Saturday, February 23, 2008

عن الدين


تبدأ حكاية الانسان

أكيد

من مولده

حين يلفظ الي الحياة

*

هناك أشياء يتقبلها الانسان

قد تشوبها تساؤلات

و لكنه في البداية و النهاية

يجعل منها الجعبة

التي ستلازمه طيلة عمره

ليشحن فيها خبراته

و يدخر فيها حسناته

و يخفي فيها مساوئه

*

الجعبة تتكون من

مثلا

الاستجابة للاسم عند النداء

الاطمئنان الخاص المحيط بالوالدين

اختفاء الأحبة و غيرهم عند الموت

بروز الضمير بين الحين و الآخر لتشكيل الطريق

*

لماذا الدين؟

*

لماذا أعلن البعض صلتهم بالسماء

و تلفعوا بالروحانية

و عرضوا على الناس منشوراتهم

و قالوا : صحف مقدسة

*

لماذا يكبل المرء من نفسه

لماذا يفرط في اختلاسات لذيذة

لماذا يسن المرء على نفسه ضوابط و معايير

لماذا يلبس المرء نفسه ثوب الهم من اغضاب أحدهم

لماذا يزج المرء بنفسه في وادي من المعتقدات

*

في أزمان عادية

و ظروف أفضل

كان من الممكن شرح الدين

على أنه الفرس الرابح بأي سباق

فكان الكلام يسير هكذا : مثلا

لو كنت ذو دين

لانتصرت بلا كثرة عتاد

و لسبقت من حولك في العلوم

و لانصرفت -لو كنت شاب- عن الرذيلة

و لهرعت -لو كنت بالغا- الي العبادات تنهل منها

و لخاف منك من ليس على دينك

*

و لكن

الزمن لم يعد كما كان

دخلت الفتن

و جلست الفتن

و استقرت الفتن

و استساغها الكثير

فأخذت تنمو و تتسع

*

الآن

دينك لا يقيك الحروب

دينك له هوية و العلوم له هوية أخري

دينك لم يعد يجذبك عن الرذيلة

دينك ليس بالضروري شغلك الشاغل

دينك لك وحدك .. بات الناس أحرار في اختراع و اعتناق الاديان

او الايمان بدين موجود .. مع تطبيق يلاءم المزاج

*

و مع ذلك

يظل الدين

مطلب روحي

طالما الروح في الجسد

و طالما الضمير له وجود

*

المتأمل للصراعت حول الدنيا عن الدين

يري بعين اليقين

أن نظريا

و نظريا فحسب

يمكنك اسقاط أي دين

بتحضير و جهد معين

و ذهن حاضر

يمكنك ان ترسل أي دين

نظريا

الي سلة المهملات

*

الخط الوحيد

الذي لم يستطع أحد تخطيه

و هو البرهان الخالد

لكل ساعي في رحلة دينه

هو الموت

*

لو حملت الديانات كلها في حقيبة واحدة

و طفت على كل ما يهمك

لتسأل أي دين يفي بالغرض

ستتلقي -حتما- اجابات

قد تسرك و توجهك الي فريق بعينه

و قد تخيبك فتنفرك من طريق بعينه

*

هناك سؤال واحد

لا اجابة عليه

مهما بلغت علوم الدنيا

و روحانيات الناس كااااااااااااافة

*

المقاييس الأخري لاثبات صحة دين

في الواقع

لا تبني دليلا

مثلا

المعجزات

لم تعد منوطة بدين واحد

بل

في كل دين .. هناك فرد أو جماعة شاهدوا أمر غير معتاد

جعلهم يتمسكون بدينهم

في كل دين

هناك هذا الفرد

أو هذه الجماعة

و أمثلة أخري كثيرة

هدمت مصداقيتها لتحديد الدين المناسب

كالتيسير في الأمر

و التوفيق في العمل

*

السؤال الذي لن يجيب عليه أحد

هو

ماذا يحدث بعد الموت

*

العاقل

يعلم أن من ولد

مثلا

1808

عاش آآآآآآآخره .. الي

1908

الآن .. و نحن في هذه اللحظة

2008

نعلم أنه عاش مائة عام

فقط

و مر على موته

مائة عام

و لكن ليس فقط

بل بعد مائة عام أخري

سيكون مر على موته مائتي عام

و يستمر العد

*

اذا العاقل

يعلم أن الزمن المستغرق للحياة محدود

و لكن الزمن بعد الموت ليس محدود

*

ما بعد الموت

هو الجواد

