Tuesday, April 7, 2009

عن 6 أبريل .. تاني


للأمانة .. لم أكن أنوي بتاتا أن أكتب عن 6 أبريل هذا العام .. مش عارف ليه متحمستش زي السنة اللي فاتت .. و أحسست أن الموضوع بقي تشدق بكلام لا يعقبه فعل .. و تشنيف آذان بكلام لا ينفع .. أنا شخصيا كنت نايم معظم نهار 6 أبريل هذا العام .. لأن اليوم الذي سبقه كان مجهد جدا و كنت بالفعل في حاجة الي سريري في حوار خاص .. و عندما استيقظت هبطت للشارع مستطلعا ما يحدث .. و لأنني أسكن المعادي و مؤمن بأن أهلها -الذي أنا منهم- مجرد فرافير لا يقدمون و لا يؤخرون قلم أجد بالفعل أي تظاهرة واحدة سلمية ولا دموية .. أما عربات الأمن المركزي فكانت معسكرة عند ميدان الجزائر أحد أكبر ميادين المعادي الجديدة تحسبا لأي شئ .. طالما تخيلت أن شمس 6 أبريل ستشرق بقوة و تتسلل آشعتها الي مخدتي لتعلن ميلاد مصر جديدة .. و لكن الشمس كانت عادية و الجو كان حر و عادي .. مررت على الجرايد و كانت تذكر أين ستكون المظاهرات و تعلن توقعاتها بين فشل منتظر و نجاح أسطوري .. الأهرام طبعا لم تتفوه بنص كلمة .. عدت للبيت و قلت يا عم الجزيرة تلاقيها هايصة .. حتلاقي فرصة ايه أحسن من كده للهجوم على الحكومة المصرية .. أكيد الكاميرات ستنقل كل المظاهرات .. فتحت القناة و اذا بمظاهرة هزيلة أمام مجلس الدولة و فيها أيمن نور يمسك ورق و يمضي أحدهم عليه و العدد كان زهيدا .. قلت كدا بخ .. أما آراء الشارع المصري فأرصدها من القهوة بالليل مع تجمع الناس على الكراسي المحببة و الألعاب التي لايمل أصحابها من ممارستها يوميا .. فسألت صديق يعمل في بنك عن أي ملاحظاته .. قال لم يدخل لنا اليوم عميلا واحدا .. و سألت آخر عاطل زي حالاتي عن ملاحظاته تساءل في براءة اضراب ايه و عاد لمضغ سندويتشه

