Monday, January 30, 2012

عن العلاقات الزوجية : لغات الحب الخمس .. الجزء السابع


يبدأ الكاتب مباشرة بتساؤل وجيه : اذا توصل كلا الطرفين الي لغة الآخر .. كيف يمكن لكل طرف منهم ان يطبق كل ما قيل اذا ما كان ملئ بالجروح النازفة و الكراهية الكامنة .. التي ربما تنجم من اخفاقات ماضية سببها كل طرف للآخر .. سؤال شرس .. و بلا مقدمات تنمقه .. و الاجابة كذلك .. الاختيار .. هي سمة البشر .. كما فعلنا من قبل عندما اخترنا التصرفات الجارحة .. تكلمنا بالنقد الهادم .. و أتينا أفعال سيئة .. لا نفخر بالطبع بهذه الاختيارات .. و لكنها كانت اختيارات مبررة وقت اختيارنا لها .. اختياراتنا السيئة في الماضي لا تعني ابدا اننا يجب ان نعيد اختيارها في المستقبل .. مازال امامنا على الدوام اختيار "أنا آسف" .. "أعرف أني آذيتك" .. "و لكني أحب أن أجعل مستقبلنا أفضل" .. "أريد أن أحبك بلغتك" .. " أجعلك راضية " .. لقد شاهدت زيجات كثيرة ينقذها الاختيار الواعي قبل ان تسقط في حفرة الطلاق .. فالحب لا يمحو الماضي .. و لكنه يعيد تشكيل المستقبل .. عندما نخاطب شريكنا بلغة حبه .. فيصل الحب اليه بالشكل الذي يلائمه .. نتغاضي عن مشاكل الماضي ..

ذات مرة حضر الي زوج .. بناء على طلبي .. لأن زوجته وفدت الي في الاسبوع الذي يسبقه تبكي و لا تقوي على التحكم في انهمار دموعها .. شكت الي ان زوجها انسان ممتاز .. و مر على زواجهم اثني عشر عاما .. و لكنه أخبرها منذ يومان أنه لم يعد يحبها و أنه سيتركها .. كيف يفعل ذلك بي .. انه زوج مثالي و أب ممتاز .. فكيف تأتي له أن يفعل بنا هذا .. و عندما حضر الرجل .. أعرته أذناي .. و كانت القصة المعتادة .. تزوجا للتويج قصة حب ملتهبة .. و في بداية حياتهم الزوجية تكبدوا بعض المشقة ليتكيف كل طرف على الآخر .. ثم استمر حبهم و معه الهناء في العيش .. حتي تلاشت مشاعر الحب نهائيا و حلت الحياة العادية .. كان يحسن اليها على الدوام .. فكان تانك حبها دائما مملوء و لا تستشعر مشكلة .. أما هو فكان تانك حبه قد خلي و لم يعد به شئ .. فتولدت عنده الرغبة في تركها .. قال لي : لم أعد أحبها .. أصبحت علاقتنا خاوية .. لم أعد أستمتع بالتواجد معها .. لا أدري ما حدث .. كنت أتمني ألا أنتهي الي ما انتهيت .. و لكن الحقيقة هي أنني لا أكن لها أي مشاعر الآن .. لقد كان يمر هذا الزوج من وجهة نظري بمشكلة معتادة بعد أعوام من الزواج .. و تبني عقلية "لم أعد أحبها" .. و هي عقلية تحرره عاطفيا من الارتباط و تسمح له بالبحث عن الحب خارج بيته و بعيدا عن زوجته .. و يحدث نفس الشئ أيضا عند بعض الزوجات .. الآلاف من الزواج و الزوجات وصلوا الي مرحلة الخواء العاطفي .. لا يريدوا أن يأذوا بعضهم البعض .. و لكن لديهم رغبة عاطفية في انهاء علاقتهم .. تكمن المشكلة في عدم التفرقة بين تجربة " ان تقع في الحب " و " احتياج ان تكون محبوب " .. الأفلام السينيمائية و المسلسلات العاطفية و المجلات و القصص يساهمون في الخلط بين الاثنين .. انهما في الحقيقة مختلفين كل الاختلاف