الذي يضع الباحث عن الدين رهانه عليه

*

لتختار دينك

أو لتجدد دينك

أو لتزداد ايمانا بدينك

انظر ما تقول نصوصك عن ما بعد الموت

*

بالتفكير في الموت

يولد الاحساس بالنهاية

مما يثمن الحاضر

وتولد شكوي

تدفع الي التساؤل عن غرض الرحيل

يستنتج المرء وجوب وجود ثمة سيستم

ليحافظ على هذا النظام

الذي يبدو عليه مولعاً بالابادة

و لكن مع التفكير العميق

تولد الرغبة

في الدين

*

يتبع الأسبوع القادم

*

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا

و ارزقنا قلوب ميالة لدينك

11 comments:

mado80 said...

مصطفي

ازيك يا درش

الله يا مصطفي كل يوم بيزيد اعجابي بيك أكتر بجد

التحليل اللي انت كاتبه ممتاز يخليني أسألك انت قريت قبل كد في فلسفه الدين ولا لأ علي فكره ده مبحث من أبحاث الفلسفه شديد الأهميه

المهم اريد أن اؤكد علي ما قلت بالفعل يمكننا بقليل من المناقشه وقليل من التفكير أن نلقي بأي دين مهما كان نظريا الي سله المهلات

الأديان عموما لا تعتمد علي العقل في تفسير ما تحتويه ولكنها تعمد أكثر علي العاطفه القلبيه والأرتياح النفسي ولذلك سوف تري اي مؤمن بدين ما يؤمن تماما بأن دينه هو الدين الحق وغيره علي باطل وأعتقد أن ذلك هو بذره التعصب والأنغلاق كما كان بذره من بذور الحروب الدينيه التي نقرأ عنها في القرون الماضيه

أعتقد أن ما قلته يدفعنا الي القول بأهميه الدين عموما بصرف النظر عن أي دين أستغرب كثيرا من تلك المناقشات البيزنطيه التي تحاول ان تثبت صحه دين ليس من المهم أن نفعل ذلك المهم أن يكون هناك دين فقط هذا ما ينبغي أن نؤكد عليه أعتقد أنه بدون الأديان وبدون دورها في حياه الأنسان لصارت الحياه فوضي أو لصارت أكثر اكتئابا

هناك مقوله لغاندي أجدني ملزما بأن أستشهد بها في هذا المقام يقول فيها

الأديان ما هي الا طرق مختلفه تؤدي الي نفس الغايه، فماذا يهم اذا أختلفت بنا الطرق ما دمنا نصل الي نفس الهدف

صحيح ماذا يهم؟

عذرا يا مصطفي علي الأطااااااله

ولكنه موضوع شيق فعلا أشكرك عليه كثيرا

تحياتي لك يا مصطفي والف تقدير لشخصك الكريم

مصطفى محمد said...

مادو

و الله لفيت لفة كده في حوارات الاديان و فلسفة الدين .. طريق شدني لفترة لحد ما حسيت اني عرفت اللي انا عايزه

أتفق معك .. الالقاء بالديان الس سلال المهملات اصبحت هواية منتشرة في ارجاء العالم .. و نظريا بات كل شئ ممكن و سهل اثباته

الحقيقة العاطفة القلبية و الارتياح النفسي عوامل تختلف من شخص لآخر ومن بلد لأخري .. و لها علاقة بالايمان الجمعي .. أي بمعتقد المجتمع من حوله .. بصراحة انا كنت بحاول أوجد صيغة تانية غير الاتجاهات الشعورية .. حاولت اني ارسم خط للتفكير ممكن يتفق الكل عليه .. خط مش محتاج انحياز مسبق .. لو واحد ملحد مثلا حب يفكر في الموضوع .. اظن ان دي نقطة اعتبار مناسبة

البذرة اللي انت أشرت ليها .. موجودة في أتباع أي دين .. أي دين .. كله شايف انه صح .. و مخبيش عليك .. انا برضه كدا .. و مستعد للتحول الي بيزنطي للدفاع عن ديني عند ظروف معينة

عم غاندي ده كان راجل جبار في روحانياته .. لكن.. اديني فرصة للأسبوع الجاي أكمل .. لو قلت لك تحفظاتي دلوقتي .. مش حكتب الاسبوع الجاي عن اللي في دماغي .. عذرا

اشكرك على قراءتك للبوست أولا و أخيرا

سلام

دكتورة سنان said...

