Monday, January 9, 2012

عن ابراهيم أصلان


توفي الي رحمة الله الأديب ابراهيم أصلان

*

حقا أمر محزن و باعث للألم أن تشهد رحيل الجمال أمام عينك .. أن تصلك خبر وفاة شخص جميل .. أن تقتات العذوبة من قلم ثم تحضر فناءه ..

كيف عرفت ابراهيم اصلان كاتبا .. من كتاب ألفه .. عثرت عليه عيناي أثناء المرور على العناوين ذات زيارة الي مكتبة .. شدني بشدة العنوان .. "خلوة الغلبان" .. ثم شدني كذلك وجهه .. شعر ضخم أشعث .. و شارب كثيف متروك على أعلي الشفة .. و لكن كان في وجهه طيبة .. لم أشتري الكتاب .. و لكني بدأت أتقصي الاسم .. فاندهشت لما عرفت أنه مؤلف فيلم الكيت كات .. أحب دراما هذا الفيلم .. و لكني اندهشت لأن عيني لم تعثر على عنوان كهذا أثناء تجولها في عنواين كتبه .. تقصيت أكثر .. ان الكتاب يحمل عنوان آخر .. "مالك حزين" .. فاشتريت الكتاب .. الرواية .. لم تعجبني كثيرا .. وجدت فيه سرد لا يروق لي كثيرا .. و لكني قررت أن أعطي "خلوة الغلبان" فرصة .. فوقعت في أسر كلماته في القصص القصيرة تحديدا .. لا أكاد أصدق عيني .. لا توجد حبكة .. بالكاد يوجد أحداث .. لا توجد كلاكيع أدبية .. فقط استرسال لمواقف .. استرسال بسيط و لكنه عجيب .. لا استطيع شرح جماله .. كل ما عساي ان أقوله .. هو أنه مبدع و عذب و جميل .. يعطي المواقف التافهة قيمة جمالية تغري العين بالقراءة .. كأنك تتلذذ بالماء .. هو حقا عبقري .. سيما شكله

أنا أومن تماما أن مثلث الأدب العظيم القامة كان .. نجيب محفوظ و يحيي يحقي و يوسف ادريس .. ثم بعد ان مات هؤلاء .. أومن تماما الآن أن مثلث الأدب المصري العظيم القامة الجديد .. هم .. ابراهيم اصلان و ابراهيم عبد المجيد و محمد المخزنجي .. الآن رحل أصلان .. راحت أحد أضلع المثلث .. حقيقي خبر مفجع .. سأفتقد كلماته بشدة .. كان يكتب في الاهرام كل يوم ثلاثاء .. خاض بقلمه في ثورة 25 يناير .. ظل عذبا في الكتابة عنها .. كتب عن الانتخابات .. و حكيه كما هو عذب .. سأفتقد بشدة هذه العذوبة

ولد ابراهيم اصلان 3 مارس 1935 بشبشير الحصة التابعة لطنطا التابعة لمحافظة الغربية (والتي ارتدت السواد حزنا عليه كما جاء في الأنباء) ثم ذهب و نشأ و تربي في حي امبابة بالقاهرة .. و قضي بها طيلة عمره حتي نقل مسكنه مؤخرا الي المقطم .. و توفي 7 يناير 2012 اثر وعكة صحية نقل على اثرها الي القصر العيني .. وحصل أصلان على عدة جوائز أبرزها جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام ( 2003 – 2004)، وجائزة "كفافيس" الدولية عام ( 2005)، وجائزة ساويرس في الرواية عن "حكايات من فضل الله عثمان" عام 2006، ورشح قبل أيام لنيل جائزة النيل، وهي من أرفع الجوائز المصرية تقدمها أكاديمية الفنون

قالوا عنه

الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة : مصر خسرت برحيله واحدا من أهم أعمدة الأدب بها

الشاعر اللبناني عباس بيضون : اذا كان للوداعة و اللطف و الأريحية اسم آخر سيكون ابراهيم أصلان

الشاعر الفلسطيني غسان زقطان : أية خسارة أيها الجميل

عماد أبو غازي وزير الثقافة السابق : خسارة كبيرة لمصر و الثقافة كلها

الناقد صلاح فضل : أحد أبرز الكتاب الموهوبين من جيل الستينيات، وقد تميز بقدرته الفائقة على تجاوز ظروف نشأته البسيطة وعمله المتواضع في مصلحة البريد في مقتبل حياته عندما كان يسكن في حي الكيتكات بامبابة، ثم استطاع بعصاميته وتثقيف نفسه وقراءاته المعمقة أن يجعل هذه الحياة تعبر إلى ذاكرة الأدب العربي بأكمله، وتتجسد في أعماله القصصية المركزة وإبداعاته الروائية القليلة

الناقد والكاتب محمود الورداني : رحيله مصاب كبير لأننا فقدنا واحدا من أهم رموز الأدب، إذ تعد أعماله أيقونات مشغولة بحرفية فنية وشجن

ابراهيم عبد المجيد : منذ بدأ وهو كاتب كبير، وقيمته الأدبية ليست محل جدل .. فكانت مجموعته القصصية الأولي "بحيرة المساء" فتحاً جديداً في التجديد في مجال القصة القصيرة وكان مقلاً في أعماله لأنه كان نحاتاً في اللغة يبحث عن مفردات جديدة لكل عمل يكتبه فكانت تأخذ منه هذه العملية وقتاً طويلاً

محمد السلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر : فقدناه فى وقت نحن أشد ما نكون فى حاجة ماسة لمثل هذه القامات التنويرية الكبرى

الروائى فؤاد قنديل :فقدناه لتفقد مصر والعالم كله عذوبة "أصلان".

المهندس أبو العلا ماضي : إبراهيم أصلان أحد رموز الأدب في مصر وهو قيمة مصرية

الناقد الأدبي شعبان يوسف: كل كلمات الأسى لا تكفي لتوديع إبراهيم

الإعلامي جمال الشاعر: إبراهيم كان يكتب كأنه يتعبد ويصلي

5 comments:

Ghada said...

:( :(
Allh yr7mo w y3'frll

Unknown said...

شكرا لورقة وفاء

منجي

goulha said...

إن لله وإنا إليه راجعون

mado80 said...

الله يرحمه
اول حاجه قرأتهاله كانت خلوه الغلبان
بعدها وقعت في اسر اسلوبه الساحر
السهل اووي والعبقري جدا في نفس الوقت
وفعلا زي ما انت قلت بدون كلاكيع
وبدون كلام كبير ويمكن هو ده سر سحره

الله يرحمه ويدخله فسيح جناته
:(

أشعار وخواطر ومذكرات *أيمن حمدى * said...

الله يرحمه