الوقوع في الحب .. أمر لاارادي .. لا نختار سلفا من نقع في حبه .. انه شعور يحدث بين ذكر و أنثي بلا مقدمات و أحيانا بلا سبب واضح .. و الوقوع في الحب أيضا عمره قصير .. لا يزيد في حال من الاحوال عمره عن عامين .. و من وجهة النظر البيولوجية البحتة .. الحب يخدم الطبيعة لربط ذكر و أنثي لفترة تكفي للمعاشرة من اجل استمرار النوع .. النقطة الهامة هي أن تجربة الوقوع في الحب ترضي مؤقتا المحب في رغبته ان يكون محبوب .. الوقوع في الحب يمنح الشعور أن هناك من يهتم بنا .. من هو معجب بنا .. و يقدرنا .. مشاعرنا تمتلأ و تفيض عندما نعلم ان هناك انسان يضعنا في المرتبة الاولي في حياته .. و لكن للأسف كل هذا يتناقص مع الوقت .. و نعود للواقع .. و يتلاشي الوقوع في الحب .. عندئذ .. اذا لم يتعلم شريكي كيف يرضيني عن طريق معرفته بلغة حبي و العكس .. سوف تهرب العاطفة لأنها لن تجد من يعيد ملئها و يبقيها راضية ..

ان تعلم و تتعلم لغة حب شريكك .. هو حتما اختيار .. ان تستخدم ما علمت و تطبقه .. سيضمن لك ان الحب سيبقي .. و عندئذ .. عندما يقل الهوس المسمي بالوقوع في الحب .. لن يشعر أحدهم لأنهم دائما يسعون لارضاء بعضهم البعض و سيظل الحب بينهم ..

و لأن كل انسان لديه عاطفة .. و كل انسان يتحدث لغة من اللغات الخمس .. اذا لم تستخدم لغة حب شريكك لارضائه .. فعندما يقل الهوس المسمي بالوقوع في الحب .. لن تجد العاطفة من يجدد حيويتها و شغفها القديم .. و سيعاني الشريكين من فتور و نقص عاطفي جاهلين السبب مستنكرين ما وصلوا اليه .. سيما قوة علاقتهم في البداية .. و المشكلة الكبري .. هي ان بمرور الوقت و العاطفة خاوية بين زوجين .. نجد ان احدهما او كلاهما يهمان بالبحث عن النشوي القديمة في علاقة خارج الزواج .. و تبدأ الحكاية من جديد ..

عادة .. عندما يصل الرجل الي درجة الخواء العاطفي .. يظل حريص على استمرار الزواج حتي يعثر على مرشحة أخري لعواطفه .. عندئذ ينسحب من الزواج .. بحجة أنه وجد السعادة في قلب امرأة أخري .. و في مقابل الهوس الكيميائي الذي يحدث أثناء الوقوع في الحب يتغاضي الزوج عن أي أمور هامة فيترك أبناءه مثلا غير مكترث .. مع العلم ان الاحصائيات تؤكد ان 60% من الزواج الثاني ينتهي بالطلاق ..

الحب الحقيقي الذي يرضي عواطف الزوجين و يبقيهم في ود و رحمة هو حتما اختيار .. اختيارك انت

