقد مقارنة .. أوباما أبوه كيني و أمه أمريكية .. و أبوه هذا مسلم .. لو أن أخو أوباما في مصر لظل يكافح حتي الآن لينال جنسية مصرية على اعتبار أن أمه ليست مصرية .. أما هناك فهو يتجهز ليوم 20 يناير المقبل ليجلس على أهم كرسي في أمريكا .. على فكرة أوباما ليس مرتد .. لقد استقصيت حول هذا الأمر .. لأنه لو كان مرتد لكان أمرا بغيضا جدا .. كل الحكاية ان ابو أوباما هجر و ترك البلد كلها و عاد الي كينيا أو مطرح ما راح و خلف الوليد .. فلم تري أمه من بد سوي تعميده في الكنيسة كأي طفل مسيحي .. و بذلك هو ليس مرتد .. المرتد هو من بلغ مسلما و اختار بمحض ارادته ان يغير ديانته .. أوباما قصة نجاح مؤثرة و ظرف تاريخي سنتذكر في المستقبل أننا حضرناه .. بس كما يقول المثل المصري العتيد "الحلو ما يكملش" .. هل أوباما حقا مبشر بالخير .. هل هو حقا الأمل في تغيير أمريكا و الأمريكان و العالم بأسره .. الاجابة تأتي بداية من الشخصية التي اختار أن يظهر بها .. فهو لم يظهر على انه أسود تقليدي .. نيجر أمريكي .. هو ظهر على انه استثناء من الكل .. تماما كما ظهر صلاح الدين في الفيلم الأمريكي "مملكة الجنة" .. عندما جاءت جملة في الحوار يسأله فيها أحد قادة الغرب عن سر أفعاله المسالمة و العادلة التي لم يعتدوها من المسلمين القتلة صاح بعصبية " انا لست كأي أحد .. انا صلاح الدين".. و بذلك يتضح أن صانعو الفيلم لم يتجشموا كل عناء تصوير الفيلم علشان خاطر سواد عيوننا أو عيون المسلمين .. و لكن لأنهم يكنون احتراما لصلاح الدين الذي ربما كان مسلما من وجهة نظرهم و لكنه استثنائي .. عظمته تنبع من شخصه لا معتقده .. و بنفس الطريقة بزغ أوباما .. أسود آه .. انما حاجة تانية .. دليلي هو ما قيل في الصحف على انه هو نفسه لم يظهر في الكنائس السوداء و لا القنوات الفضائية السوداء و لم يعرف انغماسه في مجتمع أسود و لا عرفت ميوله كميول أي اسود كحبه للراب و الهيب هوب و ولعه بالماريجوانا .. كل ما بادر به من ايماءة معبرة للسود هو زيارة كينيا مسقط رأس أبيه .. أضف الي ذلك كارت اسلام أبيه الذي لم يستغل سواء بالسلب أو الايجاب .. كارت تواري نهائيا عن التحليلات و النقاشات .. كأن الاسلام لا يعني شيئا عند أمريكا و الأمريكان .. أمر مريب .. هل هذا الاستنكار سمة من سمات أوباما .. هل هو وصولي موهوب .. أم مجتهد محظوظ .. المستقبل هو الذي سيجلي هذا الأمر .. لكن خطواته الأولي مش ولا بد .. فلقد عين كبير موظفي البيت الأبيض "رام ايمانيول" واذا طالعت أي جريدة و قرأت عن هذا الرجل ستخبطك أول جملة : أنه صهيوني الهوية عنيف الرأي من أب يهودي .. مممممم .. ربنا يستر .. هو أي نعم مع سحب القوات الأمريكية من العراق و ضد حرب ايران و قد رمي الأمريكان بوعود رنانة .. انما الخبراء في الانتخابات الأمريكية يقولون أن كل مرشح يتشدق بوعود و لا يعير معظمها أهمية عند توليه الحكم .. أوباما قد يكون وش الخير لأمريكا .. ولكن علينا تذكر أن أمريكا ليست