الحب ليس احتياجنا العاطفي الوحيد .. فالعلماء النفسيين توصلوا الي احتياجات اخري .. كالأمن .. تقدير الذات .. و الأثر الشخصي .. و لكنهم ايضا قالوا ان الحب يتداخل مع كل ما سبق .. فاذا كان شريك يحب الاخر .. سيكون هناك شعور عام بالامن و الامان .. لأن الشريك لا ينوي ايذاء شريكه .. شعور بالامان عند وجود الشريك بجانب شريكه .. قد يواجه الشريك الغموض في مجال عمله .. و قد يكون لديه أعداء في بعض المجالات .. و لكن مع شريكي يحل الامان .. و بالنسبة لتقدير الذات .. فحب الشريك يغذيه .. لأن اذا كان شريكي يحبني فهذا يعني ان ذاتي تستحق الحب .. قد يكون للشريك خبرة سيئة و مزعجة مع والديه .. و لكن الشريك يعرفك كانسان مكتمل و يقدرك .. فحب الشريك يبني تقدير الذات .. اما الاثر الشخصي فهو غالبا الدافع وراء كل التصرفات التي تنتج عنا .. نحن نحب ان يكون لحياتنا معني .. يملك كل منا معني ان يكون صاحب اثر .. و نعمل جاهدين لتحقيقه و تحقيق اهدافنا .. حب الشريك للشريك يقوي حس اثره الشخصي .. يجعله يدرك ان له قيمة عالية .. نحب ان نؤمن اننا مميزون .. و لكننا لا نشعر حقيقة باننا مميزون الي ان يحبنا شريكنا و يوضح لنا هذا .. فالشريك عندما يكرس الوقت و المجهود لشريكه يدعم شعور انه مميز .. بدون الحب .. قد نمضي في الحياة باحثين عن الامان و تقدير الذات و الاثر الشخصي بلا فائدة .. عندما نمر بالحب يصلنا الاحساس الايجابي بالامان و تقدير الذات و الاثر الشخصي ..
الحب ليس الاجابة لكل اسئلتنا الحائرة في الحياة .. و لكنه يصنع المناخ الآمن الذي فيه نستطيع ان نشق الحياة بحثا عن الاجابات .. في امان الحب .. يستطيع الشريكين مناقشة اختلافاتهم بلا سخط .. المشاكل الكبري و الصغري تصل الي حلول مرضية .. في علاقة الحب .. شخصان مختلفان يستطيعان ان يعيشا في انسجام .. هذه هي مكافات الحب .. اعطاء الحب قدرة توفر لك راحة .. تعلم لغات الحب لتعطيها لشريكك هي التي تحول هذه القدرة الي فعل .. فالحب فعلا هو الذي سيحييك ..
جائني مرة زوجين .. الزوجة كانت منهارة من الحزن .. و على شفا البكاء .. و بدا على الزوج عدم الرغبة في القدوم .. دأبت الزوجة على التهديد بالرحيل .. كانا متزوجين لمدة خمس و ثلاثون عام .. بدأت الزوجة في الحديث .. نفت ان لديهم مشكلة مادية .. او حتي في التفاهم كالشجار .. و لكنها رغم ذلك كانت تشتكي من عدم استقبال حب من زوجها .. من انعدام الحب بينهما .. و ان الحياة سادها الروتين .. الصباح .. استيقاظ و ذهاب للعمل .. المساء نتناول وجبة سويا و لكنه يقضيها امام التلفزيون .. ثم عندما ينتهي .. يجلس امام التلفزيون حتي ان يروح في النوم .. و هذا هو جدولنا خمسة ايام في الاسبوع .. الاجازة صباحا يقضيها في لعب الجولف ثم في المساء نقضي وقتنا مع اصدقاء لنا متزوجين .. يتحدث اليهم جيدا جدا على عكس ما يفعل معي .. ثم في الليل يجلس امام التلفزيون حتي النوم .. الحياة اصبحت مملة .. و لا اشعر باي حنان او عطف .. اشعر ان حبنا قد مات و انتهي .. تعتقد انها لا تستطيع ان تكمل هكذا .. و بدأت تبكي .. ناولتها منديل و تحدثت مع الزوج .. سألته .. ماذا تصنع عموما لتشعرها بحبك .. قال .. اتعمد الوصول للمنزل قبل وصولها .. اجهز الوجبة التي نتناولها سويا .. اصنعها بالكامل .. ثم اغسل الصحون .. و اكنس البيت .. و اسوي الملابس في الدواليب .. افعل كل هذا لأشعرها بحبي .. و مع ذلك هي تشتكي .. قالت الزوجة .. كل هذا حسن .. و لكني أتمني ان نجلس سويا و نتحدث .. نحن لا نتحدث مطلقا .. هو دائما مشغول .. حتي في البيت مشغول .. كل ما اريده هو وقت ينظر فيه الي و يتحدث الي .. كان من الواضح لدي ان لغة حب الزوجة هي قضاء الوقت المخصص بالكامل .. و لكن ما كان يمارسه الزوج هو لغة حب اخري الزوجة لا تتحدثها و لا تفهمها .. هي افعال خدمية .. كل ما كانت تريده هو الوقت الكامل معها .. و الغريب انني عندما تحدثت مع الزوج اكتشفت انه لا يشعر بحبها ايضا .. و لكنه تغاضي عن الشكوي .. هو اعتقد .. طالما استمر الزواج خمس و ثلاثون عاما .. الفواتير تدفع في الموعد .. الشجار يكاد يكون معدوم .. هذا اقصي شئ في الزواج .. و لكن عندما سألته عن الزوجة المثالية من وجهة نظره لاستبين لغة حبه .. قال .. ان الزوجة المثالية هي التي عندما تعود الي المنزل تطبخ الوجبة التي سنتناولها سويا و تجهزها كأجمل ما يكون .. و بعد الطعام تغسل الصحون .. تصلح ملابسي اذا قطعت .. كان اذا من الواضح ان لغة حبه هو الافعال الخدمية .. كانت اللغة التي يعرفها و لا يعرف سواها .. لذلك عندما اراد ان يعبر لزوجته عن حبه لها .. عبر عن طريق هذه اللغة .. و عندما انتظر من زوجته ان تعبر عن حبها له .. انتظر هذه الافعال .. و لكن المشكلة ان هذه اللغة لم تكن زوجته تعرفها .. لذلك يعاني الزوجين من احساس بعدم وجود الحب بينهما .. احداهما يشكو جهرا و الاخر سرا .. عندما شرحت له لغات الحب .. صاح الزوج .. لماذا لم اتعلم هذا منذ ثلاثين عاما .. لكنت اعطيتها وقت للكلام عوضا عن الافعال التي اضعت وقتي فيها .. قال لزوجته .. انها المرة الاولي التي يفهم فيها ما معني اننا لا نتحدث .. لم افهم من قبل قط .. اعتقدت اننا فعلا نتحدث .. كنت دائما اسالك هل نمت جيدا .. كنت اعتقد ان هذا يكفي .. و لكني الان افهم .. و سأعطيكي ما تريدي .. أعدك بقضاء وقت يومي معك .. لك وحدك .. ابتهجت الزوجة كثيرا .. و بدورها قررت الزوجة ان تفعل له بعض الافعال الخدمية لكي تشعره بحبها .. عندما انصرفا .. مضي شهران .. و وجدتهم يهاتفوني من شهر عسلهم الجديد و يشكرونني على ما علمتهم .. هل فعلا نستطيع انقاذ الحب .. الاجابة .. بالطبع نعم .. اذا ما اخترت التعرف على لغة حب شريكك و التحدث بها ..
4 comments:
:) :) :)
sob7aan Allh :0
gdeda 3lya en elshreek bydd3m el e7sa bt2deer el zaat!!!
bgd elblog da gamed aweee, yareet elnas t2ra el 8 agzaa2 72ee2y hyfr2 kteer, bs elly hyfr2 aktr en kol wa7ed Y3BRR 3n lo3'et el 7ob elly 3wzha w mystnnash el trf el tany ystntg mn nfso
;)
Ghada
yoooooh , byd3m t2deer el zaat , w 2ryb lma atklm 3n ktab tany , 7t3rfy en el shreek mmkn yzwd hormoonat el egabya ;)
el mwdoo3 akbr mn t3beer a7yanan ;)
:D
الف مبروك يا مصطفي
اخيرا عرفت سر اهتمامك بكتاب لغات الحب الخمس :)
فرحتلك اوووي والله
الف مبروك :)
mado80
مادو
صديقي العزيز
شكرا
:)
و لسه .. بما ان الواحد بيقرا .. يبقي يقرا عن حياته المقبلة بقه
الله يبارك فيك و ليك
:)
Post a Comment