هكذا قلت للرجل الذي حضر الي يشكو خواءه العاطفي من زوجته .. بعد ان شرحت له لغات الحب الخمس .. و اكتشفت أنه بالفعل ارتبط عاطفيا بامرأة اخري .. و بعد ان نصحته بألا يخوض التجربة الجديدة لأن الحب سيفني عاجلا أو آجلا أصر قائلا أنه لم يعد يستطيع العيش بدون حبيبته الجديدة .. و بعد مضي شهور .. حضر الي من جديد و هو مذهول و مرتبك .. أخبرني ان حبها بدأ ينقص كثيرا و بدأت تلاحظ فيه عيوب كثيرة و أنه مصدوم من هذا التطور .. عندئذ اقتنع بما قلته له .. و وافق على ترك حبيبته الجديدة و وافق ايضا على ان يخضع هو و زوجته للاستشارة في عيادتي .. و في أثناء تسعة أشهر كانوا يترددون فيها عندي .. خضنا في اختلافات كثيرة فيما بينهم و خلافات لم تحل من قبل و تركت حتي استفحلت .. و كان أهم عامل في حل كل هذا هي معرفة لغة حب الزوج و الزوجة و استعداد كل منهما ان يرضي الآخر بطريقته .. و بعد الانتهاء .. أقر لي الزوج أنه يشعر بالرضا يرفرف من فوقه كما أعلن أن زوجته أكثر امرأة سعيدة في العالم ..

و يطرح بعض الناس سؤال كثيرا ما تردد .. ماذا لو كانت لغة حب شريكي شاقة على و لا يمكنني تطبيقها بسهولة .. اجابتي هي على الدوام .. اختر أن تطبقها .. ببساطة .. لأن الحب الدائم اختيار واعي .. الحياة الهانئة المليئة بالود لا تحدث بالصدفة أو عن غير ارادتنا .. انها تحدث باختيارنا الواعي لها .. الي جانب .. اذا كانت لغة حب شريكك شاقة عليك و رغم ذلك شرعت في تطبيقها .. سوف يستقبلها شريكك بضعف وزنها .. لأنك تكبدت جهد أكبر مما تعودت عليه .. أذكر ذات مرة ان زوج انبري في احدي محاضراتي و أعلن أنه يعلم ان لغة حب زوجته هي اللمس الجسدي .. و لكنه لا يحب اللمس بصفة عامة .. لم يعتاد عليه في بيته .. لم ينشأ في عائلة تعتاد الأمر .. حتي أهله و اخوته لم يكونوا من النوع الذي يحضن .. فتساءل ماذا أفعل اذا .. قلت له بهدوء .. هي حقا لغة صعبة عليك .. و لكن اذا مددت ذراعيك و وضعت شريكتك في المنتصف و مارست هذا النوع من اللمس يوميا كلما أتيح لك الأمر .. أراهنك أن اللمس الجسدي لن يعود شاقا عليك

في الحقيقة .. الراحة في ممارسة لغة حب سريكك ليست المعضلة .. المعضلة في أن الحب هو أمر تفعله لغيرك .. و ليس أمر تفعله من أجل نفسك .. هذا المبدأ غير مفهوم عند الكثير .. هناك أمور عديدة نفعلها كارهين مرغمين .. كالاستيقاظ من النوم و ترك الفراش .. الراحة تملي علينا ان نبقي و نكمل نوم .. و لكننا نقاوم كل يوم لأننا نعلم ان هناك امور تستحق ان نفعلها في هذا اليوم .. و عادة في نهاية اليوم لا نندم أننا نهضنا .. كذلك الحب و لغاته .. ان أرغمنا أنفسنا على استخدام لغة الحب الخاصة بمن نحب سواء كان الأمر يسير او احتاج جهد و مقاومة للنفس .. ستكون العوائد مجزية .. أقل مكافأة .. هي ان حبيبك سيبادلك الأمر نفسه .. و سيبذل أقصي ما عنده لارضائك أنت بلغة حبك أنت

4 comments:

Ghada said...

:) :)
gmeel awe en ay zogeen y3rfo w yfhmo w ydrko lo3'et el 7ob elly bnhom

Allh ynwr 3leek :)

مصطفى محمد said...

Ghada

True indeed, el twasol ahm 7aga ;)

:D

alshimaa said...

http://www.alohaclickers.info/index.php?ref=alshimaaalbadry

alshimaa said...

gameeeeeeeeeeel