دولة يحكمها فرد متمثل في رئيس الجمهورية .. انما هي دولة فيها كونجرس و مجلس شيوخ و مؤسسات أخري و مصالحهم فوق الجميع .. انهم عندما رغبوا في الاستيلاء على نفط الدولة التي تملك أكبر احتياطي نفط في العالم لم تستح من العالم كله و هرعت الي العراق و أسقطت نظامه و نكلت برئيسه و دنست أرضه الطاهرة التي نشأ فيها أبو الأنبياء ابراهيم عليه السلام و دمروا حضارته التي كانت محفوظة في المتاحف .. اذا أنا غير متفاءل .. ليس قبل أن أقرأ كل من سيعينهم أوباما و خلفياتهم لأطمأن قليلا .. أوباما قد يكون خير على أمريكا .. لكن على نفسهم .. نحن العرب .. غلابة .. لا تفرق معانا أوباما من بوش من ماكين من لينكولن نفسه .. أقسم انهم لو لهم مصلحة في شوية غاز تحت رجل أبو الهول لعبئوا الرأي العام الدولي و لهموا بتدمير الأهرامات و أبوالهول بل و كباريهات شارع الهرم كلها حتي يمتصوا ما يريدون و ليمرح المارينز في أرضنا .. هنيئا لهم بحسينهم
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
4 comments:
مصطفي
صديقي الموهوب
انت عامل ايه يارب تكون بخير
ايه ياعم براحه شويه علينا
:) :)
مش عارف ليه قلقاني حكايه ان الكل متفائل باوباما
هابدأ كلامي معاك باخر مقالتك
امريكا ليست دوله يحكمها فرد
بلد مؤسسات كونجرس وشيوخ ومؤسسات اخري
صحيح ميه في الميه ده يخليها تشوف مصالحها مهما كانت شخصيه رئيسها
امريكا واي دوله ديمقراطيه وانت سيدي العارفين بيحكمها سياسات
طبعا مش لجنه سياسات جمال مبارك
دي سياسات تمشيها لخمسين سنه قدام وربما اكتر
اللي مقتنع بيه اوي ان سواء بوش في الحكم او غيره كان حيصل نفس اللي حصل
حرب في افغانستان
حرب في العراق
جوانتنامو
ابو غريب
ليه
لأن ببساطه هي دي مصلحه امريكا بغض النظر عن رئيسها
اوباما بوش مش هاتفرق
تعرف يا مصطفي في كلمه قريتها لدكتور عبد الوهاب المسيري ربنا يرحمه رحمه واسعه
قالها في كتاب اليد الخفيه دراسه في الحركات اليهوديه الهدامه والسريه
قال ما معناه لأني مش فاكر الكلام بالنص
ان الحكام العرب بيحاولو يصوروا للناس ان المعركه معركه لوبي يهودي مسيطر علي امريكا او توجهات الحزب اللي منه الرئيس الامريكي علشان يداروا ضعفهم وخيبتهم طبعا
انا طولت صح.. معلش الموضوع مهم اوي
بس بجد مش شايف اي سبب للتفاؤل باوباما
بس انا كلامي ما خلصش هاخش تاني وابقي اكملك كلامي يا درش
معلش دوشتك انا اسف
كل التحيه ليك
مادو العزيز
متفق معاك تماما أنه لا سبب لتفاءل بأوباما و بغيره .. و بأن العرب لا يعدمون وسيلة لمداراة خيبتهم
ولا طولت ولا حاجة .. و منتظر آراءك
:)
Makalak gamel ya Mostafa
bas ana 3andy ta3le2 so3'anon (7awel twa7ed eslob el ketaba ya kolo lo3'a 3arbia fos7a ya 3amia) 3alashan el tarkez :)
ghada
اشكرك على الفيد باك
بس الحكاية اني بكتب و انا مش عارف حاقول ايه
اللي بيطلع من جوايا عربي بكتبه عربي و اللي بيطلع عامي بكتبه عامي .. مش بحاول اتدخل في الالهام
:)
Post a Comment