لم يحفزني للكتابة هذا العام لا اتعقالات العمال و لا اعتقالات فتيات كفر الشيخ (و هي كارثة بالمناسبة) و لا اعلان القاهرة الذي يقوده أيمن نور .. و لا التظاهرة الننة أمام مجلس الدولة .. ولا انتفاض طلبة الجامعات للمطالبة بحقوق مهدرة .. ولا ظهور اسراء المحجبة على التلفزيون متحدثة عن مستقبل 6 أبريل .. و لا عن موقف الأحزاب عن الحركة .. ولا عن الائتلاف المصري للتغيير الذي أنشأ قبل 6 أبريل بسويعات محدودة و ربنا يستر و لا تصير حركة نخبوية مثلما آلت اليه كفاية .. و لا عن بيان الاخوان و الحركة .. انما ما هو أكبر من ذلك و أجل .. 6 أبريل تحت القبة المحروقة عندما حانت كلمة نظيف انصرف المستقلون و المعارضة من المجلس الموقر معلنين انضمامهم مع الاضراب .. هذه حركة أسطورية في نظري .. أن يدفع العمال بأنفسهم الي المهالك فهو أقل واجب تجاه الظلم .. و أن يندفع الشعب الي الاحتجاج بشتي الصور فهو أمر من المفروض أن يحصل من زمان .. أن يفكر ناشط سياسي في اعلان يرفض الأوضاع الراهنة فهي حركة لابد أن بفعلها تلبية لضميره .. أما النواب الذين يكبرون رؤوسهم و أو يصغرونها للهايفة .. الذين وصلوا للقبة للثرثرة و أحيانا الخضوع لسرور أو عز .. هؤلاء فعلا لم يكن ينتظر أحد مجرد رفع أنملة للاحتجاج أو على الأقل هذا ما أري .. النواب انصرفوا وسط سخرية نواب الوطني الأبدي .. منهم من هتف روح مص قصب و منهم من قال في داهية و منهم (أعتقد نظيف) من قال ان الذين ينسحبون انما ينسحبون لانهم لا يملكون الحلول نحن نمكث هنا لان لدينا الحلول .. و لي هنا وقفة طويلة يحق لي فيها أن أرفع حاجبي الأيسر دهشة و فتح فمي تناحة .. أين هذا التعليق عندما أحجمت مصر عن حضور قمة الدوحة في قطر .. ألم يكن من الأولي أن نمكث في الاجتماع لأن عندنا الحلول .. أم أن مصر فجأة تخلت عن دورها التاريخي بحكم ثوابت لا يمكن لبشر أن يمحها كموقعها الخغرافي و حضاراتها الراسخة و أفعالها السياسية و العسكرية الفريدة .. أم أن مصر -ولا حول ولا قوة الا بالله- أصبحت حكومة و دولة تحارب قناة تلفزيونية و حركة مقاومة (مش حزب حتي) يقع على جنوب حدود لبنان .. المهم .. ان 6 أبريل حركت كروش نواب اعتادت على الصياح في الفاضية و المليانة .. اسأل هذا السؤال الي يلخص كل شء .. كم من شخصية سياسية و ثقافية و اقتصادية و عامة موجودة الآن على قيد الحياة عاصروا كذا عصر و كذا نظام حكم و لهم مناصب و كتابات و جمهور و مزايا بل و اعجاب جماهيري .. كم .. كثر .. كم واحد منهم استطاع أن يعبأ شوية بني آدمين حول قضية تمس الحشد في مكان واحد للاعلان عن أي مطلب .. ولا واحد .. راجع التاريخ المصري المعاصر و صححني ان كنت مخطأ .. أما حبة العيال الذين اجتهدوا على الموقع الاجتماعي الفيس بوك الذي بات متنفس قومي للمصريين هؤلاء بذلوا من الجهود ما نجحوا فيه في حشد الناس و دفعهم الي ما هو أكثر من ذلك .. بل ان حبة العيال هؤلاء وصل صوتهم الي القبة .. الي القبة التي خاصمت الشعب منذ أمد بعيد .. حبة عيال قوموا نواب على سن و رمح من المجلس .. هذا هو الاثبات الأوحد ان مصر بصدد التغيير .. تغيير في ركود تعامل المواطن مع السياسة أو مع الحكم تحديدا .. ان هؤلاء العيال من الفيس بوك و غيرهم من مؤسسي حركة 6 أبريل و نواة صانعو يوم 6 أبريل 2008 انهم و الله العظيم من أحسن الناس في مصر .. هؤلاء أول من حركونا كلنا .. والله العظيم انتم جامدين آخر حاجة .. وربنا يبارك فيكم

*

اللهم أرنا الحق حقا

و ارزقنا اتباعه

4 comments:

dodda said...

صدق ماجد لما قال موهوب..

ربنا يكرمك ويسدد خطاك

اخبار الشغل ايه؟؟

مصطفى محمد said...

dodda

أشكرك دوبل
على كلامك الرقيق
و على متابعتك
ربنا يكرمك و يسعدك زي ما تسعديني بوجودك

الشغل الحمد لله .. سيبت الحكومة و رحت خاص .. الحمد لله .. يا معين

:)

Ghada said...

7a2e2y enta mawhob we mosakaf ya mostafa :D

مصطفى محمد said...

ghada

مرسي جدا على الكلام الجميل
و منورة على آخر و الله

:)