مصطفى انت اسلوبك حلو اوى فى طرح المواضيع

شريف طلال said...

موضوع هايل بجد
و أسلوب جميل
شكراً ليكى
تحياتى

karakib said...

منطق

مصطفى محمد said...

نوسة

ربنا يكرمك على تعليقك الجميل
و أشكرك على قراءتك البوست

*

شريف طلال

اشكرك على قراءتك للبوست و على تعليقك الجميل
بس ايه "ليكي" دي ؟

تحياتي

مصطفى محمد said...

kagrel

ماليش فيه

*

كراكيب

مش كده برضه؟
أشكرك على قراءة البوست

تحياتي

مي بهاء الدين said...

سلامو عليكوا

مصطفى باشا...اللي انت بتتكلم فيه ممكن يخلينا نتناقش أكتر من شهر

عموما...باتفق معاك ان الموت هو الحقيقة الخالدة..والشيء الوحيد اللي شفناه بأم عيننا
وانا شخصيا احترم كل الأديان

وباعتز بديني جدا..ومعجزتنا في ديننا الإسلامي (القرآن الكريم) بتدعوا في مواضع كتير أوي لتشغيل الدماغ
عندك مثلا أولي النهى
وأولي الألباب ومعناهم أصحاب العقول....وحاجات تانية

وعشان ماطولش..بأكد على كلام ماجد إن لابد من وجود دين لتجنب الفوضى
ولإيجاد الهدف
بس

تحياتي لتشغيل دماغك ياباشا
:)

مصطفى محمد said...

مي بهاء

أشكرك على قراءتك للبوست
أشكرك على تعليقك
و ابقي طولي براحتك بعد كده
و على مسألة الأديان .. حقولك زي ما قلت لمادو .. البوست الجاي حيقول كلمته

تحياتي

قبلة الحياة said...

اخي الكريم مصطفى

معلشي دخلنا للبوست اللي فوق سهوا

واتاري هنا البوست الاول ابقى حط شرطة او شاور او اكتب من هنا يا رجاله بدل ما لففتني على كعوب رجليا المدونة

عايزة اكلمك بصراحة

انت ليك نظرية فلسفية جامدة اوي في موضوع الموت والحياه وعلاقتهم بالدين

في البدايه نظرتك الفسلسفيه دي عملت لي رعب بجد مش هنكر عليك احنا بنتكلم عادي

بص يا درش انا انسانه على اقتناع تام بديني الاسلام والحمد لله على نعمة الاسلام

وفي الوقت اللي هوصل بيه اني بقيت على درايه تاامه بامور ديني اللي هو الاسلام وعرفته صح واصبح عقيدة ثابته في ذهني

وقتها بس هدي لنفسي الحق اني اروح اعمل ابحاث في الاديان التانيه وادور واقرا او حتى في اي اعتناقات تانيه

انما قبل كدا ما ينفعشي

عشان الانسان ما يبقاش قلبي متردد وفي ذره شك من اسلامنا

يارب تكون رؤيتي وضحت لحضرتك

بالمناسبه دي انت خريج ايه ؟؟؟

مصطفى محمد said...

قبلة الحياة

ايه ده؟
معلش
ما كنش قصدي الففك كل ده

اولا : ههههههههههه .. و الله ما كان قصدي أرعب حد .. بس هو الموت كده سيرته بترعب

ثانيا : عايز اقول حاجة .. "و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" .. سورة العنكبوت .. آية 69 .. " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الي النور " .. سورة البقرة .. آية 257
الآية الأولي بتقول ان الطريق لربنا اكتر من واحد .. و الآية التانية بتأكد في الآخر ان الطرق آخرها نور واحد
في اقتناع لا يلزمه مشاهدة ديانات أخري .. و في اقتناع يلزمه مشاهدة ديانات أخري .. و في سبل غير الاتنين دول .. بس طالما كلنا بننتهي الي ربنا .. يبقي أهلا بالاختلاف .. :)

ثالثا : أنا مش خريج .. أنا لسه طالب في هندسة

تحياتي